أحمد شوبير يكتب: الأهلى والمهمة الصعبة

الفجر الرياضي



الأهلى فى أصعب مهمة على الإطلاق بل لن أكون مبالغا أصعب محنة يتعرض لها الأهلى فى تاريخه فالهزيمة أمام الترجى فى نهائى البطولة الإفريقية فتح الباب على مصراعيه أمام الجميع للهجوم على الأهلى من كل الأطراف سواء من كانوا عاشقين للأهلى أو كارهين أو منافسين ورغم كل النصائح التى أسداها الجميع للمسئولين فى الأهلى عن ضعف الميركاتو الصيفى إلا أن الإدارة لم تنتبه لأى من الأصوات ونسيت أن الأوضاع تغيرت تماما وأصبحت للسوق آليات جديدة تتحكم فيها الجوانب المادية فلم يعد يهم اللاعب اسم النادى أو تاريخه بل فقط ما سيحصل عليه مقابل انتقاله إلى أى ناد، وبكل أسف مع اشتعال السوق المصرية بدخول أطراف جديدة فى سوق الكرة المصرية أصبح مطلوبا مبالغ خيالية لضم لاعب واحد وهو ما عجزت إدارة الأهلى عن تحقيقه فى الفترة السابقة لذلك لم يعد هناك من مفر إلا إعادة ترتيب البيت من جديد والإعلان الواضح للجماهير الأهلاوية العريقة أن هذا الموسم سيكون لإعادة البناء وأن البطولات قد تغيب عن دولاب الأهلى هذا الموسم بل من الممكن الموسم المقبل وذلك حتى يتمكن المسئولون من ضم صفقات من العيار الثقيل تكون قادرة على إعادة البطولات للأهلى من جديد وبالمناسبة فإن هذه التجربة ليست جديدة على الأهلى فقد خاضها بدءا من السبعينيات عندما نجح فى ضم العديد من النجوم لصفوفه مثل أحمد عبدالباقى ومختار مختار وشطة ومدحت رمضان وطاهر الشيخ وجمال عبدالعظيم ومحسن صالح واعتمد على جيل من الموهوبين من إنتاج قطاع الناشئين فلمعت أسماء مثل خالد جاد الله ومجدى عبدالغنى وجمال الجندى وغيرهم من قطاع الشباب فى النادى الأهلى ولحق بهم طاهر أبوزيد وحاتم كردى وربيع ياسين ومحمود صالح وأسامة عرابى مع مطلع الثمانينيات فاعتزل بعض الكبار فى هدوء وحل محلهم جيل جديد كان قادرا على تحمل المسئولية وإحراز البطولات، وحتى فى التسعينيات عاد الأهلى ليواصل التجربة بعد رحيل الكبار علاء ميهوب ومحمود صالح وطاهر أبوزيد وربيع ياسين فعاش الأهلى عامان فى منتهى السوء ثم نجح فى التعاقد مع مدرب محترم اسمه آلان هاريس ومن بعده راينر هولمان ونجح الأهلى وقتها فى تدعيم صفوفه بأسماء مثل رضا عبدالعال ومحمود أبوالدهب وسمير كمونة ومجدى طلبة وأحمد نخلة ومحمد رمضان وياسر ريان وفيليكس وأيمن شوقى على فترات بدءا من نهاية الثمانينيات لبداية الألفية الجديدة واستمرت سياسة التدعيم والبناء مع الأهلى فلم تشعر جماهيره أبدا إلا على فترات قليلة بالضعف الفنى للفريق مثلما يحدث الآن حيث تعيش الجماهير الأهلاوية أسوأ أيامها بعد التراجع الرهيب فى النتائج ولكن يظل أمل هذه الجماهير فى إدارة النادى خصوصا أن على رأسها نجم أسطورى تحترمه وتقدره كثيرا وهو محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى الحالى بما له من خبرات طويلة تجعله قادرا على بدء الإصلاح السريع فى فريق الكرة والذى بدأ بالفعل فى قطاع الناشئين فتحسنت النتائج إلى درجة كبيرة وتصدرت كل فرقه تقريبا كل بطولات الناشئين بل الأكثر من ذلك هو ظهور أسماء جديدة من المدربين فى قطاع الناشئين والشباب فى النادى الأهلى الكثير منها قادر على تحمل المسئولية فى المستقبل القريب، ولكن كل هذا لا يهم جماهير الأهلى فى شىء بقدر اهتمامها بالفريق الأول وحصوله على البطولات لأن الكل يخشى أن تكون خسائر هذا العام الصعب جدا على الأهلى مقدمة لخسائر جديدة لعدة سنوات من هنا أرى أنه أصبح لزاما على إدارة الأهلى أن تنتهج سياسة جديدة تعتمد على الاعتراف بالأمر الواقع وأن المادة أصبحت هى المسيطرة على كل الأمور وأن كلمة التوقيع للأهلى لم تعد تكفى فى ظل ما يحدث فى المجتمع بأكمله من تغيرات سريعة ومتلاحقة خصوصا مع انتشار غول السوشيال ميديا والذى أصبح سيفا على رقاب الجميع فلم يعد الحساب بعد وقت بل أصبح بعد لحظات وهو ما يصنع حملا كبيرا على المسئولين داخل النادى الأهلى وبصراحة شديدة أرى أن تجربة الزمالك وبيراميدز جديرتان بالاحترام فقد تعاملا بواقعية مع الأحداث فأصبح لفرقهما قوة رهيبة وحققا نجاحات كبيرة بفضل سرعتهما فى إنقاذ الصفقات متسلحين بأهم سلاح على الإطلاق وهو الفلوس بعيدا عن أية مهاترات أو محاولات للوقيعة وهو من وجهة نظرى ما دفعت إدارة الأهلى ثمنه غاليا عندما أعطت أذنها وعقلها للبعض الذين ادعوا حبهم للأهلى فأضاعوا عليه الكثير وهو ما يعانى منه الآن شخصيا أرى أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الهدوء مع الحسم الشديد وأن تكون قرارات الأهلى صارمة وأن تكون صفقات الأهلى صادمة للكارهين حتى يعود الأهلى سريعا إلى سابق عهده مع اعترافى بأنه لم يعد بالأمر السهل ولكن ثقتى الكبيرة فى القائمين عليه تجعلنى على يقين تام من أن الأمر سيعود وبقوة وبأن الأمر لن يستغرق وقتا طويلا بإذن الله.