"الحلم البعيد".. فيلم يرصد الواقع الأليم للمصريين العاملين في شرم الشيخ بـ"القاهرة السينمائي"

الفجر الفني

الحلم البعيد
الحلم البعيد


بجرأة غير معهودة تحدثت عدة شخصيات عن واقعها الأليم وكشفت عن خباياها أمام عدسات المخرجين مروان عمارة ويوهانا دومكى في فيلم "الحلم البعيد"، المشارك في فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن قسم السينما المصرية الجديدة، ليكون العرض الثاني للفيلم في مصر بعد مهرجان الجونة السينمائي.

 

تدور أحداث الفيلم حول سبعة شخصيات، تتقاطع مصائرهم في أحد فنادق شرم الشيخ رمز الحرية والكسب السريع الذي يحلم به الشباب المصري الآن، إلا أن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الفترة الأخيرة أدت إلى توقف عجلة قطاع السياحة هناك أجهضت أحلامهم وجعلتهم عالقين بين عالمين واحد لا يستطيعون العودة إليه والآخر لا يعلمون متى تتحسن أوضاعه.

 

يستعرض الفيلم من خلال شخصياته تناقضات المجتمع المصري ومعاييره المزدوجة، فما يحدث في شرم الشيخ لا يمكن أن يحدث في القاهرة، ولدى الشباب الحرية الكاملة للقيام بأي شيء ولكن الفتيات تُحاسبن على أي تصرف.

 

يتحدث الأبطال طوال أحداث الفيلم التي تستمر على الشاشة حوالي 80 دقيقة عن تجاربهم الحياتية ومشاكلهم التي دفعتهم إلى ترك العاصمة وضواحيها والاستقرار في المدينة الساحلية، فمنهم من هرب من التقاليد والعادات والحياة الروتينية في القاهرة، وأخر يضطر للزواج من سائحة تكبره سنًا أملا في عيش حياة أفضل وحتى يتمكن من الانفاق على زوجته الأولى وابنائه، وآخر يناقض نفسه ويعمل في وظيفة غير مقتنع بها ولا يرضى عنها، ومع ذلك يزاولها من أجل الربح المادي.

 

من خلال الأشخاص الرئيسية والثانوية يسلط المخرجان الضوء على الحالة التي آلت إليها شرم الشيخ، إذ تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن خلعت ثوبها الزاهي وارتدت أخر كئيباً باهتاً، فالفندق الفاخر الذي يعمل فيه شخصيات الفيلم كلها فارغ، يقف موظفو الاستقبال في بهو المبنى يتسامرون، وفريق الترفيه يقدم الاستعرضات ولا يشاهده أحد إلا قلة من السيّاح.

 

فيلم "الحلم البعيد" سيناريو وإخراج مروان عمارة ويوهانا دومكي، وعُرض في عدة مهرجانات سينمائية دولية منها مهرجان لندن السينمائي، ومهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بالتشيك، ومهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، ومهرجان برغن السينمائي الدولي بالنرويج.