ننفرد بنشر عقود تأجير إسماعيل سراج الدين لشقة 6 غرف قبل ترك منصبه بـ60 يومًا

منوعات

إسماعيل سراج الدين
إسماعيل سراج الدين


 شهيرة النجار

مكتبة الإسكندرية تتحمل جميع التكاليف حتى مارس 2020

المكتبة دفعت نصف مليون جنيه لتحويل الشقة إلى مكتب "المدير المؤسس".. ووفرت له سيارة بالبنزين وسائقا لا يفارقه


بمجرد نشر مقالى فى العدد الماضى، الذى ذكرت فيه أن الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية يدفع إيجارا شهريا عن إقامته بفندق سيسل الإسكندرية 15 ألف جنيه وليس 200 ألف جنيه، كما ادعى بعض رواد السوشيال ميديا، انهالت علىّ الاتصالات التليفونية، من بعض المثقفين والمهتمين بالشأن العام، واتهمنى البعض بأننى انضممت لصفوف «المطبلاتية»، وأن لى مصلحة فى الدفاع عن الفقى.

وهنا أوضح، أننى لم أدخل باب مكتبة الإسكندرية منذ حضور الفقى إلا مرة واحدة، لمقابلته وبناء على طلبه، بعد رفضى مرات عديدة، ومن يومها لم أدخل ولم تتم دعوتى حتى لحضور أى مناسبة داخلها، حتى إن رئيس المكتبة بنفسه سأل المسئولين بمكتب الإعلام لديه عن عدم توجيه الدعوة لى، وكتبت له آنذاك «يبدو أن لهم أغراضا معينة».

ليس ذلك فحسب، بل انتقدت الفقى فى تلك الصفحة مرات عديدة، وتبنيت بعد لقائى به حملة الإبقاء على الموظفين الدائمين، ودخلت فى صدام معه لثباتى على موقفى تجاه هؤلاء الموظفين، وفى النهاية الرجل وجد أن هذا الأمر يحتاج حقا لوقفة، وتم الابقاء عليهم بعد مشكلة استمرت 18 عاماً، منذ إسماعيل سراج الدين، وحينها بادرت بتحيته، قائلة: شكرا مصطفى الفقى.

كل هذا يعنى أننى لست معه أو ضده طول الخط، أنا مع موقف وكلمة حق ورؤية أتبناها، ونشرت العدد الماضى ما تم أمامى يوم لقائى بالفقى، حول إقامته وتكلفتها، وكان الحوار يدور أمام عدد من العاملين بالمكتبة، وأمام ملك الجاز الصديق يحيى خليل، فوددت أن أنقل أمراً كنت شاهدة عليه.

ثم كان هجوم البعض، أن الفقى شخصياً صرح قبل مقال العدد الماضى بأنه يدفع ثمن الإقامة من حسابه الشخصى، وتم نشر ذلك على الموقع الرسمى لمكتبة الإسكندرية، ثم تم رفعه وتناقلته بعض الصحف اليومية، ثم جاء كلامى أن المكتبة تدفع مبلغ الـ15 ألف جنيه، فمن الأصدق؟، وهنا أوضح أننى رجعت للفقى فى هذه النقطة، فقال حرفياً: «نعم صرحت بذلك لأن المكتبة تعطينى بدل إقامة مالياً، وأنا أدفع منه للفندق، يبقى من جيبى الخاص وبعدين أنا أكبر من كده، ونقفل الموضوع كاملا».

أكرر، أنا لست ضد أو مع الفقى، وإن تعجبت من بعض مواقفه بالمكتبة، لكن وددت أن أقول شهادة عايشتها.

فى السطور التالية، أود أن أتحدث عن موضوع مهم، خاص بالدكتور إسماعيل سراج مدير مكتبة الإسكندرية السابق، ويتعلق بوضعه الحالى داخل المكتبة، لأن بين يدى عقد إيجار شقة رقم 6 بالطابق الأول علوى، فى العقار رقم 13 شارع عبد الحميد بدوى بالأزاريطة، مكونة من ست غرف وريسبشن وحمامين ومطبح، بغرض تأجيرها لمقر إدارى من قبل مكتبة الإسكندرية للدكتور إسماعيل سراج الدين، كمكتب له، تحت اسم «المدير المؤسس».

والحقيقة لم أسمع قبلاً بهذا المصطلح، إلا عند جمعى للمعلومات حول هذا الأمر، فالدكتور سراج الدين قبل خروجه من المكتبة بشهرين تقريباً أبرم فى أبريل عام 2017 عقدا لإيجار تلك الشقة من السيدة «م.إ.ف.و،ت»، المقيمة بلوران، لمدة ثلاث سنوات، تبدأ من أبريل 2017 وتنتهى فى 31 مارس 2020، غير قابلة للتجديد، إلا بموجب عقد واتفاق جديد، وقيمة الإيجار الشهرى 13 ألف جنيه، يتم دفع كل ستة أشهر منها دفعة واحدة مقدماً.

