د. حماد عبدالله يكتب: حتمية تجديد الخطاب الدينى !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



إسمحوا لى أعزائى المهتمون بمتابعتى فى مقالاتى اليومية أن أعيد عليكم مقال كنت قد كتبته ونشرته فى جريدة روزاليوسف يوم 26 ديسمبر 2012، وجاء أهمية هذا المقال ورغبتى فى إعادة نشره اليوم بعد أن تحدث الرئيس "عبد الفتاح السيسى" فى منتدى الشباب الدولى الثانى بشرم الشيخ يوم الإثنين 5 نوفمبر 2018 ، حينما تحدث عن تحديث الخطاب الدينى وعن الدعوة إلى أن المصريون هم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ولا فرق بين مسلم ومسيحى ويهودى بل وأيضاً الذين لا "يعبدون" الله لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، فالدين لله والوطن للمصريين ، جاء مقالى الذى نشرته فى نهاية عام 2012 تحت عنوان "لا دولة للمشايخ " كما يلى :-
"كان الشيخ فى التاريخ الإسلامى هو العارف بأصول الدين " والمتبحر فية " وهو المرِجع لمن يسأل عن فعل ، مطابق لشرع الله أم لا ، حيث القرأن الكريم وسنة رسول الله ، هم الأصل فى الدين الإسلامى ولا يوجد فى الإسلام وسيط بين العبد وربه !!
وكان الشيوخ فى مصر من أصحاب الأعمدة فى الأزهر الشريف " أقدم مدرسة علمية فى العالم " ، مختلفون طبقاً لمزاجهم وتفسيراتهم ، وكان لكل " شيخ عامود " له طلابة ومريديه ، موفدين إلية من أنحاء العالم الإسلامى ، وقام "الأزهر الشريف "، بإيفاد المبعوثين حاملين تفسيرات وشعائر الإسلام الحنيف لأرجاء الأمة الإسلامية ، بل أن أكثر دول العالم التى لا تتمتع بأنها دول إسلامية كان يوفد إليها الأزهريون ، للجاليات المسلمة ، لكى يلتف حولهم المسلمون وخاصة فى " الشهور الحرم " وفى رمضان المعظم ، حيث يتلى القران الكريم فى المساجد المنتشره فى عواصم العالم !!
بل أن الشيوخ من القراء للقرأن الكريم ، ذاع صيتهم فى العالم الإسلامى فى أرجاء المعموره ، ومنهم المرحوم الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" والشيخ "محمد رفعت" والشيخ "الحصرى" وغيرهم من أئمة " القراء " فى المساجد الكبرى والإذاعات ثم الفضائيات ( تسجيلاً ) !!
كما أن بعض الشيوخ ذاع صيتهم منذ عهود قديمة ،ونعرف منهم الشيخ "محمد عبده والشيخ "رفاعه الطهطاوى" والشيخ "عمر مكرم" ، والشيخ "الغزالى" ، والشيخ "جاد الحق" والشيخ "الشعراوى" ، وغيرهم عشرات ومئات ممن رفعوا رايات الإسلام والحجه والتفسير ، وجمعوا الأمة على كلمة سواء !!، إلا أننا للأسف الشديد ، وبعد أن إستطاعت فورة شباب يناير 2011 ، أن تزيح عن صدر الأمة حكماً " شاخ فى موقعه " عن الأستاذ "هيكل" ، وفساد إستشرى فى المجتمع ، أن يأتى بمن أسميناهم " شيوخ " سواء كانوا من الأخوان المسلمون ، أو من السلفيون ، أو هذا الذى يتسيد المشهد الدرامى فى مصر ، وإسمه الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" ، قائد الجماعات الغاضبة فى الشوارع والميادين دون سبب واضح ودون هدف ، وكأننا أصبحنا فى دولة بلا قانون ، دولة بلا سلطة سياسية أو سلطة قضائية ، دولة " الغاب " !!
هكذا نعيش ونرى كل يوم العجب ممن أسموا أنفسهم "بالشيوخ" يا للأسف على الكلمة " المعنى والتاريخ " أين هؤلاء من الشيوخ الذين أوردنا بعض أسمائهم فى مقدمة هذا المقال !! ؟
أين هؤلاء من العدل والتسامح ،هؤلاء المتلفظين بأبشع الألفاظ ، والمتفوهين 
" بالسفالة " ، والشتائم والسب ، والقذف فى المحصنات وفى غيرهن !!
هولاء الذين يخرجون علينا عبر شاشات الفضائيات ، بأشكالُ " جد فظيعه "، أشكال تشبة لنا الأفلام الهابطة التى كانت تقدمها السينما المصرية عن " كفار قريش " ، أين التسامح فى الإسلام ؟ أين سماحة رسول الله علية أفضل الصلاة والسلام ! فى تصرفات هؤلاء المدعون بالدين والملتحفون كذباً بالشعارات الإسلامية ؟
إننا نعيش بالفعل فى دولة لا يجب أن نسميها " دولة المشايخ " ، ولكننا نعيش فى دولة " الأمساخ " " جمع مسخ " !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد