تسليم أحد المطلوبين على الهواء في برنامج طوني خليفة

الفجر الفني

طوني خليفة
طوني خليفة


انطلقت حلقة "طوني خليفة" مع إشارة لتغريدة وزير الصحة غسان حاصباني التي وعد فيها بتسعيرة جديدة للدواء تُجنِّب المواطن اللبناني مشقَّة البحث عن الدواء في دولٍ أخرى بأسعار أقل، وما كان هذا ليتحقَّق لولا الضغط الذي مارسه البرنامج منذ انطلاقته في موسمه الأول بالإضاءة على قضية أسعار الأدوية وغلائها في لبنان، مقارنة مع دول المحيط وبالأخص تركيا... بعدها انطلقت الفقرات وهذه المرة حلَّت فقرة سياسية أساسية محل فقرة "عندي سؤال"، وهي حول قضية "لوحة جلاء الجيش السوري عن لبنان" والتي أثارها وزير الخارجية جبران باسيل ولاقت جدلًا واسعًا في الأسبوع الماضي... لكن لم تغب فقرة الجوائز التي اعتاد البرنامج تقديمها للجمهور وهذه المرة شملت القرعة كل المشاركين بالإجابة على السؤال المطروح وهو: هل كان الجيش السوري في لبنان تلك المرحلة ولغاية العام 2005 جيش احتلال أم جيشًا شرعيًّا؟ 

 

اختفاء الفتيات

بداية الحلقة كانت مع قضية اجتماعية انتشرت في الأسبوع الماضي واعتُبرت من أخطر الأزمات الاجتماعية التي تمر على لبنان، وتمثَّلت باختفاء فتيات دون العشرين عامًا في الغالب، في ظروف غامضة وفي عددٍ من المناطق اللبنانية، وفي مقدمة هؤلاء إحدى القاصرات وهي: ساره شربل جابر (مواليد العام 2002) من منطقة الشويفات... هذه القضية تابعتها الزميلة زهراء فردون، والتي وصلت إلى عائلة جابر (والدها شربل جابر) كما جالت على العديد من المختفيات الأخريات ومن بينهن: رشا خضر أصيل (مواليد العام 1995) من بلدة جديدة القيطع ـ عكار، وفاء صقر ناصر الدين (مواليد عام 1992) من الهرمل، هاني حسين أبو خليل (مواليد عام 1999) من بلدة برج رحّال الجنوبية، فاطمة محمد رضا قبارة (مواليد عام 2007) سوريّة الجنسية مقيمة في بلدة القصر... وفي حين انتشرت الكثير من الإشاعات التي قامت القوى الأمنية بدحضها وأبرزها وجود عصابات تخطف هؤلاء الفتيات لبيع أعضائهن (تجارة الأعضاء)، تبيَّن أن كل هذه الحالات كانت لأسباب عائلية، حتى حالة الطفل الوحيد (جهاد) الذي قيل أنه من ضمن المختفين أو المختطفين، تبيَّن أنه موجود لدى والدته (المنفصلة عن والده) والأخير هو من قام بالإبلاغ عن اختفائه، في حين بقيت حالة واحدة غير مكشوفة المصير تعمل القوى الأمنية على كشفها.

 

حيوانات مفترسة

مع انتشار صورٍ لحيوانات شاردة على مواقع التواصل الاجتماعي ترافقها صور لضحايا اعتداءات من هذه الحيوانات في عددٍ من قرى إقليم التفاح (الجنوب اللبناني)، قامت الإعلامية زينة برجاوي من فريق "طوني خليفة" بالتوجّه إلى هذه القرى للتحقّق من هذه القضية التي شكَّلت حالة من الذعر لدى المواطنين، وأولى المحطات كانت بلدة حومين، ومنها إلى عربصاليم فكفرفيلا وأخيرًا عين قانا، حيث جرت مقابلات لأكثر من مواطن هاجمته هذه الحيوانات وبينهم أحد الأطفال الذي قام والده بشرح ما حصل وانتهى بإقدامه على قتل الحيوان، ليؤكِّد أنه في الشكل مزيج من كلب وذئب وضبع، من هنا انتشرت الأخبار الأولية بأن الحيوانات هي من نوع الضباع... أما بالنسبة للفيديو الذي انتشر لسيدة مُسنَّة ظهرت ممزَّقة الوجه، وقيل إنها بسبب تهجُّم أحد هذه الحيوانات عليها في بلدة رومين الجنوبية، فيتبين أن ما حدث لا علاقة له بظاهرة الحيوانات الشاردة، وأن السيدة تعرضت للضرب أثناء محاولة سرقة منزلها.

