مركز الحرب الفكرية يواصل "نسف" جذور التطرف والفكر الضال

السعودية

مركز الحرب الفكرية
مركز الحرب الفكرية



تواصل المملكة العربية السعودية، جهودها في محاربة الإرهاب جريمة وفكراً، ساعية عبر العديد من الوسائل الحديثة إلى اجتثاث بذرة هذا الفكر الضال من جذورها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروجها الإرهابيون، وتحصين الشباب عبر برامج وقائية وعلاجية متنوعة كتلك التي يقوم بها مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع السعودية.

انطلق المركز الذي يرأس مجلس أمنائه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، في 30 أبريل 2017م، برسائل تنويرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي بغية شرح أهدافه، التي أنشئ من أجلها باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية.

وفي مايو 2017م، كشفت وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية عن أهداف المركز، متمثلة في مواجهة جذور التطرف والإرهاب، وترسيخ مفاهيم الدين الحق، وملاحقة أيدولوجية التطرف في عالمه الافتراضي، بالطرح العلمي والفكري المؤصَّل على الفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة.

كما يعمل المركز على تقديم مبادرات فكرية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ويسعى لتحقيق التكامل في جهوده مع مركز الملك سلمان للسلام العالمي، الذي يُعَدُ ترجمةً فعلية للحرص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على نشر سماحة الإسلام وقيم السلام والتعايش، الذي تنشده المجتمعات والشرائع من أجل العيش المشترك.

يشرف على مركز الحرب الفكرية معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، فيما يعمل في المركز خبراء متخصصون من داخل المملكة وخارجها بحكم عالمية أهدافه.

وفي هذا السياق، كشف المركز مؤخراً عن جوانب جديدة في خفايا الفكر المتطرف، أبرزها، أن التطرف الإرهابي من النادر أن يستدل بنص لعالم على قيد الحياة لعلمه بأنه سيتصدى لتزويره وتدليسه من جهة، ولأنه من جانب آخر يُضلِّل ويُكَفّر مَن سواه، وأن كل استدلالاته من أقوال العلماء تنصب على من توفي منهم، حتى يسهل عليه تحريفها والمجادلة فيها.

وأشار المركز عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بمتابعة ما يقرب من ثلاثة ملايين زائر، إلى أن التطرف لا يعِير أيّ اهتمام لمخالفيه، ولو كانوا يُمَثلون إجماع الأمة ضد مجازفاته، مزكياً نفسه بأنه "الفرقة الناجية".

وتضمنت نقاشات المركز المُعمقّة الكشف عن تركيز ضلال الفكر الإرهابي على شبهاتٍ نشأت لديه بسبب هجرِه للعلماء بعدما أساء الظن بهم، فقام بنفسه بالتصدي للفتاوى مُحَرِّفاً معاني النصوص الشرعية، غَيْرَ مُلتفتٍ لأسباب ورودها ومقاصدها مع جهله الكبير بفقه المصالح والمفاسد والترجيح بينها.

وحذر المركز من أن الفكر الإرهابي يرتكزُ على العُزلة التامة عن المنظومة الدولية، ومنابذتها وتكفيرها جميعاً، وأنه متى وقع في وحل الإشاعة فإنه يُسَخِّر لها كل ما في وسعه دون اعتبارٍ لأيٍّ من القيم الأخلاقية.

ودعا المركز للانفتاحِ العلميّ والفكريّ الإيجابي، مؤكداً أنه يُوَلِّدُ سعةَ الأُفُق، ويُؤلِّفُ القلوب، ويجمع الكلمة، ويُقرّب إلى الحق، وفي المقابل، يَتَولَّد عن الانغلاق "عزلةٌ" وإقصاء" تؤدي إلى "الجفاء"، و"الكراهية"، و"البُعد عن الحق".

وكشف المركز عن اعتماد الإعلام "المُغرض" على غسل مواده المضلِّلة عن طريق التمرير والترويج، وهو وإن كان على علمٍ بأنها عُرضة لانكشاف حقيقتها، إلا أن رهانه العاجل ينصبُّ على وقوع المستهدفين بها في فخها ومن ثم، التعاطي معها، ولا يُسقطه إلا الوعي عندما يراقب "مستوى حياده" ويطالبه بـ"سند ادعائه".