مدينة السلام.. عاصمة "الكيف" الجديدة فى القاهرة

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


التجار يستخدمون النساء والأطفال لتوزيع المخدرات على المدمنين

النهضة والجبل وإسبيكو أبرز المناطق وأغلب ورش تصنيع "المصلحة" توجد حول "القسم"


رغم الجهود التى تبذلها الدولة ومؤسساتها للقضاء على تجارة المواد المخدرة، إلا أن بعض المناطق ما زالت تعمل فى الخفاء، بعد انتشار تلك التجارة بين حواريها الضيقة، ما يشكل خطراً على السكان.

مدينة السلام واحدة من تلك المناطق التى عُرفت مؤخرًا بانتشار تجارة المواد المخدرة بين أرجائها، وذلك لأنها مدينة حدودية تتبع محافظة القاهرة وتعتبر بوابة طريق مصر - إسماعيلية الصحراوى، كما تربط بين أكثر من مدينة فى عدة محافظات، مثل بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، والخانكة التابعة لمحافظة القليوبية.

ليس ذلك فحسب، بل ترتبط بصورة كبيرة بمدينة العبور، بالإضافة إلى قربها من المرج، التى تضم موقفًا كبيرًا للأقاليم، وكل ذلك جعلها بيئة خصبة لتجارة المخدرات، علاوة على كونها ملجأً للخارجين عن القانون، الذين حولوها إلى وكر كبير للمحرمات.

وتضم مدينة السلام أيضاً ورشًا لصناعة المواد المخدرة، وتشكيلات عصابية تعتمد على تجنيد الأطفال بعد إغرائهم بالمال، ليكونوا ساترًا بينهم وبين رجال الشرطة.

ورصدت «الفجر» خلال التقرير التالى المناطق التى تكثر بها تجارة المواد المخدرة داخل مدينة السلام، وهى: "النهضة، الجبل، إسبيكو، شارع السوق، والقسم".

واعترف أحد السكان أن هذه المناطق انتشر بها عدد كبير من ورش تصنيع المخدرات داخل الشقق السكنية، بالإضافة إلى استغلال «الديلر» للعقارات المهجورة فى التصنيع وإتمام عملية البيع والشراء، لكن الغريب أنهم دائما يعرفون مواعيد الحملات الشرطية ويكونون مستعدين لها.

وعن الأسعار قال أحد المتعاطين: «وصل سعر صباع الحشيش إلى 150 جنيها، والاستروكس بـ20 جنيها، وفى بعض الأماكن يباع على قدر النقود، شوية بـ10 أو بـ15 جنيها ويباع فى أكياس صغيرة، ويسميه الشباب كيف الغلابة».

أما فيما يتعلق باستغلال الأطفال فى تجارة المخدرات، أوضح أحد التجار –رفض ذكر اسمه-، أنه يلجأ إلى استخدام الأطفال، لاستحالة شك ضباط الشرطة فيهم، لذا يجذب التجار الأطفال الذين لديهم ميول انحرافية، خاصة المدخنين والمدمنين، فيجبرونهم على العمل فى تجارة المخدرات مقابل جرعات محددة، وبعد محاضرات ودروس شفهية من التاجر، يصبح الطفل جاهزاً كـ"ديلر" مسئول عن منطقة بمدينة السلام.

وتابع: «لكن بعض الأطفال يفضلون تقاضى رواتب، وتتراوح بين 100 و120 جنيها فى اليوم الواحد، وبعض التجار يفضلون التعامل من خلال نسبة الكمية الموزعة، ما يجعل الطفل يطمع فى المزيد من الأموال، فيضطر إلى توزيع أكبر قدر ممكن من المواد المخدرة، ويحصل كل طفل على كمية محددة من المخدرات، تكون معروفة من حيث الحجم والوزن». وعن عملية توزيع شحنات المخدرات داخل المدينة، فهى مهمة شخص واحد، هو أكبر تاجر مخدرات بالمنطقة، يكون مسئولا عن دخول الشحنة إلى السلام دون أن يرصده رجال الشرطة، بعدها يقسم الشحنة إلى حصص على التجار. وعلمت «الفجر» من أحد تجار المخدرات بمدينة السلام، أن حجم تلك التجارة تجاوز الـ50 مليون جنيه على أقل تقدير، وبعد زيادة أسعار المخدرات، أصبح العديد من التجار غير قادر على الشراء، لذا لجأوا إلى تكوين مجموعات، كل مجموعة منهم تكوِّن "جمعية" لشراء شحنة كبيرة، وبعد بيعها تقسم الأرباح عليهم، كل واحد بقدر المبلغ المدفوع.