 

لوحة الجلاء

أثار وزير خارجية لبنان جبران باسيل (رئيس التيّار الوطني الحرّ) في الأسبوع الماضي ومن منطقة "نهر الكلب" قضية في غاية الحساسية من خلال مطالبته برفع لوحة جلاء أخرى إلى جانب لوحات الجلاء الموجودة على صخور نهر الكلب، تؤرِّخ لخروج الجيش السوري من لبنان باعتباره كان جيش احتلال... كلام باسيل أثار زوبعة لم تهدأ حتى تاريخ الحلقة، خصوصًا لِما هو معلوم عن التفاهم بين تياره وبين "حزب الله" الأقرب إلى الجيش السوري وشريكه في معاركه الأخيرة ضدّ الإرهاب، هذه الإشارة من باسيل تلقفها النائب شوقي دكاش (من حزب القوات اللبنانية) مسارعًا للسعي إلى تنفيذها، وسط انقسام حادً بين اللبنانيين... في هذه القضية ما استدعى إعطاء الفرصة للعميد السوري تركي الحسن بصفته باحثًا في مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) للمواجهة مع آراء أخرى على طاولة "طوني خليفة"، حيث كان للدكتور ناجي حايك من "التيار الوطني الحر" رأيه المنسجم وأحيانًا المتجاوز لرأي رئيس التيَّار باعتبار "الجيش السوري" كان خلال تلك المدة جيش احتلال، ليناقضه الضيف الآخر العميد المتقاعد ناجي ملاعب (باحث أول في مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري)، والذي أشار إلى أن دخول الجيش السوري بدأ كقوات احتلال، يوم كان هدفه ترجيح المعركة خلال "الحرب الأهلية" لصالح ما كان يُعرف بالمناطق المسيحية على حساب ما سُمي "الحركة الوطنية"، المدعومة يومها من المقاومة الفلسطينية، ليتشعَّب الموضوع باتجاه الدخول الأول للجيش السوري (باعتراف الرئيس حافظ الأسد)  دون طلبٍ من أحد، ممثلًا بما يُعرف بـ "جيش التحرير الفلسطيني- قوات الصاعقة"، والتي دخلت لنصرة "الحركة الوطنية"... الحوار شمل أيضًا السفير علي عقيل خليل  (أمين عام منظمة حقوق الإنسان) والذي تفرَّد مع عددٍ من الأنصار برفع لوحة تمجِّد تدخل الرئيس السوري حافظ الأسد في لبنان ودوره في دعم المقاومة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي... أما ختام "بورصة لوحات الجلاء" فكان مع "فيديو" للإعلامية سمر بو شبل من فريق "طوني خليفة"، والتي قامت برفع لوحة جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان في نهر الكلب، ما اثار ضجة على وسائل التواصل دون أن يعرف الناس أن اللوحة لم تسمِّ أي جيش بالإسم، هذه اللوحة أوصلتها سمر إلى طاولة الحوار معلنة مضمونها أمام الجميع، لتلاقي هي الأخرى جدلًا بين الضيوف كما كان الجدل أكثر احتدامًا وأكثر انقسامًا على وسائل التواصل بين المشاركين في سؤال المسابقة .

 

الظابط حبلص

بعدما فُجعت بلدة ذوق الحبالصة (عكار- شمال لبنان) بابنها (تلميذ ضابط في الكلية الحربية) أسامة حبلص (والده إمام مسجد الرحمن الشيخ محمد حبلص)، والذي قضى ضحية حادث سير لدى اصطدام سيارته بحافة الطريق وتحطّمها، تمَّ فتح ملف هذه الحوادث التي تحصد مئات اللبنانيين والمقيمين سنويًّا ولعدة أسباب قد تكون أبرزها عدم الالتزام بمعايير السلامة في غالبية طرقاتنا، وخصوصًا في المناطق النائية... فريق البرنامج رافق عائلة الضحية خلال التشييع وبعده، وكانت له محطات عديدة مع الأهل وبعض رفاق حبلص من أبناء البلدة عدا "رفاق السلاح".

