البابا فرنسيس: الحرية لا تقتل الأحلام

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس - أرشيفية
البابا فرنسيس - أرشيفية


قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إننا كمسيحيين أمينين للإنجيل ومدركين لمسؤوليتنا تجاه إخوتنا نحن مدعوون لنكون متنبِّهين وساهرين لكي لا تفقد المخاطرة في سبيل الحرية معناها الأسمى والمُلزم. 

وأضاف أنَّ المخاطرة في الواقع تعني الالتزام وهذه هي دعوتنا الأولى، فعلينا أن نلتزم جميعًا لنزيل ما يحرم الرجال والنساء من كنز الحريّة، ولنجد مجدّدًا، في الوقت عينه، طعم تلك الحريّة التي تعرف كيف تحرس البيت المشترك الذي أعطانا الله إياه، وكثيرة هي الأوضاع التي لا يمكن فيها لرجال ونساء اليوم أيضًا أن يستثمروا حريّتهم ولا أن يخاطروا فيها؛ ويمكنني ان أسلّط الضوء على ثلاثة منها: الفقر وتحكُّم التكنولوجيا وتحويل الإنسان إلى مجرّد مستهلك.

وأكد أن ًالفقر الذي يسببه الظلم الذي لا زال يُرتكب في العالم بأسره حتى في مدننا: "لم يعد الأمر يقتصر ببساطة على ظاهرة الاستغلال والقمع بل على شيء جديد: مع الإقصاء يُصاب الانتماء إلى المجتمع الذي يعاش فيه في جذوره نفسها حيث إنّه في الإقصاء لا يتموضع المرء فقط في الأحياء القذرة أو في الضواحي وبدون سلطة وإنما في الخارج، مشيراً الي إنَّ المنفيين ليسوا مُستغلّين بل هم نفايات وبقايا"، إنها ثقافة الإقصاء! إذا تحول رجل ما أو امرأة ما إلى مجرّد "بقايا" فهما لا يختبران فقط ثمار حريّة الآخرين السيّئة بل يُسلبون إمكانية المخاطرة بحريّتهم من أجل أنفسهم وعائلاتهم ومن أجل حياة صالحة وعادلة وكريمة.

وتابع: أن هناك بعدها وضع آخر يؤثر سلبيا على خبرة الحرية وهو التطوّر التكنولوجي عندما لا يترافق بنموٍّ ملائم للمسؤولية والقيم والضمير،يُفقد هكذا معنى الحدود مع تبعاته لعدم رؤية التحديات التاريخية التي تواجهنا، يمكن لمُطلقيّة التكنولوجيا أن تنقلب ضدّ الإنسان كما ذكّر البابا بولس السادس في خطابه لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيس الفاو: "إنَّ لم يترافق التقدّم العلمي الأروع والاستثمار التكنولوجي الباهر والنمو الاقتصادي الضخم بتقدّم حقيقي إجتماعي وأخلاقي فستتحوّل جميعها في النهاية ضدّ الإنسان".

وأكمل: فيمثّله تحويل الإنسان إلى مجرّد مستهلك. هنا تصبح الحريّة مجرّد وهم. في الواقع إنَّ هذا النموذج يجعل الجميع يعتقدون بأنهم أحرارًا، طالما أنهم يحتفظون بحرية مزعومة في الاستهلاك، في حين أن الذين يملكون الحرية هم الذين ينتمون إلى تلك الأقلية التي تمسك بزمام السلطة الاقتصادية والمالية. هذه ليست حريّة بل هي استعباد تُطبع فيه الخبرة اليوميّة بالاستسلام وغياب الثقة والخوف والإنغلاق.