منطقة "إهناسيا الأثرية" ببني سويف.. عاصمة مصر الفرعونية في خطر (صور)

محافظات

منطقة إهناسيا الأثرية
منطقة إهناسيا الأثرية


تعيش منطقة إهناسيا الأثرية ببني سويف، فى حالة من الإهمال مع ما تضمه المنطقة من معالم أثرية وتاريخية، تتعرض للإنتهاك منذ بداية عمليات التنقيب عن الآثار المستمرة بالمنطقة، منذ حالة الإنفلات الأمني التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011، تسعي لمحو تاريخ عاصمة مصر فى عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة تقارب قرنين من الزمان فى الفترة من 2242 حتى 2452 قبل الميلاد، حيث تحولت المنطقة إلي مرعي للماشية التى يقوم الأهالى بربطها بالأعمدة الجرانيتية والمسلات وصولا إلي إلقاء القمامة بها، فيما تحول حرم المنطقة إلي مدافن للأهالي، فضلا عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية نتيجة مخلفات الصرف الصحي للمنازل المجاورة، ولم تفلح الملايين التي أنفقتها وزارة الآثار في السيطرة علي المياه الجوفية التي تكاد تقضي علي الآثار بالمنطقة.

تجولت "الفجر" بالمنطقة الأثرية بإهناسيا، وخارج أسوارها ألتقينا "حسن منصور حسن" موظف، من سكان المنطقة المتأخمة لمنطقة آثار إهناسيا، فقال، إن تلك المنطقة المليئة بالآثار التى ترجع إلى عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة، ومجموعة من المقابر من عصر الأسرة الـ 22، وتمثال للملك رمسيس الثانى، بالإضافة إلى كونها كانت مقرًا لإقامة المعابد وقت قوة الأسرتين التاسعة والعاشرة، لافتًا إلى إن تاريخ إهناسيا يكاد يضيع علي أيدي مسؤولي الآثار بمصر وبني سويف وأصبحت نقطة مظلمة علي خريطة آثار العالم بعد أن كانت عاصمة مصر في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة وكانت تعرف باسم أهنيس ومنها اشتقت التسمية الحالية إهناسيا.

وقال علاء على محمود، محام، إن المنطقة تحولت إلى مقلب للقمامة حيث يقوم أهالى المنطقة المجاورة للمنطقة الأثرية بإلقاء مخلفات القمامة داخل المنطقة الأثرية، وأن مساحة المنطقة الأثرية تبلغ حوالي390 فدانا وهي تحتوي علي العديد من بقايا المعابد، مشيرا إلي أنه تم العثور علي مجموعة كبيرة من الآثار، أهمها تمثالان من الكوارتز لرمسيس الثاني، وهذه المدينة العظيمة ذات طبيعة دينية خاصة في التاريخ الفرعوني القديم وكانت مسرحا للأسطورة الفرعونية القديمة هلاك البحرية، وكانت مقرا لإقامة المعابد خلال الأسر التاسعة والعاشرة والثانية عشرة وخلال عصرت الدولة الحديثة واليوناني الروماني.

وقال محمود شعبان محمود، محاسب، إنه على الرغم من قيام وزارة الآثار ببناء سور مرتفع لحماية المنطقة الأثرية، إلا ان السور تهالك وأصبح به فتحات يلقى من خلالها الأهالى المخلفات من القمامة، بالإضافة إلى تجول الكلاب والحمير داخل تلك المنطقة التى كانت عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين، وعثر بها علي مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22 وبها نقوش مختلفة، ومازالت بقايا أعمدة المعبد الروماني موجودة حتي الآن بالمنطقة، كما خرجت من المنطقة مجموعة كبيرة من الآثار الصغيرة المتمثلة في الأواني الكانوبية أواني حفظ الأحشاء، عند تحنيط المتوفي، والتمائم، والأواني الفخارية، والحلي الموجودة في متحف بني سويف ومتحف إهناسيا حاليا وما زالت الاكتشافات الأثرية والمعابد الفرعونية تتوالي في المنطقة التي لم تبح بأسرارها بعد.

كما أكد جلال عدنان، رئيس منطقة آثار بني سويف، أن المحافظة تمتلك العديد من المقومات السياحية والأثرية والتاريخية مثل منطقة إهناسيا الأثرية وهرم ميدوم ثاني أقدم هرم مدرج في العالم، فضلا عن كهف سنور وآثار الحيبة بالفشن وآثار دشاشة بسمسطا، وغيرها من الإمكانات السياحية المتنوعة، بالإضافة إلي عدد من الآثار الإسلامية والقبطية والتي تؤهلها لأن تكون من أهم المناطق والمزارات السياحية، وسعي المحافظة بالتنسيق مع وزارتي الآثار والسياحة والجهات المعنية للنهوض بالإمكانات الأثرية والسياحية واستغلال الكنوز الأثرية المكتشفة بها والترويج لها لتكون مقصدا للسياحة الخارجية والداخلية.