علي العشري لـ"الفجر الفني": "أتمنى إعادة تقديم "بين السما والأرض" والعمل مع أحمد الفيشاوي (حوار)

الفجر الفني

علي العشري
علي العشري


حادثة بسيطة قد تحيل حياة إنسان عادي لجحيم يعتقد فيه أنه ميت، "وهم كوتار" أو متلازمة الجثة المتحركة، اضطراب نفسي نادر يتوهم فيه المصاب أنه ميت، هو ما جذب المخرج الشاب علي العشري لتقديم ثاني تجاربه الروائية القصيرة "بطاطا"، من خلال بطل الفيلم الذي يرفض الإذعان بأنه حي ويصر على أنه فارق الحياة بعدما فقد أسرته في حادث سير.

حرص "العشري" من خلال "بطاطا" على التوعية بمرض نفسي نادر لا يعرف عنه المصريون أو العرب الكثير، وهو العمل الثاني له بعد فيلمه الأول "شوال فلوس" والذي سخر فيه من مادية وجشع الناس حتى مع أقرب أفراد أسرتهم.

"الفجر الفني" حاور المخرج الشاب للحديث عن قصة الفيلم وظروف إنتاجه ومشاركته في الدورة الثانية والعشرين من المهرجان القومي للسينما ومشروعاته المقبلة.

-بداية عرفنا بنفسك.. من هو علي العشري؟
مخرج شاب، ٢٧ عامًا، درست في كلية التجارة، ثم التحقت بنيويورك فيلم أكاديمي عام ٢٠١٦، وبعدها درست في أكاديمية بدرخان للفنون عام ٢٠١٧.

-حدثنا عن فيلمك الأول "شوال بطاطا"؟ 
"شوال بطاطا" هو مشروع تخرجي من أكاديمية بدرخان للفنون، ومدته ٧ دقائق، ويتحدث العمل عن أسرة ترى في أبيها شوال فلوس ليس إلا، وهو ما يتناوله الفيلم بشكل فنتازي حيث ترى الأسرة الأب في حال كان مرتديًا ملابسه الفاخرة وساعته ومعه ميدالية سيارته الفارهة، وفي حال اختفاء هذه الأشياء يتجاهله أفراد الأسرة وكأنه غير موجود.

-كم من الوقت استغرق تنفيذ الفيلم؟ وكم بلغت تكلفته؟
استغرقت كتابة السيناريو شهرًا، أما تصويره فاستغرق يومين، وأسبوعين للانتهاء من المونتاج والموسيقى التصويرية، أما تكلفته فكانت قرابة الـ٢٠ ألف جنيه، وأنتجته بنفسي.

-ما هي أبرز المهرجانات التي شارك فيها الفيلم؟
شارك الفيلم في مهرجان الاْردن الدولي للافلام القصيرة ومهرجان أتلانتا للأفلام القصيرة، ومهرجان بعلبك السينمائي، ومهرجان آخر باليونان، وفاز بجائزة أفضل عمل أول في مهرجان الأردن.

-في فيلمك الثاني "بطاطا" تناولت متلازمة وهم كوتار، كيف جاءتك فكرة العمل؟
قرأت أنا ومؤلف الفيلم ميلاد كمال من قبل عن المتلازمة، وبعدها شاهدنا العديد من الفيديوهات والأفلام الوثائقية عن المرض، ثم وضع "ميلاد" معالجة لفيلم روائي طويل، وكتب السيناريو في شهرين، وبعد ذلك عدلت السيناريو وغيرت بعض التفاصيل كي تناسب فيلم روائي قصير.

-هل الفيلم هل الأول من نوعه عربيًا؟ وهل قابلت حالات مصابة بالمرض في مصر؟
أعتقد أنه الفيلم هو الأول عربيًا، ولا أظن أن هناك أفلام أجنبية تناولت المرض بشكل درامي، ولم نستشر أطباء نفسيين ولكننا اعتمدنا على الأفلام الوثائقية، ولا أعرف بالظبط إن كانت هناك حالات مصابة في مصر ولكن بالتأكيد هناك حالات متواجدة حولنا ونتعامل معهم على أنهم متأخرين عقليًا أو مجانين.

