العملة الإيرانية تتهاوى.. العقوبات الأمريكية تحطم طموحات طهران الاقتصادية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها إيران على خلفية العقوبات الأمريكية المفروضة عليها مؤخرًا، تفشى الفساد في طهران بصورة كبيرة يصعب على الدولة أن تحكم السيطرة عليها في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه أزمة النظام الحاكم النووية مع الولايات المتحدة.

 

وكانت واشنطن قد أعادت فرض العقوبات على إيران في 5 نوفمبر الجاري، بقطاعي النفط والبنوك، حيث تهدف الإدارة الأمريكية من هذه الخطوة الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى مستوى الصفر.

 

تحطم طموحات إيران الاقتصادية في سوريا

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران مؤخرًا، وضعت حدًا للأطماع الاقتصادية الإيرانية داخل سوريا، خاصة في ظل وجود المنافسة الروسية التي عثرت مشاريع طهران الاستعمارية في المنطقة.

وأوضحت التقارير أن مصنع "سايبا" للسيارات بسوريا والذي تملكه الحكومة الإيرانية بالقرب من مدينة حمص السورية منذ عام 2016م، هوى من نحو 60 سيارة يوميًا إلى 3 سيارات فقط حاليًا، بما جعل الغبار بات يغطي عشرات السيارات في مخزن الشركة الإيرانية لعدم قدرة السوريين على تحمل تكلفة شراء هذه السيارات.

ووصل الوضع إلى هذا السوء، بسبب العقوبات الأمريكية التي زادت صعوبة تحويل الأموال بين البلدين، إلى جانب إغلاق الحدود السورية مع العراق وهو الأمر الذي صعب من عمليات شحن أجزاء السيارات واضطر الشركة لاتخاذ مسار بحري طويل وذو تكلفة مرتفعة أكثر من المسار البري.

 

مظاهرات إيرانية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة

فبعد تهاوي قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، بفقدانه نحو 70% من قيمته، تسبب ذلك في ارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما دفع الإيرانيين للخروج في مظاهرات إلى الشوارع للتنديد بالفساد.

وملأت هتافات المتظاهرين الشوارع في مطلع نوفمبر الجاري، بالتزامن مع إحياء ذكرى احتلال السفارة الأمريكية خلال الثورة الإسلامية عام 1979م، حيث هتف المحتجون:"الموت لأمريكا".

وأحرق آلاف الطلاب الأعلام الأمريكية وحرقوا أوراق من الدولارات المزيفة، وذلك اعتراضًا على القرارات الصادرة من الإدارة الأمريكية بحق إيران مؤخرًا.

 

محاولة مكافحة الجرائم المالية لإنقاذ العملة

وفي ظل ذلك، أطلق المرشد الأعلى آية الله خامنئي، مبادرة خلال الصيف لمكافحة الجرائم المالية، والتي قد تساهم في إنقاذ الوضع المادي المتدهور بشكل مؤقت.

وكان آخر هذه الحملات هي الحكم على وحيد مظلومين، والذي يطلق عليه في إيران "سلطان العملات" بالإعدام، لجمعه عدد كبير من العملات الذهبية بلغت نحو طنين جمعها مع شركاؤه في شبكة للإتجار بها، حيث وجهت له تهمة نشر الفساد في الأرض، خاصة مع ارتفاع الطلب على العملات الذهبية والدولار الأمريكي في إيران بالتزامن مع انخفاض قيمة العملة في البلاد.

 

إغلاق قنوات فضائية وتقليص دعم الإعلام الحوثي

وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية الإيرانية، فقد قررت طهران أن تقلص دعمها لبعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الداعمة لميليشا الحوثي الإرهابية في اليمن.

وقررت الجهات الإيرانية خفض التمويل الممنوح لبعض القنوات البارزة، كما تدرس قرارًا بدمج فريق العمل ببعض القنوات إلى طاقم عمل قناة أخرى لخفض التكاليف.