وجهة نظر || إعلانات "أبو مكة" .. ملعون أبوها السكة

الفجر الرياضي



"حَدَّدَ بإيديك الٱِتِّجاه أَدَمنَ هَدَفَكِ وَطُمُوحكِ خَلِيّكِ وَراهُ .. وَبِدَل ما تَدْمُن حاجَة آخِرتها مَوَّتِ أَدَمنَ حَياَة" نتذكر جميعا هذه الكلمات التي تغنى بها المطرب محمد حماقي في فيديو شهير شارك به نجم المنتخب المصري وهداف ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في حملة ضد الإدمان والمخدرات .

صلاح الذي اختار أن يكون في هذه الأغنية "مثل وقدوة" وحدد بإيديه الاتجاه ليعيش الجميع كلمات الأغنية وهم يتذكرون قصة نجاحه وطموحه الذي رفع سقف أحلامنا وطموحنا نحن المصريين مع كل نجاح يحققه "الملك" في مشواره نسي أن من بين هذه الكلمات "دور على الحلو اللي فيك" وما أكثر هذا "الحلو" في محمد صلاح إلا أن الفترة الأخيرة بدأت تظهر بعض "الوحش" وهنا وجب علينا أن ندق جرس الإنذار لنجمنا الأبرز .

مبدئيا .. وبالبلدي كده .. هتفضل عندنا أبو مكة .. هتفضل محمد مش مو .. هتفضل نموذج نفسنا يستمر يكون قدوة لجيل جديد مش لاقي حد ناجح محبوب يمشي وراه .. ولكن حَذارِ يا بن نجريج.


بداية الأزمة هو دخول محمد صلاح لسكة الإعلانات "ملعون أبوها سكة" فهي مرحلة لها خطورتها على نجم المنتخب وخاصة لو تناسى صلاح تقاليد وعادات وقيم ومبادئ أهم بكثير من "البيزنس والإعلانات" .

مرحلة الإعلانات ليست وليدة اليوم بعد ما تفجرت أزمة "تي شيرت البلاي بوي" لكنها منذ فترة وصلاح يسير بها فلا ننسى حينما خرج ليسأل عن فيلم "تراب الماس" ووقتها ربط الجميع بين الشركة المنتجة للفيلم والتي تعد أحد الشركات المتعاقد معها صلاح كرعاية وكذلك الصورة الشهيرة التي ظهر يداعب بها إحدى القطط وهو شبه عاري ليعلن عن إحدى ماركات "البوكسرات" .



وتفجرت أمس أزمة كبيرة بعد نشر صلاح لصورته وهو يرتدي "تي شيرت" عليه علامة مجلة "البلاي بوي" الإباحية الشهيرة وخرج عشاق صلاح ليبرروا له بأنه كان "يناهض" هذه المجلة بدليل وجود جمجمة بجوار الشعار وأن هذا الطريق يؤدي للموت والبعض هاجمه بأنه يروج لشعار المجلة وغيرها .


وقبل الهجوم أو الدفاع عن صلاح يجب أن نسرد الأمر من بدايته ويكون الحكم لك عزيزي القارئ، فصلاح سبق له وأن ارتدى من تصميمات المصمم الشهير فيليب بيلين فقد تعرف عليه النجم المصري خلال وجوده في روما خاصة وأنه المصمم الخاص بقمصان الفريق الإيطالي وغيره من الأندية وكثيرا ما ظهر صلاح وهو يواكب أعلى صيحات الموضة "وهذا حقه" مرتديا ملابس من تصميم الديزينر الألماني الشهير .

أعود وأكرر أن الأزمة هي دخول صلاح لهذه المنطقة الغير مرغوب فيها فلا هو يحتاج لها من معيار الأموال ولا من معيار الشهرة فيوما بعد الآخر الدعوات تنهال على صلاح من جموع المصريين بأن يزيده الله من المال والشهرة "عن طريق الكرة فقط" وليس من أي مجال آخر ورأيي هنا لا يعني امتناع النجوم عن العمل بالدعايا والإعلانات ولكن على الأقل كما بدأت سرد الأزمة في هذا المقال بألا ينسى صلاح القيم والمبادئ التي أعتقد أنها أهم بكثير من "البيزنس والإعلانات" .


نعود ونقول أن تبرير البعض بأن شعار "الجمجمة" هو تأكيد أن صلاح كان يناهض الأمر وضد مبدأ "الإباحية" وأنها تؤدي للوفاة، هو قول يراد به باطل لمحاولة تجميل الصورة، فهذا الشعار موجود على الكثير من منتجات المصمم الإيطالي بيلين وهي معروفة لكل عشاق الموضة "وأحمد الله أني ليس منهم" وهو الشعار الموجود على أغلب منتجاته كما ذكرنا وعلى الموقع الرسمي له .
الأمر ببساطة أن المصمم الألماني أقام اتفاقية تعاون مع المجلة الإباحية "وهذا حقه" وأعلن الموقع أن اتفاقية التوأمة ستجعل جمهور "البراندين" يستمتع بالشعارين معا في كثير من الانتاجات المشتركة بينهما وكما قلت أن ذلك بالنسبة للمصمم الألماني حقه في ظل عالم البيزنس الخارجي ولكن ما يهمنا نحن كمصريين هو محمد صلاح .

وخلال كتابتي لسطور هذا المقال نشر صلاح صورة جديدة قد يراها البعض عادية ولكنها حلقة جديدة من "الإعلانات" عن ماركة الحذاء الجديد وهي نفس الطريقة والصورة التي نشر بها كريم بنزيمة نجم الريال للحذاء الجديد x18 .




الخلاصة .. إذا كان صلاح متعاقدا مع وكيله وصاحب حقوقه الإعلانية رامي عباس على حملات دعائية، وإذا كان يريد الحفاظ على هذا الحب من عشاقه ومحبيه من "الشرقيين" فليعد لرشده من جديد، ولا نطالب منه الابتعاد عن هذه السكة "وإن كان ذلك الأفضل" ولكن على الأقل عليه الاختيار بعناية لشكل ومضمون ما يقوم بالدعايا له، ونعلم جيدا أن صلاح "خرج من عباءة المحلية وانطلق نحو العالمية" ولكننا لازلنا نتمسك به ونريده كما كان عليه .. "محمد مش مو" .. "الراجل مش المان" .. أبو مكة الذي كان يتسلح "بالمصحف" في طريقه للمباريات ليس اللاعب الذي ينهي مبارياته ويخوض مباريات إعلانية أخرى .





تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا