"ابتلاء أم".. "محمد وعمر" شقيقان أصيبا بضمور في العضلات: بينادونا بالعواجيز (فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


الحياة تبدو قاسية تأخذ ولا تمنح تقودنا إلى السعادة ثم تفلتها من بين أيدينا فجأة، هكذا كان حال والدة محمد وعمر، الطفلان اللذان أصيبا بضمور في العضلات في سن مبكر، فتصاريف القدر ومجريات الأمور لم تكن متوقعة.

محمد أحمد علي البالغ من العمر 22 عاما أصيب بالمرض في سن العاشرة، حيث كان حينها يدرس في الصف الرابع الابتدائي، كان كل حلمه أن يلهو ويلعب مثل باقي زملائه إلى أن يصبح لاعب كرة قدم في المستقبل، إلا أن المرض جعله عرضة للسخرية والتهكم، مما دفعه إلى عدم الذهاب للمدرسة مرة أخرى.

يقضى محمد يومه ما بين شاشة التلفاز أو جهاز الكمبيوتر يلعب ويشاهد مقاطع الفيديو على اليوتيوب وتتمحور حياته حول الرياضة والدين والتاريخ، وبعيون تملأها الدموع يحكي محمد -وهو على كرسي متحرك حصل عليه من إحدى الجمعيات الخيرية- حلمه، قائلا: "أول حاجة نفسي أعملها هروح أحج وأعمل كل اللي ماعملتوش وأنا تعبان واتحرمت منه وأنا صغير".

وعلى بعد سنتيمترات، يجلس عمر شقيق محمد الأصغر البالغ من العمر 13 عاما، على كرسي متحرك يرتدي قميص اللاعب محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي؛ لكثرة حبه له، متمنيا رؤيته، قائلا: أتابع جميع مبارياته، ومعرفش كان ماله في آخر مباراة كنت زعلان عليه لما اتصاب".

وكما حدث مع شقيقه الأكبر، أصيب عمر هو الآخر بالمرض في عمر العاشرة، كما نال ما ناله شقيقه من استهزاء من جانب أصدقائه: "بينادونا بالرجل العجوز"، مشيرا إلى أنه يجلس بمفرده خوفا من نظراتهم، إلى أن قرر هو الآخر عدم الذهاب للمدرسة، مختتما حديثه: "نفسي يبنوا مستشفي؛ عشان أخف وألعب وأجري زي صحابي".

وبصوت يغلب عليه الحزن وأنفاس مختنقة تحبس البكاء، تقول والدة الطفلين، إنها كانت تذهب بهما إلى المدرسة يوميا وتأتي بهما منذ سن التاسعة، وكانوا يأتون يوميا محبطين من زملائهم الذين يستهزئون بهما، متابعة: "حقوقنا على الدولة توفير مدارس تتعامل مع حالات مثل حالات الطفلين؛ لأن كل الأطفال سيكونون نفس الحالات فبالتالي محدش هيقول للتاني ليه أنت مختلف عني، مدارس تراعيهم ومستشفي للعلاج". 

وفي محاولة لإيصال صوتها إلى المسؤولين تقول أم الطفلين: بشوفهم تعبانين ومش قادرة أعملهم حاجة، ياريت ياريس تحس بينا، دموعنا اللي بتتكلم، بوجهلك النداء من قلب أم لقلب أب إنك تبص لولادنا وتهتموا بمرضى الضمور، ليه مهملين المريض؟".