-فيلم "وهم كوتار" يشارك في المهرجان القومي للسينما والذي يعرض نفس موضوع فيلمك.. هل شاهدته؟
لا لم أشاهد الفيلم لظروف خارجة عن إرادتي، ولكني قرأت الاسم في كتيب عروض المهرجان، ولكن بعض من شاهده قال لي أنه تعرض للمرض بدون معالجة درامية.

-حدثنا عن ميزانية الفيلم والوقت الذي استلزمه للخروج إلى النور؟
استغرق تعديل السيناريو النهائي ٣ أسابيع، وشهر أخر لتحضير طاقم العمل وتجهيز الميزانية لتقديمها لفيلم كلينك، وبعدها استقريت على فريق العمل والممثلين، وصُور الفيلم في يومين، وبلغت ميزانيته قرابة ١٥٠ ألف جنية.

-ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في تنفيد الفيلم؟
تمثلت الصعوبة الكبرى في الحاجة لحكي السيناريو في وقت طويل، فالفيلم كان بحاجة لأن يكون ساعة أو نصف أو ساعتين، ولكن بخلاف ذلك فأنا راضِ عن التجربة.

-هل تفكر في تحويل العمل لفيلم روائي طويل؟
هذا ما أعكف عليه حاليًا، أنا أحضر لسيناريو طويل، وأحدد ميزانيته، وأبحث عن فريق العمل، وجهة إنتاجية تكون على استعداد لخوض المغامرة معي.

-ما هي أبرز التعليقات التي جاءتك عن الفيلم؟
في الحقيقة، مهما سمعت كلام جيد عن الفيلم لا أتذكره، خصوصًا وأني أفكر في أن الفيلم كان من الممكن أن يخرج بشكل أفضل، لكن أفضل تعليق سمعته كان من شخص شاهد الفيلم في رمضان الماضي وقال لي: "أنت قدرت تخليني أتعاطف مع صاحب المتلازمة دي في ٥ دقائق بس فما بالك لو كانت ساعتين".

ما هي أبرز المهرجانات التي شارك فيها الفيلم؟ وكيف ترى فرصه في الجوائز بعد مشاركته بالقومي للسينما؟
شارك الفيلم في African film festival في كاليفورنيا، ويشارك حاليًا في الدورة الثانية والعشرين من المهرجان القومي للسينما، كما عُرض في برنامج "قمرة" لأحمد الشقيري في رمضان الماضي، واعتقد أن فرصة الفيلم في حصد جائزة بالقومي للسينما جيدة.

-من أهم النجوم الذين تتمنى العمل معهم؟ ومن أبرز المخرجين بالنسبة لك؟
أرى دائمًا أن دور "بطاطا" يليق بآسر ياسين، وأتمنى العمل مع أحمد الفيشاوي لأنه ممثل لديه إمكانيات عبقرية، "ونفسي ألعب بيه قدام الكاميرا"، وبالنسبة للمخرجين فأنا متابع جيد لمدرسة بول توماس أندرسون، ومن بعده إدجار رايت، ورغم أن الاثنين مختلفين في الأسلوب لكني متأثر بهما للغاية، وفي مصر أحب كل من المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان.

-هل هناك مشروع معين تتمنى تقديمه؟ 
أتمنى إعادة تقديم فيلم "بين السما والأرض"، نفسي الناس كلها تشوفه، وهكون مبسوط جدًا لو تمكنت من إعادة التجربة العبقرية للجمهور مرة أخرى.

-أخيرًا، ما هو حلمك الذي تتمنى الوصول إليه في عالم السينما؟
أنا مقتنع أن الحلم إذا لم يتجدد فمعناه أن الإنسان لا يزال واقفًا في مكانه، فحلمي زمان كان أن أدرس وأخرج فيلم يحبه الجمهور حتى لو كان عدد قليل من الناس، وحاليًّا أحلم أن أكون أحد المخرجين الذي ينتظر الجمهور العادي أفلامهم بغض النظر عن نجوم هذه الأعمال، وفي حال وصلت لهذا سيتغير حلمي بالتأكيد.