وجهة نظر .. في ليلة الـ"VAR" تذكروا مواقفكم حين تدور الأقدار !

الفجر الرياضي



منذ سنوات وأنا أكتب مقالي "وجهة نظر" في أكثر من موقع ومنبر إعلامي مختلف، فقناعتي منذ زمن بعيد بأن لكل منا وجهة نظره ورؤيته للأحداث وعلينا أن نتقبلها ونحترمها مهما كانت تختلف مع قناعاتنا وإلا سيتحول الخلاف لاختلاف وصراعات .


ودائما ما تكون كتاباتي من خلال المقالات أو على صفحتي الخاصة على مواقع التواصل موجهة للجماهير، فهذه الفئة هي صاحبة الحق في كل شئ، هي التي يلعب لها اللاعبون ويتنافس من أجلها الرعاة وتخدمهم التكنولوجيا، وهي التي نعمل نحن معشر الإعلاميين من أجلهم وسأظل أكتب لهم وأخاطب عقولهم لعلهم بعد سنوات يكتبوا عني بعد الرحيل "حاول يغير ثقافة الجماهير" .


تابعنا أمس جميعا مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي والترجي على ملعب برج العرب، وما صاحبها من قرارات تحكيمية "مثيرة للجدل" ولسنا هنا في مجال عرض وتحليل لها ومدى صحتها من عدمه ولكن نعود ليكون حديثنا موجها للجماهير .


فدائما هناك ربط بين جمهور معسكرين ففي إسبانيا حينما نتحدث عن الريال نجد برشلونة طرفا في الحديث، ولو ذهبت لإيطاليا فلسنوات طويلة كانت لعبة "القط والفأر" بين معسكري ديربي الغضب الانتر والميلان قبل أن يفرض وجود يوفنتوس نفسه على الساحة ويبقى كذلك حديث "المعسكر والمعسكر الآخر" بين كل الجماهير الكروية في العالم .


وفي مصر لسنا نحن من نضع مقارنات بين الأهلي والزمالك "فهي موجودة بطبعها" من سنوات، وستبقى وجهات النظر بين المعسكرين مستمرة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .


ونعود لوصف ما حدث بالأمس في المباراة بأنه "مثير للجدل" بعيدا عن الجانب الفني الضعيف بها فقد شهدت المباراة مولد تقنية حكم الفيديو "الفار" بالبطولة القارية السمراء لكنه كان قرارا في غير محله بعد ما فعله الحكم الجزائري مهدي عبيد، كما كان للمهاجم المغربي وليد أزارو نصيبا كبيرا من "الجدل" عقب المباراة .


"تعجبني الأقدار حين تدور" .. جملة تلخص حالة الجدل الدائر طوال الساعات الماضية فلو كنت من المعسكر الأول سترى أن الأخطاء التحكيمية جزء من متعة اللعبة وسترى أن الأهلي "بيرجعله حقه الضايع في لمسة ايد اينرامو الشهيرة" ولكنك لو كنت أحد أطراف المعسكر الأخر ستكمل حديثك عن "البطولات الحرام" والفرق التي تفوز بمساعدة التحكيم .


لو كنت من المعسكر الأول سترى أن وليد أزارو "مهاجم زكي" وتشبيه للنجم المغربي بأنه من عينة النجوم الكبار رونالدو وسواريز وغيرهم بعد حركة تمزيق التيشيرت وادعاء التمثيل للحصول على ركلة جزاء ولو كنت من معسكر آخر ستترحم على أيام علي خليل وعلى اللعب النظيف وغيرها من المعايير .


لو كنت "ارشيفجي شاطر" وتذاكر صفحات التاريخ من المعسكر الأول ستجلب عشرات الحالات التي تعرض لها الأهلي للظلم التحكيمي ولو كنت نفس الأرشيفجي الشاطر من المعسكر التاني ستتذكر عشرات الحالات التي استفاد منها الأهلي من الأخطاء التحكيمية وتعرض فيها الزمالك للظلم التحكيمي .


لو كنت في المعسكر الأول ستشجع صن داونز أمام الزمالك وترى أنها "منطقية" فلا يمكن أن تساند الزمالك بداعي أنه يمثل مصر ولكن سترى أن تشجيع الزمالكاوية للترجي أمس "غل وحقد" وستدور الأقدار وتتغير المواقف في كل معسكر من جديد .


لكن .. لو كنت "متصالحا مع نفسك" لوجدت أنها كرة القدم .. وستدور الأقدار من جديد .. وسيتعرض الأهلي للظلم مرات ومرات من أخطاء التحكيم وسيستفيد مرات ومرات وهو نفس الأمر للزمالك فكلاهما "أكثر من ُظلم .. وأكثر من استفاد" .. لأنهما ببساطة أكثر فريقين يحظيان بالاهتمام وتحت بؤرة الأحداث .


لو كنت "متقبل لوجهات النظر" سترى أن من حق أي فرد يشجع أي فريق منافس للمنافس له ولكن "حينما تدور الأقدار" لا تغير قناعتك وقتها .


لو كنت من المؤمنين بأن ما يحدث من أخطاء هو جزء من اللعبة فتذكر ذلك سواء الجمعة المقبلة في تونس أو فيما يعقبها من مباريات قد تشهد أخطاء تحكيمية ولو كنت مؤمن بمبدأ المؤامرة والرشوة فستدور الأقدار وتقبل الآخر يتهمك بالمؤامرة والرشوة أيضا لو كنت أنت وقتها المستفيد من هذه الأخطاء .


إجمالا .. النهائي انتهى والأخطاء لن تنتهي, الأهلي وضع قدما على منصة التتويج بالأميرة الإفريقية التاسعة والجماهير "بالمعسكرين" تحتفل وتسعد وتنتقد وتشجب .. إجمالا تذكر مواقفك أنت شخصيا "حينما تدور الأقدار" وحاول وقتها أن تكون ثابتا على رأيك وموقفك .



تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا