"الحكاية فيها وكيل".. هل تتوب جماهير الأهلي عن حب الأجانب

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ومع نسمات الهواء التي تجلب معها نفحات الماضي تذكرت أرضية التتش كل من لمسها بقدماه وفي لحظة من الزمان ملئ الحنين أرجاء المكان فبين دموع ذرفت حينما أتي وقت الوداع وبين من غادر هربًا كانت الجماهير وحدها هي من تعاني.

 

تلك الجماهير العاشقة لكل من ارتدى قميص الأهلي، ولكن كان للاعبين الأجانب مكانة خاصة في قلوب تلك الجماهير، حيث يرفضوا دائمًا رحيلهم عن الفريق، وكأنهم جزء أصيل من أروقة الكيان الكبير.

 

فمن منا ينسى جلبيرتو  وفلافيو الذين حصلوا على النصيب الأكبر من مشاعر الدعم والمساندة حيث شهدت فترة تواجدهما في الفريق قصة عشق كبيرة بينهم وبين الجماهير.

 

 حتى جاءت لحظة الرحيل الذي أبت فيها الجماهير الاعتراف بأنهم لاعبين أتوا من أجل خوض فترة احتراف داخل النادي وحسب، وظلت قصة العشق سائدة حتى يومنا هذا.

 

ليعود من جديد  "أسمر اللون" إيفونا الذي عوض الجماهير بتفاصيله الساحرة عن غياب من فقدتهم و أحتل مكانة كبيرة في نفوس الأهلاوية، ورفضوا أيضا رحيله بالرغم من الفترة القصيرة التي قضاها اللاعب داخل جدران الأحمر.

 

وأصبح الجميع يتذكره دومًا بهدفه الشهير واحد وسط ثلاثة في المباراة التي جمعته بنظيره نادي الزمالك.

 

ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبعدما انتهت  نفحات الماضي استيقظ ملعب التتش علي الحاضر الأليم ووجد أن الفكر أختلف كثيرًا فقديمًا كنا نجد اللاعب يأتي بهدف اللعب لأكبر نادي في إفريقيا.

 

 وبعد أن تتسلل شرارات الحب بينه وبين الجماهير وبعدما تتغني به في المدرجات يشعر اللاعب بأنه داخل منزله الحقيقي ويستعد لقضاء عمره بأكمله بجانبهم، ولكن الآن أصبح الحكاية فيها "وكيل" فلعب وكلاء اللاعبين دورًا كبيرا في حياتهم وأصبح يهدد استمرارهم داخل القلعة الحمراء.

 

ولعل ما يبرهن على ذلك هو ما حدث مع وليد ازارو بعدما آبى العودة إلي صفوف الأحمر حتى يتقدم له العاملين في القناة بالاعتذار له، قبل أن يتضح أن كل ما يفعله اللاعب ما إلا وسيلة للضغط على النادي للموافقة على رحيله.

 

بعدما عقد وكيل فرنسي شهير جلسة مع وكلاء ازارو للإتفاق على تقديم عرض قوي للمارد الأحمر لرحيل اللاعب.

 

و لم يكن فقط دور الوكلاء في جعل اللاعبين يتمردون على أنديتهم بحثًا عن مكان آخر وبالطبع سيستفيد الوكيل من تلك الصفقات ولكن مارسوا الدور الأكبر في عمل صفقات "مضروبة" للأحمر ولعل علي رأسها صفقة الألماني هيندريك هلمكه والليبيري، فرانسيس دو فوركي.

 

ولكن هل يكشف الوكلاء عن الوجه الآخر للجماهير ويجعلهم يتوبون عن حب الأجانب ويتعاملون معهم بسطحية حتى تنتهي فترة أحترافهم في الأهلي؟