 

فادي أندراوس

نجم "ستار أكاديمي" فادي اندراوس حضر مقدِّمًا شهادة جريئة من خلال برنامج "طوني خليفة" بعد قيامه بتناول حقنات تكبير العضلات، مشيرًا إلى خطورة هذه الحقن على الكثير من الرياضيين (وبعضهم راح ضحيتها).. وعن تجربته الخاصة قال إنه كان يمارس الرياضة بشكل مستمر ويقوم برفع الأثقال للحصول على جسدٍ رياضي متناسق لغرض الظهور بمظهر نموذجي في أحد "كليباته" التي يقوم بالتحضير لها، ما دفعه لتناول هذه الحقن، والتي جاءت نتائجها سلبية جدًا وأودت به إلى إجراء عملية جراحية (قلب مفتوح)، هذه النتائج السلبيَّة تفاقمت بعد العملية حيث تحَّول من رياضي لا يتوقف عن ممارسة رفع الأثقال إلى شخص بالكاد يستطيع السير على قدميه... أندراوس الذي تجاوز اليوم تلك المرحلة الخطرة توجه برسالته للمشاهدين، بعد ما كانت هناك شهادة لأحد الضحايا مختصرًا معاناته التي تتلاقى مع معاناة الفنان فادي إندراوس، وتلا ذلك شهادة لأمير عيد (مدرِّب اللياقة البدنيّة) في تقرير خاص للبرنامج، أكَّد فيها خطورة كل هذه الأدوية التي يلجأ إليها الرياضيون، إن على شكل حُقن أو مكملات غذائية وما شابه، داعيًا الرياضيين للالتزام بالتمارين، والتمارين وحدها.. مع تناول الأغذية المناسبة والصحيَّة.

 

على مسؤولية أندريه

وضمن فقرة "على مسؤولية أندريه" كانت جولة للإعلامي أندريه داغر على العديد من القضايا الفنيَّة بدأت بقضية الفنان سعد المجرد والفارق بين الاغتصاب والاعتداء الجنسي، إلى السيدة فيروز التي لم تسلم من "سماجة بعض المغرّدين" في يوم عيد ميلادها من خلال طرفة سمجة حول أغانيها: (غنت للقدس احتُلت، الشام دُمرت.. إلى ما هناك)، ليختتم، وبعد الإشارة إلى ثوب مايا دياب الفاضح وتحدي رولا يموت للبرناج بمزيد من العُري، مع فكرة "بيت الكل" لتلفزيون المر (تقديم عادل كرم) والمنسوخ عن برنامج "دارك" لأشرف عبد الباقي من مصر في العام 2013، بينما يقوم نفس التلفزيون (المر) باتهام الجديد بسرقة برنامج "كلنا للوطن" لتأتي تبرئة القضاء من هذه التهمة بمثابة تهمة لتلفزيون المر نفسه. 

 

تسليم مطلوب على الهواء

القضية الختامية للبرنامج كانت مع الشاب محمد طالب الذي ظهر فيديو له وهو يقف على سطح مقام النبي يونس في بلدة كفرا الجنوبية مهدِّدًا بتفجير نفسه، قبل أن يداهمه "مكتب معلومات صور" ويلقي القبض عليه، وليتبيَّن عدم وجود أي مواد متفجرة داخل حقيبته، وأنه أقدم على هذا الأمر للفت النظر إلى قضيته وقضية شقيقه المطلوب بسرقة منازل ومحلات في القرية، بما في ذلك صندوق تبرعات المقام نفسه (النبي يونس)، إضافة إلى قيامهما بأعمال تخريب في البلدة وليترافق كل ذلك مع اتهامات لهما بتعاطي المخدرات، الأمر الذي أكَّده والد الشابين في تقرير خاص للبرنامج كما أشار إلى أكثر من محاولة لسجن ولديه وبالتالي معالجتهما في مراكز متخصصة... الأهم في هذه القضية هو وصول شقيق محمد (المطلوب حسن طالب)، والذي قرَّر من خلال البرنامج (بوجود المحامي أشرف الموسوي) تسليم نفسه إلى القضاء، بعدما قام بشرح معاناته ومعاناة شقيقه الاقتصادية والنفسية، مطالبًا بالحماية بعدما سبق له التعرض للضرب المبرح من قبل أحد عناصر القوى الأمنية لدى توقيفه (وهو الذي يضع أسياخ معدنية في ساقيه).. هذه القضية تبنَّاها المحامي الموسوي متبرعًا مع أحد الزملاء المحامين بالدفاع عن حسن وشقيقه أمام القضاء، وعلى هذا الأساس جرى تسليمه للقوى الأمنية على هواء البرنامج ليلتحق بشقيقه محمد الموقوف.

 

الفائزان

وكما هي العادة في كل حلقة، وبعد سحب القرعة لجميع المشاركين بالمسابقة، فازت ماجدة حمادة بجائزة الخمسمائة دولار النقدية، بينما فاز محمود أرزوني بجائزة بطاقة سفر إلى اسطنبول.