إسرائيل تتعمد إخفاء علاقتها بالوزير اليهودي فى حكومة بتونس

العدد الأسبوعي

رينيه الطرابلسى -
رينيه الطرابلسى - وزير السياحة التونسي


فاجأ رئيس الوزراء التونسى، يوسف الشاهد، المجتمع العربى، الأسبوع الماضى، بقرار تعيين وزير للسياحة فى حكومته، ويُدعى رينيه الطرابلسى، يهودى الديانة.

وجاء القرار ليشعل فتيل الأزمة التى نشبت مؤخراً بين الشاهد الذى يؤيده حزب النهضة، الزراع السياسية لإخوان تونس، والرئيس الباجى قايد السبسى، حول صلاحيات رئيس الوزراء الذى قام بإجراء تعديل وزارى كبير، تضمن 10 وزراء جدد، من ضمنهم الطرابلسى، دون الرجوع لرئيس الدولة.

كان من الصعب أن تمر هذه الواقعة دون اهتمام الإعلام الإسرائيلى، ولكن هذه الصحف كانت تتعامل بحذر متعمد مع الموضوع، حتى لا يتم توريط الوزير اليهودى وفضح مواقفه السياسية كما تشير معاريف العبرية.

يمتلك الوزير اليهودى الذى يُعد من كبار رجال الأعمال، شركة سياحية فى فرنسا، تقوم بتنظيم رحلات من الدول الأوروبية للمعابد اليهودية الواقعة فى جزيرة "جربة" التونسية- مكان مولده ونشأته _، والتى يوجد فيها أكبر عدد من أفراد الجالية اليهودية، والتى يتزعمها والد الوزير نفسه ويُدعى بيريز الطرابلسى. لم يكن الطرابلسى هو اليهودى الأول، الذى شغل منصبا مرموقا فى الحكومة التونسية، حيث سبق وقام الرئيس التونسى الراحل الحبيب بورقيبة، بتعيين أندريه باروخ، وزيراً عام 1956، تولى ملف البناء والإسكان فى الحكومة، كما قام بتعيين وزير آخر خلال الفترة ذاتها، ومنذ ذلك الحين، لم يشغل أى يهودى فى تونس منصب وزير فى الحكومة، حتى تعيين رينيه مؤخراً. سبق واختارت الحكومة التونسية، رينيه الطرابلسى لشغل المنصب ذاته، قبل 4 أعوام، لكنه رفض بسبب الضغوط التى تعرض لها وقتئذ، واتهامه بحمل الجنسية الإسرائيلية، وهو ما نفاه مؤخراً. الطرابلسى من المتشددين دينياً، ويحرص على ارتداء الطاقية الشهيرة التى يرتديها المتدينون اليهود، ويحرص على ترديد بعض الكلمات العبرية، وارتباطه بيهود إسرائيل، قوى للغاية، ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإنه من الأفضل عدم الكشف عن تفاصيل تخص هذه العلاقة لحمايته.