محمود فوزي يكتب: رؤية مستقبلية لصناعة الفعاليات المصرية

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تواجه صناعة المؤتمرات والمعارض في مصر تحديات ضخمة علي كافة المستويات الإدارية والتنظيمية،ولعل من أبرز مظاهرها هدم القاعات المغطاة الـ19 بأرض المعارض بموجب قرار حكومي في عام 2010،تمهيدًا لتجديدها، من خلال إقامة مشروع "مدينة القاهرة للمعارض" Cairo Expo City، وهو ما لم يحدث حتي الآن، مرورًا بحريق قاعة المؤتمرات في 2015، والتعسف الحكومي في استيعاب مظاهر التجديد والمقترحات المطورة لخدمات المركز، كما في توقف خدمات تخصيص حافلات لنقل زوار معرض القاهرة للكتاب، والتي كانت مستمرة حتي عام2000، إلي جانب ضعف البني التحتية وعدم وجود مطاعم أو مراكز خدمية للعارضين والجمهور ؛ كالطباعة والإعلان وتحويل العملات والعمليات البنكية وغيرها.


وفي ظل هذه التحديات المتلاحقة خرجت رسالتي بالدكتوراه عن صناعة الفعاليات المصرية توصي بتأهيل مصر كمركز إقليمي واستراتيجي رائد علي مستوي القارة في مجال صناعة واستضافة الفعاليات ذات الريادة المصرية،كالأحداث الدينية والسياحية والرياضية والتكنولوجية، والتوسع الحكومي في تنظيم الفعاليات دون الاقتصار علي معرضي (القاهرة الدولي،الكتاب) وتخطيط استراتيجية قومية تضمن تعظيم الاستفادة من صناعة الأحداث الخاصة المصرية في ترويج المعالم السياحية للدولة، من خلال تنظيم رحلات وجولات سياحية مصاحبة لانعقاد الأحداث المختلفة.


وقدمت الرسالة مجموعة من التوصيات والمقترحات للارتقاء بصناعة الأحداث الخاصة المصرية متمثلة في تأسيس أول متحف قومي لعرض منتجات وعروض الأحداث الخاصة المقامة في مصر، وتوثيق فعالياتها وجوانبها الاتصالية والتسويقية، والحرص علي إقامة الفعاليات القومية للدولة في نطاق المعالم السياحية والأثرية ؛ لتعزيز معاني الفخر والولاء للتراث التاريخي والحضارة الوطنية العريقة، وتنمية ولاء الزوار واتجاهاتهم الإيجابية نحو المجتمع المصري مستضيف الحدث.


وعلي مستوي البني التحتية اللازمة لاستيعاب هذه الصناعة الضخمة،أوصت الدراسة بالتوسع في إنشاء القاعات والمراكز المتخصصة في تنظيم وتسويق الفعاليات والأحداث الخاصة بالمحافظات المختلفة، بما يواكب المعايير العالمية لمقومات هذه الصناعة، من حيث البنية التحتية(مطارات وفنادق وشبكات نقل بري وبحري وجوي متكاملة ومراكز وقاعات مؤهلة) وتخصيص مكاتب لجهاز حماية المستهلك بالفعاليات والمعارض التجارية لضمان سلامة المعاملات الشرائية وصون حقوق المستهلكين والزوار، فضلًا عن تخفيض التعريفة الجمركية المفروضة علي استيراد المعدات والصناعات اللوجيستية الخاصة بتنظيم وإقامة الفعاليات المختلفة.



وعلي الجانب الإعلامي طرحت الدراسة مقترح إصدار صحيفة متخصصة في تغطية أخبار الفعاليات القومية، علي أن تكون خاضعة لإشراف الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات المصرية؛ تمهيدًا لإصدار إذاعة مسموعة وإلكترونية وقناة تليفزيونية متخصصة في ذات القطاع ؛ وصولًا لتأسيس مركزًا إعلاميًا قوميًا منوطًا بترويج فعاليات مصر القومية والدولية.


هذه التوصيات والمقترحات التي تشكل في مجملها رؤية مستقبلية لمستقبل صناعة الفعاليات المصرية في حاجة دائمة ومتواصلة للمورد البشري الذي يشكل عصب التنمية المستدامة في أي مجال من خلال الارتقاء بمهارات ومقومات الكوادر البشرية العاملة في تنظيم الفعاليات،و تنمية مستوي إجادتهم للغات الأجنبية المختلفة، وتوفير فرص سفرهم وابتعاثهم للخارج؛ للاحتكاك بالمدارس الأجنبية العاملة في هذه الصناعة، والتوسع في توفير فرص تدريبية ووظيفية للطلاب الجامعيين في التطوع بأعمال تنظيم وتسويق الفعاليات،لاسيّما الأحداث ذات الطابع القومي؛ لغرس قيم الولاء والانتماء للوطن ومعاني الفخر الاجتماعي.