عبد المسيح ممدوح يكتب: حادث دير الأنبا صموئيل في عين صحافة الشارع والإعلام الرسمي

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


حالة من السكون سادت الأجواء كالعادة في يوم الأجازة الأسبوعية والعطلة الرسمية من المؤسسات والمصالح الحكومية، واتجهت الأنظار إلي مدينة السحر والجمال في شرم الشيخ حيث تشهد فاعليات منتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كسر هدوء يوم الجمعة، سماع دوي حادث إرهابي جديد غّادر من مدعين الدين والمتسترين في اسمه، لتخترق رصاصات الإرهاب أجساد أبرياء عائدين من زيارة دير الأنبا صموئيل في صحراء مغاغة بالمنيا. على طريق متراميه بين الرمال سبق وشهدت ذات الحادث قبل عام ونصف من الآن.

حافلات الزوار للديـر للتبارك والصلاة فؤجئت بالرصاص يطاردهم من كل جانب على الطريق، هرب البعض ولم يحالف الحظ آخرين. 

كان الحادث كاشفا لجوانب الإعلام ووسائله، ورسخ بالضرورة قوة الإعلام الشعبي "السوشيال ميديا"، والذى كان صاحب السبق والانفراد قبل القنوات وغيرها من وسائل الإعلام المقروءه والمسموعة.

حصدت السوشيال ميديا نصيب الأسد وأسبقية النشر بتغريدة للكاتب الصحفى والباحث سليمان شفيق كشفت عن الحادث ولفت لنتباه الكثيرين ليخطف أنظارهم بعيدا عن مباريات الكرة المذاعة لأو جلسات المنتدى الحافل في أرض السلام، ليبدأ الخبر فى الانتشار اكالبرق فى عنان السماء.

ولم يتوقف دور السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي عند هذا القدر بينما لعبت دورًا غاية الأهمية في حشد المصريين ليتقدموا متبرعين بالدماء لإنقاذ المصابيين الراقدين في مستشفيات بنى مزار ومغاغة وسط حالة من الصمت المفعم لكافة وسائل الإعلام الأخرى.

غاب التلفاز وبرامج التوك شو عن الساحة في التعاطي مع الحدث فيما عدا القنوات المحسوبة على الكنيسة بالدرجة الأولى ( مار مرقس "مي سات" و"سي تي في ") رصدوا وفق الإمكانيات المتاحة الحدث وتابعوه من أول الشهود وصولا للمصابيين ونقلوا الاستغاثات، وبعد مضي ساعات لم تنطق سوى منصة واحدة يعتليها الكاتب الصحفى والنائب مصطفى بكري فى برنامجة "حقائق وأسرار" على فضائية صدى البلد، في صورة تعليق على الحادث.

بينما تعاملت المواقع الإلكترونية مع الأمر بنوعًا من الحساسية اكتفاءً بنشر البيانات الرسمية الصادرة من الكنيسة ومؤسسات الدولة والإدانات البارزة منها رئيس الجمهورية، وشيخ الأزهر، ومجلس النواب وبعد ساعات قليلة جاءت انفراجة محدودة لتبدأ الصحف في نشر الأمر بصورة أكثر اتساعًا.

ورغم الاحداث وأهمية المؤتمر العالمي والعناوين البارزة الذي تصدر مانشيتات الصحف المطبوعة إلا أن الحادث حجز موقعه في الصفحة الأولى، سوأ بالإشارة في عنوان فرعي لخبر أو اثنين في الصحف القومية، أما الصحف الخاصة والمؤسسات الصحفية الأخرى صدرت عناوينها للحادث كأولوية ومنها المصري اليوم والشروق واليوم السابع.

وما خلص إليه الأمر أن السوشيل ميديا ولو كانت بحاجة إلي ضوابط لاستخدامها الأمثل وحصر انتشار الشائعات إلا أنها أثبتت بصورة عملية وفاعله قوتها في عدة صور وأحداث لم يكن حادث دير الأنبا صموئيل، الأول، بينما كانت عاملا في نقل وإعفاء بعض المسؤولين.