نورا جمال لـ"الفجر الفني": اخترت التركيز على علاقة الفن بالهوية الأرمنية في "أرمنلي" بعيدًا عن المذابح (حوار)

الفجر الفني

نورهان جمال
نورهان جمال


بعيدًا عن المذبحة الأشهر في تاريخ الأرمن والتي وقعت في عام ١٩١٥، وارتكبتها الدولة العثمانية، وراح ضحيتها أكثر من مليون شخص، اختارت المخرجة الشابة نورا جمال في أولى تجاربها الفنية "أرمنلي" التركيز على هوية وثقافة الأرمن بدلًا من استرجاع أحزانهم والبكاء على الأطلال.

 

وعلى مدار ١٥ دقيقة، قدمت شهادات العديد من الشخصيات الأرمنية المصرية، ممن تحدثوا عن علاقتهم بموطنهم البعيد، وبلدهم الحالي، وكيف يجمعون بين الثقافتين، ويحافظون على هويتهم وأرواحهم المرحة.

 

"الفجر الفني" حاور المخرجة نورا جمال، للحديث عن كواليس الفيلم ومشاركته في الدورة ال٢٢ من المهرجان القومي للسينما، ومشروعاتها المقبلة، وإلى نص الحوار.

 

في البداية، عرفينا بنفسك، من هي نورا جمال؟

نورا جمال خريجة جامعة الأهرام الكندية، كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون شعبة اللغة الإنجليزية، دفعة ٢٠١٧.

 

هل سبق فيلم "أرمنلي" أية تجارب أخرى؟

فيلم "أرمنلي" هو التجربة الأولى الأكثر احترافية لي، ولكن قدمت قبله فيلم "هي تقدر"، والذي عرضت من خلاله نماذج مختلفة للسيدات المصرية من خلفيات ثقافية وتعليمية واجتماعية مختلفة، وكلهن يعكسن صورة واحدة لنجاح المرأة وإحداثها فارق في أي مجال تدخله.

 

كيف جاءتك فكرة فيلم "أرمنلي"؟

جاءتني فكرة الفيلم عندما أخبرني والدي أن صكوك ملكية الأرض المقام عليها منزلنا الجديد تعود لسيدة أرمنية، وكانت لدينا مشكلات في الشهر العقاري ما بين المالك الجديد الذي باع له ورثة السيدة الأرمنية الأرض، وهو ما زاد فضولي، وبدأت اتسأل عما يعنيه أن يكون المرء أرمنيًا، حيث كنت أعتقد أنها ديانة وليست جنسية، وكان ذلك في صغري، ولكن بعد أن كبرت تجدد الأمر وبدأت في البحث أكثر والقراءة عن هذا الشعب، وقررت أن أقدم فيلم برؤيتي الخاصة، بعد أن شاهدت فيديوهات وأفلام وثائقية بلغات أجنبية.


متى بدأتي العمل على الفيلم؟

بدأت العمل على الفكرة فعليًا منذ نوفمبر ٢٠١٦، وبدأت تصويره في مارس ٢٠١٧، وخرج الفيلم للنور لأول مرة بعرضه ضمن عروض مشروعات التخرج في الجامعة الكندية في يوليو ٢٠١٧.

 

كم استغرق تصوير الفيلم؟ وكم بلغت ميزانيته؟

صورت الفيلم في ٧ أيام على مدار شهر كامل، واستغرق عمليات المونتاج شهرين، وبلغت تكلفة الفيلم قرابة ألف دولار، وتعاون معِ في الفيلم مساعد المخرج صهيب أشرف، ومدير انتاج مروة سمير، واشترك في إعداد اللقطات الأرشيفية ألاء الدسوقي ونوران عفت، وأعد الحوار كل من مارينا رأفت، وفيبي فرانسيس، وآية عادل، وشروق ممدوح.

 

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تحضير الفيلم؟

كانت أبرز الصعوبات التي واجهتني في الفيلم متمثلة في مشكلات مع مشرفة مشروع التخرج، بخصوص تناولي وطرحي للفكرة، وهو ما لم تتوافق معه، فكنت أميل أكثر لإبراز علاقة الفن بترسيخ الهوية الأرمنية، بينما كانت المشرفة ترغب في التركيز على المذبحة، وهو ما لا أوفق عليه خصوصًا وأن الكثيرين سابقوا وتناولوا نفس الطرح، وأنا في فيلمي أركز أكثر على المصريين الأرمن وليس الشعب الأرمني بشكل عام، وبناءًا عليه اخترت تقديم وجهة نظري وتحملت الضغط النفسي من المشرفة والتي منحت جميع العاملين في الفيلم تقدير A فيما حصلت أنا مخرجة العمل وصاحبة الفكرة على B، ولكن بعدما قدمت تظلم حصلت على A.


