يا معالى الوزير طارق شوقي.. تطوير مناهج العربي والدراسات أولى من الحديث عن إلغاء مجانية التعليم

منوعات

الدكتور طارق شوقي
الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم


 شهيرة النجار

أثار تلميح وزير التعليم طارق شوقى، بالتفكير فى إلغاء مجانية التعليم، حالة من التخبط، قبل تراجعه عن ذلك، قائلا: «الصحفيين فهموا كلامى غلط»، وهذا يذكرنى بما نشرته عن سيادته قبل شهرين تحت عنوان «يا وزير التعليم.. شوية سكوت لله».

الوزير ألغى المدارس التجريبية العام الماضى، وأصدر قرارا يفيد بأنه ابتداء من العام الدراسى الحالى لن يتم قبول طلاب جدد، ولم يتنبه أن تلك التجربة كانت ناجحة، ثم ما الذى سيحدث لملايين البيوت المصرية، ثم عاد ليلمح قبل أيام لفكرة إلغاء مجانية التعليم، ونسى أنه شخصيا تعلم مجانا، وأن التعليم الإلزامى فى كل دول العالم مجانى، بما فيه «الباص» ووجبة غذاء محترمة.

معاليه نسى أنه وزير فى دولة فقيرة، ونسبة الأمية فيها «قد كدا»، فأصدر هذا التصريح ثم تراجع عنه، سيدى الوزير أنت تعلم تماما أن المدارس الحكومية صحيح مصاريفها بسيطة لكن الدروس الخصوصية التى لم تستطع مواجهتها تأخذ تقريبا مثل المدارس الخاصة، وتعلم أن الفصل الواحد وصل فيه عدد الطلاب لـ60 و80 طالبا.

سيدى الوزير، أنت تسير الآن نحو افتتاح المدارس الخاصة الحكومية، وأسألك ما مصير المدارس القومية فى مصر، والتى كانت تعتبر تقريبا مدارس خاصة ونموذجا عالميا منذ «100» عام، ما مصير فيكتوريا والإجى جى سى، والمدارس التابعة للكنائس، مثل سان مارك وجيرار ونوتردام دى سيو والميردديى، تلك المدارس التى تعد مصاريفها مكلفة للطبقة تحت المتوسطة.

لكن ذلك النموذج الإيجابى جعل ملوك العرب يرسلون أبناءهم ليتعلموا فيها عندنا، مثل الملك حسين والملكة صوفيا ملكة إسبانيا الحالية، لماذا لم تفكر فى إعادة تطويرها وعمل نماذج مماثلة لها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلا من الإتيان على الأخضر واليابس؟

معاليك قررت افتتاح المدارس الخاصة الحكومية، يعنى رأس مالها من وزارة التعليم، وهنا أتجه لك بنداء سبق وطالبت به عددا كبيرا من وزراء التعليم قبلك، ولكنهم ألقوا به عرض الحائط، وهو نظرة احترام لمناهج اللغة العربية والدراسات بالمدارس الخاصة، يا معالى الوزير شبابنا آخر عشرين عاما أصبح جيلا ضائعا.

وحضرتك وموظفوك مصرون أن ذات المنهج الذى يأخذه طلاب المدارس الحكومية التى تأخذ ما بين 12 و14 حصة بالأسبوع يأخذه طلاب المدارس الخاصة، التى تأخذ حصتين فقط بالأسبوع، وملزمون بمذاكرة وحفظ ذات المنهج والامتحان فيه، وترسل موجهيك للتأكد من النتيحة.

أرى أن قراركم هذا مشاركة رسمية لدروس خصوصية، إذ أصبح مدرسو اللغة العربية والدراسات «تايكونات»، يبيعون ويشترون فى الأهالى، يا معالى الوزير سبق وطالبت بعمل منهج لغة عربية، به كل قواعد النحو التى يأخذها طلاب المدارس الحكومية، لأن النحو أساس اللغة العربية مع الابتعاد عن دروس القراءة «الدش»، يعنى نحو ودرس قراءة واحد حتى يتم التطبيق عليه فى القراءة والمحسنات وخلافه، وكذلك الأمر فى منهج الدراسات.

أتحداك لو فتحت كتاب دراسات لأطفال فى ابتدائى وفهمت مصطلحاته، حرام طالب مقيم فى مدينة من شريحة معينة تعطيه بابا كاملا له فصول عن خصائص التربة الزراعية وأنواع المصارف ليه؟، طالب بيقرأ اللغة العربية بصعوبة شديدة نتيجة إن حصتين عربى فقط لا غير يأخذهما، وطالب آخر يصم دروس خصوصية بالبيت، وتطالبه بأن يقرأ ويحفظ، كل ده ليه، ما أهمية أسماء ملوك تأسيس الدولة العثمانية لطالب لا يعرف تاريخ بلده؟.

يا معالى الوزير انظر للمناهج ولحاشية اللجان التى تكتب على الورق كله تمام، بينما يكون مجرد تحديث المناهج عبارة عن تغيير عنوان باب بالعربى أو رفع درس ودمتم، احموا أولادنا وشبابنا الذى ضاع لغويا ثم تعيبون فيهم، عقلية وتحكم موظفى ووزراء مصر فى التعليم حولوهم لمسخ لا يستطيعون قراءة سطرين، والمحصلة كرهوا اللغة ثم نصرخ أن الجماعات المتطرفة تتلقفهم؟

نعم تتلقفهم لأنهم معدومو التعليم الدينى والعربى، نتيجة السياسة التعليمية الخطأ، ويملأون أذهانهم بكل ما يريدون فهم، لا يختلفون دينيا ولغويا عن شباب بسيط لم يتلق تعليما أو دبلوما، إذا كنتم تريدون القضاء على الإرهاب وحماية أولادنا أعيدوا النظر فى مناهج اللغة العربية والدراسات لطلاب المدارس الخاصة، التى يتعلم بها نصف جيل مصر، الآن افعل شيئاً لصالح هذا الجيل والأجيال التالية يا سيادة الوزير، أما الأجيال التى سبقت بعشرين عاما أظنك عارف قدراتها اللغوية العربية ولا تقارن بين تعليم زمان بالمدارس القومية والتعليم الآن، كان فيه حاجة اسمها ضمير، الآن ولا مدرس عنده ضمير، انحت واجرى من مدرسة لفصل لدرس لسنتر، إنه خلل مجتمعى شارك فيه فساد متراكم فى وزارة التعليم عقودا طويلة.