أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)

الفجر الفني

أندريه الحاج مع محررة
أندريه الحاج مع محررة الفجر الفني


*الفنان الحقيقي لا يمكن أن يثبت نفسه إلا في صرح عظيم مثل دار الأوبرا المصرية

*الموسيقى لا يمكن أن تحارب التشدد والفكر المتطرف

*والدتي كانت تستمع فريد الأطرش.. وعشقت ألة العود بسببه

*إيناس عبدالدايم صديقة لي قبل أن تصبح وزيرة للثقافة

*المصريين "شاطرين" في الحفاظ على تراثهم الموسيقي


من بلدة "عينطورة" بلبنان، خرج موسيقار وطني مُحب وعاشق لبلاده يجوب أنحاء العالم بفرقته الموسيقية رغبة منه في نشر الهوية اللبنانية والحفاظ على التراث اللبناني، مقطوعاته تحمل على أجنحتها مستمعيها إلى عالم الفن والألحان والموسيقى الجميل، فمن الممكن أن تشاهد "موسيقاه" من خلال إحساسه بها وتمكنه من نغماته، فحركات جسده وتعبيرات وجهه على خشبة المسرح تحمل بداخلها علامات علاقة عشق بينه وبين الألحان والألات، إنه الموسيقار أندريه الحاج، قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية، الذي يجمع بين الموهبة والدراسة، كان واحدًا من فريق الأوركسترا في مرحلة شبابه وأهلته موهبته إلى أن يصبح "القائد"، مزج بين الحداثة والأصالة، فتميز وسجل اسمه بين كبار الموسيقيين.

 

وكان لـ" الفجر الفني" قدرًا وفيرًا من الحظ للالتقاء به قبل حفله ضمن مهرجان الموسيقى العربية، وإليكم نص الحوار؛؛

 

أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)


*أندريه الحاج، موسيقار غربي عربي كيف نشأت موسيقيًا ومن له الفضل في تنمية موهبتك؟

نشأت في بيت موسيقي، فوالدتى كانت عازفة "أكورديون" ومنذ نعومة أظافري كنت أستمع معها إلى إسطوانات نادرة للعظيم فريد الأطرش، وأغاني محمد عبد الوهاب، والسيدة أم كلثوم، ووجدت أشقائي يتمتعون بموهبة الغناء، فيمكن القول بأنني موسيقي بالفطرة.


*على الرغم من أن والدتك عازفة ألة غربية إلا أنك اخترت ألة "العود" الشرقية وتميزت بالعزف عليها.. لماذا؟

أنا أعشق العزف على "العود" والفضل في ذلك يرجع لأغاني فريد الأطرش، كما ذكرت سابقا، ولكنني بالفعل درست العزف على ألات أخرى غربية مثل البيانو، والجيتار، ومن وجهة نظري قائد الأوركسترا عليه أن يكون مُلما بجميع الآلات حتى يستطيع أن يقدم شيئا صادقا يلمس أذن وقلب المستمعين.

 

* حدثنا عن تجربة مشاركتك بمهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟

في الحقيقة شرف لي  أن أشارك بمهرجان كبير مثل مهرجان الموسيقى العربية، وأن أقدم حفلا بدار الأوبرا المصرية العريقة، التي غنى بها عمالقة غناء زمن الفن الجميل، وأي فنان أو موسيقي حتما سيكون سعيدا بهذه التجربة.

 

أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)


*كيف جاءت فرصة المشاركة بالمهرجان؟

هناك علاقة صداقة تجمعني بالدكتورة إيناس عبدالدايم، قبل أن تتولى منصب وزير الثقافة، ومنذ سنتين شاهدت لي فيديو عبر حسابي بموقع "فيسبوك" وعرضت عليا فكرة المشاركة بالمهرجان، وبالفعل عندما أتيحت الفرصة لم أتردد في قبول الدعوة.

 

*ما الذي سيقدمه أندريه للجمهور المصري بالمهرجان هذا العام؟

جئت أنا وفرقتي من لبنان، نحمل برنامجا موسيقيا يتميز بالطابع اللبناني، فأنا حريص على نشر التراث اللبناني في جميع البلاد، وذلك من خلال أغاني وديع الصافي، ملحم بركات، وغيرهم من أغاني كبار النجوم اللبنانين، فمن وجهة نظري ومع كامل إحترامي لجميع المطربين، أرى أن المطرب في المهرجانات الدولية لا يمثل إلا نفسه فقط، أما الأوركسترا الوطنية فيكون أول أهدافها نشر ملامح تراث وطنهم، حتى يظل موجودا ومحفورا بأذهان العالم، وهذا شئ نجح فيه المصريون من خلال احتفاظهم بتراثهم وأغاني نجوم زمن الفن الجميل وموسيقاهم الشرقية المميزة.

 

*مع أم ضد أن الحفلات الموسيقية في الأوبرا وغيرها حكرًا على النخبة فقط؟

أنا ضد ذلك تماما فالموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب قال "عندما يستمع ويغني لي ابن الشارع فهذا دليل نجاحي"، وأنا عن نفسي أسعى إلى تقديم حفلات موسيقية بمختلف محافظات لبنان، ليس بيروت فقط.


*هل وجد أندريه الحاج صعوبة في المزج بين الطابع الموسيقي الغربي والشرقي؟

بالفعل ومن الشئ المعروف عني أنني موسيقار تقليدي حديث، بمعني أنني أحتفظ بهويتي وحفاظي على التراث العربي وخصوصا اللبناني وفي ذات الوقت أبحث عما هو جديد وحديث، فهناك موسيقيين تقليديين فقط، ولكنني فضلت أن أمزج بين الحداثة والتقليدية بالموسيقى العربية وهو ما أسعى إليه في الفترة الحالية.

 

أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)


*هل الدراسة الأكاديمية شيئا حتميا في مجال الموسيقى.. أم الاكتفاء بالموهبة فقط؟

الدراسة الأكاديمية بتنمي الموهبة بشكل كبير، وأنا أعتمدت على ذلك فدراستي للموسيقى مع موهبتى ساعدتني على أن يكون لي طابع موسيقي مميز ومختلف.


 *درست الموسيقى العربية والغربية.. ما الاختلاف الذي لمسته في الناحيتين؟

الموسيقى العربية أقوى من الموسيقى الغربية وبها روح مميزة، أما الموسيقى الغربية فهي تسير على نمط ووتيرة واحدة، ولكن ثقافتهم الموسيقية كانت سببا في نجاحها، فمن الممكن أن يقوموا بدفع الأموال مقابل حضور بروفات حفلات موسيقية أما في الوطن العربي نفتقد ثقافة الاستماع إلى الموسيقى فقط.

 

*الجمهور العربي يستمع للكلمة والأغنية وليس لديه ثقافة حضور الحفلات  وشراء الألبومات الموسيقية كما ذكرت، كيف تغلبت على هذه الثقافة؟

من قديم الأزل والشخص العربي يحب الزجل والشعر والكلمة، حتى في الحفل الموسيقي لا يركز مع العازفين وقائد الأوركسترا ويركز ويهتم فقط بالمُطرب أو المغني، وفكرة الاستماع وحضور حفل موسيقي يستمر لمدة ساعة ونصف أو أكثر لن يستوعبها إلا العاشقين للموسيقى فقط.


*ألفت العديد من المقطوعات الموسيقية.. لماذا تم حصرهم في ألبومين فقط؟

بالفعل أنا لدي ألبومين الأول بعنوان "موسيقى فقط" والثاني "الأماكن" ولدي أكثر من 23 مؤلفه موسيقية عبر الإنترنت، ولكن ألبومي الأخير وقع الاختيار عليه من قبل شركة عالمية، لتعيد توزيعه بالأسواق مرة أخرى، وكان ذلك من ضمن 1000 ألبوم.


أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)


*هل قيادتك للأوركسترا الوطنية اللبنانية كانت سببا في انشغالك عن تأليف مقطوعات موسيقية جديدة؟

بالفعل قيادتي للأوركسترا الوطنية اللبنانية شغلتني كثيرا عن التأليف الموسيقي، وكان آخر عمل موسيقي ليه بعنوان "منك أنا".


*ما العوامل الفنية المشتركة بين الموسيقى اللبنانية والمصرية؟

الموسيقى المصرية لها فضل كبير على الموسيقى اللبنانية وهذا شئ نلمسه في غناء كبار النجوم في لبنان لأغاني مصرية، فمن المعروف عن مصر هي الرائدة في عالم الفن والموسيقى، وأي فنان عربي يحقق شهرة ونجاح بمصر فيعد حقق نجاحا بالوطن العربي كافة، وهناك قاسما مشتركا بين الموسيقى اللبنانية والمصرية وهي اللحن و"الميلودراما"، فمن وجهة نظري أن مصر ولبنان من أغنى الدول موسيقيا.

 

*لماذا لا توجد أعمال موسيقية عربية تجمع الأوركسترات المصرية واللبنانية؟

في حفلاتنا نسعى إلى تقديم أعمال لكبار نجوم الغناء في مصر منهم ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ، ولابد أن يكون هناك منافسة إيجابية ومثمرة بين الأوركسترا المصرية واللبنانية، وفي المرتبة الثالثة الأوركسترا السورية، من وجهة نظري هم الأفضل في الوطن العربي.

 

*هل تستطيع الموسيقى محاربة الأفكار المتشددة؟

لن تستطيع الموسيقى أن تغير من الأفكار المتشددة والإرهابية، كل إنسان لديه قناعته بما يفعله وأنا أقدم شئ موسيقى هادف هناك من يتقبله وهناك من لا يؤمن أساسا به، فكل وظيفتي أنا أقدم الشئ ولن أفكر في إمكانية تغيير أفكار شخص أو تعديلها.


 أندريه الحاج: الموسيقى لن تحارب الأفكار المٌتطرفة.. وانتظروا مشروع فني لبناني أوروبي (حوار)


*ما الشئ الذي تفتقر إليه الموسيقى العربية بشكل عام؟

"الانضباط الانضباط ثم الانضباط" الذي يميز الغربيين هو الانضباط، فعندما نحترم المواعيد ونحترم ثقافة المرور في الشارع، وننضبط في حياتنا بشكل عام وفي الموسيقى بوجه خاص ستصبح الموسيقى العربية أفضل من الغربية.

 

*هل هناك أفكار ومشاريع موسيقية يسعى أندريه الحاج لتنفيذها مستقبلا؟

بالفعل لدي مشروع ربط ومزج الموسيقى اللبنانية بالأوروبية، على أمل نشر التراث اللبناني في جميع انحاء العالم، مثل المصريين الذين استطاعوا نشر أعمال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب والعندلين وغيرهم من المطربين الكبار في دول العالم، وأنا أسعى إلى نشر أغاني مطربي لبنان الكبار أيضا.


*أندريه الحاج موسيقار مخلص للكبار ويحرص على تحيتهم في حفلاته.. ما السر وراء ذلك؟

لولا هؤلاء لما كنا نسير على نهج موسيقى أصيل حتى يومنا هذا، فعلينا أن نحيي ذكراهم دائما، ونعترف بفضل عمالقة الموسيقى في لبنان ومصر دائما وأبدا، ففي حفل الأوركسترا الوطنية هذا العام قدمت التحية لملحم بركات اعترافا منا بفضه في عالم الموسيقى، والعام المقبل من الممكن أن نوجه التحية لزياد رحباني.