خلافات "ولاد الدايرة".. مشاجرة بين نائبى بولاق أمام محافظ الجيزة.. ونائب يتهم زميله بالمتاجرة بأهالى مغاغة

العدد الأسبوعي

الدكتور علي عبدالعال
الدكتور علي عبدالعال - رئيس مجلس النواب


يمارس أعضاء مجلس النواب، سلطاتهم الرقابية، ليس على الحكومة، ولكن على بعضهم البعض، حيث تشهد أروقة البرلمان، مشاحنات بين نواب الدائرة الواحدة رغم أنه من المفترض تعاونهما لخدمة ناخبيهم، لكن على الواقع يحاول كل نائب تشويه صورة زميله ويتسابق كل واحد منهم على نسب أى إنجاز بالدائرة لنفسه.

البعض يفسر طبيعة الصراع بين نواب الدائرة الواحدة، مؤخراً، بأنه وسيلة للدعاية الانتخابية خصوصاً مع قرب إجراء انتخابات مجلس النواب، لـ«برلمان 2020»، خاصة فى ظل تعديل النظام الانتخابى وما يتردد حول توسيع العمل بنظام القائمة لتصل لـ75%، ما يعنى زيادة حدة المنافسة على المقاعد الفردية.

آخر الأزمات بين نواب الدائرة الواحدة، شهدها الاجتماع التنفيذى الذى نظمه أحمد راشد، محافظ الجيزة، السبت الماضي، لبحث الأزمات التى تواجه دوائر بولاق الدكرور والعمرانية والدقي، وخلال الاجتماع الذى حضرته قيادات المحافظة ونواب هذه الدوائر، نشبت أزمة كبرى بين نائبى دائرة بولاق، محمد الحسينى ومحمد إسماعيل، حيث كان الأول يتحدث عن طلب قدمه عن إحدى المشكلات، فقاطعه إسماعيل معلقاً على نفس الطلب، فرد الحسينى بانفعال: «متقاطعنيش وأنا بتكلم»، وسرعان ما تطور الأمر ليعلو صوت النائبين فى الاجتماع.

حاول المحافظ والقيادات وبقية النواب الحضور تهدئة الأمر، وتدخل النواب عمرو أبو اليزيد وإيهاب منصور ومحمد فؤاد، بين زميليهم خشية تشابكهما، خصوصاً أن أصواتهما كانت مسموعة خارج القاعة المغلقة ووصلت لأسماع الموظفين وانتهت الأزمة بانسحاب الحسينى من الاجتماع.

مشكلة النائبين سببها الاتهامات المتكررة من النائب محمد الحسينى لزميله بأنه يحاول القفز على إنجازته فى الدائرة، سواء المتعلقة برصف الشوارع أو حل أزمات انقطاع المياه، ومطالبته المستمرة لوزارة التربية والتعليم بإنشاء مدرسة الأحلام.

نفس الأزمة كانت حدثت بين نائبى دائرة الهرم إيهاب غطاطى وحمدى السيسى أمام كمال الدالى، محافظ الجيزة السابق، أثناء أحد اجتماعات المجلس التنفيذي، حيث حاول كلا النائبين أن يثبت أنه صاحب كل الإنجازات والخدمات التى تشهدها الدائرة.

وفى أغسطس الماضى اندلعت أزمة حادة بين نائبى دائرة العدوة ومغاغة بمحافظة المنيا، إيهاب عبدالعظيم وحسين غيتة، بسبب أحد المشروعات الخاصة بمياه الشرب والصرف الصحى، حيث وصل الخلاف بين النائبين إلى مكتب النائب العام.

النائب غيتة، تقدم بالبلاغ حول قيام إحدى الشركات الخاصة بالتدليس والترويج بأنها تعاقدت مع وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى، بمحافظة المنيا لإنشاء محطة مياه بقرية بنى واللمس بمغاغة بالمخالفة للواقع، وقال غيتة وقتئذ إنه فوجئ بأن زميله النائب إيهاب عبدالعظيم، هو من وراء الأزمة، بعدما أعلن لأهالى الدائرة، أنه تم توقيع بروتوكول مع الشركة الخاصة لإقامة المشروع على غير الحقيقة، كما أعلن عن ميعاد قدوم لجنة حكومية لفحص المشروع، رغم أن المناقصة لم تتم ترسيتها بعد على الشركة.

وأضاف غيتة، إن ما قام به زميله يعد شبهة تضارب مصالح، متسائلاً كيف لشركة قطاع خاص القول إنها ستنفذ المحطة فى حين أن الهيئة لم تطرح المحطة بعد للتنفيذ، وهو ما يعتبر متاجرة بمعاناة الناس وإيهامهم بمجهود لم يتم من الأصل، مؤكداً أنه توجه إلى هيئة الرقابة الإدارية بذات الشكوى، للتحقيق فى الموضوع، مشيراً إلى أنه منذ انعقاد البرلمان وهو يتقدم بأدواته الرقابية لإنشاء هذه المحطة، ويعمل منذ دخوله المجلس على متابعة تنفيذه، ولم يكن لزميله أى دور فى هذا الموضوع.

كما شهد دور الانعقاد الأول أزمة حادة بين نائبتى إمبابة نشوى الديب وشادية ثابت، أمام وزير البيئة وقتئذ الدكتور خالد فهمي، بعد أن شنت الأخيرة هجوماً حاداً على زميلتها بسبب أزمة القمامة، وادعت ثابت أن زميلتها تضغط على وزارة البيئة حتى تسند مشروعات النظافة للشركة الوطنية للنظافة، التى تملكها.

أما الديب فأعلنت أنها ستقدم بلاغات ضد زميلتها بتهمة التشهير، كما تقدمت بطلب إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لتحويل «ثابت» للجنة القيم والتحقيق معها فيما بدر منها من أكاذيب ومعلومات غير سليمة حول منظومة النظافة، وأكدت فى طلبها أن هناك حملة ممنهجة لتشويهها والتشهير بها بجميع الوسائل، وأن ما يثار حول امتلاكها للشركة الوطنية للنظافة، معلومات مغلوطة، خاصة أن أى حديث حول التعاقدات وحول أموال المنظومة، يخص محافظ الجيزة ورئيس مجلس الوزراء، الذى أمر بأن تكون التعاقدات بالأمر المباشر.