"تشارلز فى السبعين" كتاب جديد يفضح أسرار العائلة الملكية البريطانية

العدد الأسبوعي

الأمير تشارلز
الأمير تشارلز


ولى العهد يُكلم الموتى.. لم يرغب فى الزواج من ديانا.. وصف رئيس وزرائه بـ«كلب بوش»


«ملك بريطانيا القادم يتحدث للموتى»، هذا ما كتبه المراسل الملكى روبرت جوبسون فى كتابه الجديد (تشارلز فى السبعين: خواطر وآمال وأحلام)، الذى صدر مؤخرا بالمملكة المتحدة. رافق المراسل الملكى المخضرم روبرت جوبسون، مؤلف الكتاب، الأمير لمدة 18 شهرا فى جولات حول العالم. وقدم تقارير عن العائلة المالكة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، إلى العديد من الأعضاء الحاليين والسابقين فى فريق ولى العهد وإلى تشارلز نفسه، والنتيجة هى كتاب مقنع ملىء بالمواد الجديدة المذهلة. يزعم الكتاب أن تشارلز مازال يتحدث إلى أحبائه الذين غادروا الحياة لإبقاء أقاربه على قيد الحياة فى قلبه، وذهب ولى العهد البريطانى قبل ثلاث سنوات إلى المكان الذى اغتيل فيه عمه اللورد لويس مونتباتن، من قبل أعضاء الجيش الجمهورى الأيرلندى.

وفى حديثه عن رغبته الطويلة فى زيارة الموقع، قال تشارلز لأحد المقربين منه: «لقد مر وقت طويل، لم أعتقد أبدا أن ذلك سيحدث، لم أكن أتخيل كيف يمكننا أن نتصالح مع الألم الذى تسببه هذه الخسارة العميقة، من خلال هذه التجربة الرهيبة، أفهم الآن بشكل عميق الآلام التى يتحملها الآخرون».

كان الأمير تشارلز يشعر بالحزن عندما قتل ابن عم الملكة بقنبلة تابعة للجيش الجمهورى الأيرلندى عام 1979. لقد كان معلمه وصديقه المقرب، وشعر تشارلز بصدمة كبيرة إلى درجة أنه أبلغ المقربين منه برغبته فى الموت أيضا.

وكتب جوبسون: «حتى يومنا هذا، فى لحظات أكثر استقرارا وهدوء، يتكلم الأمير تشارلز مع أحبابه الراحلين، وبهذه الطريقة يحافظ على مونتباتن والعديد من الأرواح الأخرى على قيد الحياة فى قلبه».

ومن الاكتشافات الأخرى التى يتضمنها الكتاب، أن قبل زفافه مباشرة، كان تشارلز يعلم بضرورة زواجه من ديانا، لقد دقت أجراس الإنذار فى عقل الأمير عندما انفجرت ديانا فى البكاء وحدقت بفرح فى وجهه لمجرد أنه حكى لها ما فعله خلال النهار.

يقول الكتاب: «كلما رأى تشارلز ديانا، أدرك أنه كان يرتكب خطأ، لم يلق باللوم على أحد - لا والده ولا والدته -، بسبب عدم قدرته على التراجع عن هذا الزواج، وبدلا من ذلك ألقى باللوم على فشله فى التعرف على ديانا بشكل صحيح قبل زواجهما».

لم يقابل تشارلز ديانا أكثر من 12 مرة قبل خطوبتها فى فبراير 1981، وحتى الآن ما زال الأمير يشعر بالحزن بسبب الزواج المنهار، ولكن إحساسه بالغضب من الأكاذيب التى يتم الترويج لها عنه يفوق بالتأكيد إحساسه بالحزن.

كانت الكذبة الأكيدة التى ترددت على مر السنين هى الزعم بأنه أخفى ديانا قبل الزواج على متن القطار الملكى، لكى يختبر علاقته معها. فى هذه المرحلة، أرسل الأمير فيليب رسالة إلى ابنه ولى العهد قائلا: «تزوجها أو اتركها».

وفى ديسمبر 1980، كتبت والدة ديانا، رسالة للنشر فى صحيفة التايمز، احتجاجا بأقوى العبارات حول الأكاذيب والمضايقات التى أجبرت ابنتها على تحملها، هذه القصة تزعجه حتى يومنا هذا، ربما لأن نشرها ساعد على إقناعه بأنه بحاجة إلى حماية شرف ديانا.

كانت القصة غير صحيحة بالمرة، كما كانت هناك قصة أخرى، هى تلك المتعلقة بتهريب كاميلا إلى قصر باكنجهام فى الليلة التى سبقت زفافه إلى ديانا، ومن القصص الأخرى التى يصفها بالأكاذيب والاختراعات تلك المتعلقة بـالادعاءات بأن كاميلا تم رشقها بفطائر الخبز من قبل المتسوقين فى متجر فى تشيبنهام، ويلتشير.

مضى الأمير قدما فى الزواج، رغم إيمانه الراسخ بأنه كان خطأ، هو شيء يأسف عليه بشدة لهذا اليوم، بسبب عدم قدرته على إلغاء حفل الزفاف، يعتقد أنه لم يخب نفسه فقط وديانا، بل الملكية نفسها، ومن الواضح أن تشارلز يحب أبناءه، ويعترف بأن هناك فترات فى الزواج عندما شعر هو وديانا بروابط بينهما، مثل بعد ولادة الأمير وليام. ومع ذلك، أدى الزواج دون شك إلى التعاسة العميقة لكل من تشارلز وديانا.

أدرك تشارلز منذ فترة طويلة أنه لا جدوى من القتال ضد هذا التصوير المشوه لشخصيته، لا سيما فى أعقاب موت ديانا المأساوى.

لا يوجد شىء يمكنه فعله، كما يشعر، لتغيير عقول منتقديه، ما يحبطه هو أن نسخة واحدة من التاريخ -نسخة ديانا- أصبحت متأصلة للغاية فى الروح الشعبية التى تحولت إلى حقيقة تاريخية، فى رأيه، هذه النسخة هى نسيج من الأكاذيب التى تروجها أميرة ميكافيلية إلى وسائل إعلام متعاطفة.

يقدم الكتاب أدلة على ميكافيلية ديانا بالإشارة على سبيل المثال رغبتها فى كسر قواعد البروتوكول الملكى  من أجل الذهاب بمفردها لمأدبة عشاء رسمية على شرف ملك النرويج لأنها كانت تعلم أن ذهابها بمفردها سوف يجذب إليها وسائل الإعلام ويضع صورتها فى الصحف الأمامية.

حسب الكتاب، يحترم تشارلز حب هارى ووليام لأمهما الراحلة، ومع ذلك أصبحت العلاقة بين تشارلز وأبنائه فاترة خلال العام الماضى بسبب ديانا، يرجع ذلك إلى أن فى الفترة التى تسبق الذكرى العشرين لوفاة ديانا فى نفق بباريس، قرر وليام وهارى المشاركة فى فيلم وثائقى فى تليفزيون آى تى فى (ديانا، أمنا: حياتها وإرثها).

وعن قصد أو لا، فعلوا ذلك دون ذكر تشارلز، كان الأمير، بالطبع، يدرك أنه لن يكسب أبدا معركة العلاقات العامة التى لا تنتهى أبدا ضد زوجته التى تحولت إلى أيقونة بعد وفاتها، ولكن ما أثار غضبه هو قرار أبنائه باستبعاده بالكامل من تاريخهم.

وفى البرنامج نفسه، عندما قال الأمير وليام إن والدته أعطته الأدوات الصحيحة للحياة، علق بعض المقربين من تشارلز أن ويليام قد ورث بالفعل عن والدته المزاج المتقلب، ما يجعله يدخل فى مشاحنات مع والده، وحسب الكتاب، لم يكن بوسع ولى العهد البريطانى فعل أى شيء سوى أن يبقى صامتا عندما عاد شبح زوجته الراحلة، جنبا إلى جنب مع الرواية المشوهة له كزوج.

كما نظم أبناؤها إعادة تكريس لقبر أمهم هذا العام، بدلا من استخدام الذكرى العشرين لوفاتها فى 31 أغسطس، اختاروا عيد ميلادها فى الأول من يوليو، جاء هذا التاريخ خلال جولة تشارلز وكاميلا المخطط لها فى كندا.

وقال أحد أصدقائه: «كان الأمر كما لو أنه لم يكن موجودا من قبل». وعلق أحد المطلعين: «كان من الجيد لو اعترفوا بمساهمته فى تربيتهم، فقد كان يحاول أن يكون والدًا جيدًا، حتى عندما ظهر هارى ووليام أثناء الإطلاق الصحفى للفيلم الوثائقى، فشلوا فى الاعتراف بدوره فى حياتهم بقدر الإمكان».

من بين الاكتشافات المثيرة للكتاب، هو كيف أصبح تشارلز بالفعل هو الملك الظل فى بريطانيا، والملكة يمكن أن تتنحى عن الحكم وهى فى الخامسة والتسعين، ما يسمح له أن يصبح الملك الفعلى، سيكون تشارلز أكبر شخص على الإطلاق يصبح ملكا، يقول المقربون منه إن الزمن قد بدأ بالفعل فى ترك علاماته على قدرته ولياقته.

يجد تشارلز نفسه مرهقًا فى بعض الأحيان فى وقت مبكر من المساء، لأنه يأكل القليل جدا أثناء النهار. يبدأ كل يوم عن طريق القيام بسلسلة من التمارين المصممة فى الأصل لطيارى القوات الجوية الكندية الملكية. ثم يتناول وجبة الإفطار، والتى تتكون دائما من وعاء بذور ممزوج بكمية صغيرة من اللبن الرائب، وقد يتناول قطعة من كعكة الفاكهة، ولكن لمرة واحدة، مقابل التزامه بتناول غداء خفيف، كما يحرص على تناول عشاء جيد يوميا، وغالبا ما يسبقه مارتينى مختلط قوى.

مع صوت برنامج  (اليوم) المذاع فى راديو 4، يبدأ بقراءة الصحف، من الساعة الثامنة صباحا، إذا لم يكن لديه أى ارتباطات مبكرة، يقضى ساعتين فى العمل ووضع ملاحظات مكتوبة بخط اليد بالحبر الأسود. عبر الهاتف، يتابع أيضا مشاريع حول أى شىء من الزراعة العضوية والهندسة المعمارية إلى البيئة والعلاقات بين الأديان، بعد ذلك، يغرق فى ارتباطاته الملكية، والتى يوجد منها حوالى 25 مناسبة فى الأسبوع.

ورغم هذا النظام العسكرى تقريبا، فإن عبء عمله أحيانا يؤثر سلبا عليه، ويعترف هو نفسه بشعوره فى كثير من الأحيان بالإرهاق، لكنه رجل مدفوع بأحلامه، ويريد أن يفعل ما يستطيع فى الوقت المخصص له لإحداث فرق حقيقى.

فى بعض الأحيان يكون متعبًا جدا إلى درجة أنه يغفو تقريبا على أوراقه. لكن لا يمكن لأحد أن يقول له أن يبطئ، ولا حتى الدوقة، التى تتركه ليفعل ما يريد، ويبدو أن تشارلز يفهم جيدا أن عهده سيكون قصيرا، على الأقل مقارنة بوالدته، وفى غضون ذلك، ينوى أن يكون حكمه فى أفضل شكل ممكن، كما يعمل على ترك إرث يحمل اسمه لسنوات، لم يكن الجمهور فقط هو من يشك فى ملاءمة الأمير تشارلز للعرش، لقد انتابت والديه أيضا نفس الشكوك، وفقا لمصادر مقربة من الملكة والأمير فيليب، وصف الثنائى الملكى ابنهما البكر بـالمدفع الفضفاض. لقد كان سريع الغضب، ونظرا إلى غضبه وحماسه الثورى لترك بصمته بمختلف المبادرات، شعرت الملكة بالخوف من اعتلاء ابنها العرش.

ولجعل الأمور أسوأ، كانت هناك فترة توتر بين الوالدين والابن بعدما كشفت السيرة الذاتية لجوناثان ديمبلبى عن أن تشارلز كان يشعر وهو طفل بافتقار مشاعر المودة من قبل والديه تجاهه.

وفى مرحلة ما، كانت العلاقات سيئة للغاية لدرجة أن الأمير ووالده لم يتحدثا إلا عن طريق المراسلات المكتوبة، ومع مرور السنوات، تحسنت العلاقات بشكل كبير. ومع ذلك، لا يزال فيليب وتشارلز يختلفان وترتفع أصواتهما فى بعض الأحيان - إلى درجة أنه إذا دخل شخص غريب إلى غرفة خلال إحدى مناظراتهما، فإنه قد يشك فى أن معركة على وشك الحدوث.

وقال مصدر مطلع قريب من تشارلز  إنهم بالطبع يحبون بعضهم البعض، ودائما يقبلون بعضهم البعض عندما يلتقون، لكنهم فى بعض الأحيان يختلفون بشكل أساسى حول القضايا الكبيرة.

وأضاف المصدر أن هذه المناقشات تبدو ساخنة للغاية، لكنهما فى الواقع مجرد أشخاص عاطفيين ومتحمسين لما يؤمنون به وهذا لا يجعلهم أعداء.  فى الحقيقة، طفولة تشارلز التقليدية جدا، حيث كان يرى المربيات أكثر من والده ووالدته، تركته يشتهى حبه والديه. قد يكون هذا أحد أسباب انزعاجه ورغبته المستمرة فى إثبات نفسه.

ويكشف الكتاب كيف يأخذ تشارلز قضية الاحتباس الحرارى على محمل شديد الجدية. على سبيل المثال تحرص العائلة المالكة على عدم ترك الأنوار مضاءة دون داع، لكن الأمير تشارلز معروف بأنه يأخذ هذا الأمر بجد إلى أقصى الحدود، بدليل أنه فى إحدى المرات، خرج من قلعة بالمورال مع حاشيته المعتادة من رجال الشرطة، لقضاء يوم واحد فى المرتفعات، وبمجرد وصولهم إلى وجهتهم، أصر تشارلز على العودة لأنه كان يتذكر أنه ترك نور حمامه مضاء فى القلعة.

الكاتب أشار أيضا إلى شعور تشارلز بالإحباط من حرب العراق، وكيف أخبر أصدقاءه أن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير تصرف مثل كلب الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت جورج بوش. وكيف لا يتفق مع الحظر الذى أقدمت عليه فرنسا والدول الأوروبية الأخرى، كما يؤكد الكتاب أو ولى العهد البريطانى لا يثق فى الولايات المتحدة الأمريكية وقوة الضغط للشركات الأمريكية العملاقة.