لماذا اخترتِ التركيز على جوانب الثقافة والفنون والعادات والتقاليد الآرمنية في الوقت الذي يركز فيه أغلب صناع السينما على المذبحة؟

لأن فكرة المذبحة هلكت بشكل كبير خصوصًا مع مرو أكثر من مائة عام عليها، كما قدمها العديد من المخرجين، والموجودون حاليًا هم أجيال ثالثة ورابعة وليس من المعقول أن يكون حديثهم منصب على المذبحة، وأنما لديهم العديد من الأنشطة التي تدل على استمرارية الحياة، وما يبهرني فيهم هو "كم الحياة المولودة من رحم هذة المعاناة".


هناك العديد من الشخصيات الآرمنية العامة الشهيرة في مصر، لماذا لم يشتركوا في الفيلم خصوصًا وأنه يركز على ثقافة وفنون الشعب الأرمني؟

السبب يرجع لأن تصوير الفيلم كان في موسم تصوير مسلسلات رمضان، وكانت هناك العديد من الشخصيات الشهيرة التي رحبت بالمشاركة وتمنت مساعدتنا ولكن كان لابد من انتظارهم وهو ما لم نتمكن منه خصوصًا وأننا ملتزمون بموعد عرض الفيلم في حفل التخرج.

 

هل شاهد المشاركين في الفيلم العمل؟ وما هي أبرز تعليقاتهم؟

بالطبع، شاهدت أغلب شخصيات الفيلم العمل، وإحدى الشخصيات توفت بعد ٣ أيام من تصوير الفيلم، وهو ما أثر فينا كثيرًا، خصوصًا وأن مشرفة دار المسنين أخبرتنا أننا تسببنا في سعادة هذه السيدة وانتقالها للعالم الآخر بسلام وسعادة.


ما هي أبرز المهرجانات التي شارك فيها الفيلم؟

شارك الفيلم في مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، وعُرض في النادي الأرمني، ويشارك حاليًا في المهرجان القومي للسينما، وكرمني السفير الأرمني في مصر الدكتور أرمن ملكونيان، كما عُرضت أجزاء من الفيلم في احتفالية "إحنا المصريين الأرمن" التي نظمتها وزارة الهجرة برعاية الوزيرة نبيلة مكرم، وبحضور السفير الأرمني وعدد من الشخصيات الأرمنية في مصر. 


هل تفكرين في استثمار الفكرة وتقديم فيلم روائي طويل عن الأرمن في مصر؟

بالطبع، يومًا ما سأقدم فيلم روائي طويل عنهم بعد أن أتمكن من الحصول على تمويل كافي سواء كانت بشكل شخصي أو من خلال إحدى شركات الانتاج.

 

تجربتك الأولى كانت فيلم تسجيلي، هل ستركيزين أكثر على صناعة الأفلام الوثائقية والتسجيلية أم ستتجهين للأفلام الروائية الطويلة؟

لا أنوي حاليًا التوجة لصناعة الأفلام الطويلة سواء كانت تسجيلية أو روائية لاقتناعي بتقديم رسالة أو فكرة أو معلومة للجمهور خصوصًا من الشباب في صورة مكثفة وتوقيت يناسب سرعة الحياة الآن، وفي حال أعجبت الفكرة المشاهد سيقوم بمزيد من البحث عنها، لذلك فأن الأفلام الوثائقية القصيرة هي الأنسب لي.

 

من مثلك الأعلى في الإخراج، وما هي المدرسة اللي تفضلين إتباعها؟

لا توجد لدي مدرسة معينة في الإخراج أفضل أتابعها ولا حتى مخرج مفضل بقدر ما أحب أن استفيد من رؤية كل مخرج وبصمته حتى تصبح لدي بصمتي الخاصة، وأنا أميل أكثر لتقديم أعمال أو أفكار بطريقة مبهجة.

 

ما هي مشروعاتك المقبلة؟

لدي مشروع لا يزال في طور الإعداد، ولكني لم استقر على أي من تفاصيله بعد.