وهذا يعنى أنه تم دفع الدفعة الأولى 78 ألف جنيه، ثم يتم سداد الستة أشهر التالية بذات القيمة، بشيك بنكى حتى مارس 2018، أما المدة من أبريل 2018 حتى سبتمبر 2018 تزيد القيمة بنسبة 10٪، ليصبح الإيجار الشهرى 14300 جنيه، وبذلك الإيجار للستة أشهر 85800 جنيه، وكذلك الستة أشهر التالية له بذات القيمة.

أما بداية السنة الثالثة من أكتوبر 2019 حتى سبتمبر 2020، تزيد القيمة الإيجارية 10٪ لتصبح 15730 شهرياً، يعنى عن الستة أشهر 94380 جنيها، والستة أشهر الأخيرة من العقد شرحه، وتم دفع تأمين 13 ألف جنيه قبل التعاقد، على أن تتحمل مكتبة الإسكندرية «المستأجر» قيمة دفع استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، وكذلك يتم دفع نصيب الوحدة من أعمال الحراسة وقيمة الخدمات والنظافة الدورية للعقار.

كل ما سبق يعنى أن مكتبة الإسكندرية تتكلف دفع الإيجار الشهرى، الذى أصبح حتى كتابة هذه السطور 14300 جنيه تدفع مقدماً ستة أشهر، بالإضافة إلى الكهرباء والمياه والغاز وأعمال الحراسة بالعقار والنظافة، حتى يكون مقراً للدكتور إسماعيل سراج الدين بعد خروجه من المكتبة تحت بند المدير المؤسس، هل هذا فقط؟

بالطبع لا، حيث تكبدت المكتبة تجهيز الشقة وتحويلها إلى مكتب بإجمالى 480 ألف جنيه، وبتعليمات مباشرة من سراج الدين، وقت وجوده رئيساً للمكتبة، ونائبته هدى الميقاتى، التى ما زالت تشغل نفس المنصب حتى الآن، هل هذا فقط؟، لا يا سادة، وإنما يوجد بالمكتب موظفة كبيرة وسكرتيرة وعامل بوفيه وعامل نظافة، تتكبد المكتبة رواتبهم شهرياً، هل هذا فقط؟، أكيد لا، إذ تحصل الدكتور سراج الدين أيضاً على سيارة بالسائق والبنزين، والمكتبة هى التى تدفع راتب السائق، لأنه متواجد معه طوال اليوم، وهذا له راتب خاص، علاوة على ثمن البنزين.

لن أستخدم الآلة الحاسبة وأقول الرقم الشهرى الذى تتكلفه المكتبة شهرياً، من إيجار شهرى ورواتب الموظفين وصيانة العمارة وفواتير الكهرباء والمياه والغاز، بالإضافة إلى راتب السائق وثمن البنزين، احسبوها أنتم بخلاف المبلغ الأول الذى تم دفعه لتأسيس المكتب، وتأتى الأسئلة، لماذا كل هذا، وهل يتقاضى سراج الدين بعد ذلك راتبا، وما هو عمله الحالى بالمكتبة مقابل كل هذه النفقات؟

الإجابة عند سراج الدين نفسه، أما عن كونه يتقاضى راتبا من المكتبة، فبحسب مصادرى الخاصة لا يتقاضى أجرا، ويرأس حاليا داخل المكتبة مركزا علميا، كان قد أنشأئه أثناء رئاسته للمكتبة، تحت اسم مركز إسماعيل سراج الدين للبحوث العلمية، له ميزانية يمولها من مشروعات جهات مانحة، على غرار مركز زاهى حواس للمصريات بالمكتبة، ومركز مجدى يعقوب لطب القلب أيضا، وهو حاليا يتردد على الإسكندرية أياما قليلة، لأنه تم تعيينه مستشارا للأمام الأكبر لشئون المكتبة أيضا.

ويبقى سؤال، يعنى إيه مكتب المدير المؤسس، هل إسماعيل سراج الدين هو مؤسس مكتبة الإسكندرية؟، أتذكر أن أول مدير لمكتبة الإسكندرية أجريت معه عدة حوارات فى نهاية تسعينيات القرن الماضى، أثناء فترة تأسيس المكتبة، وهو الدكتور محسن زهران، يعنى المؤسس هو محسن زهران وليس إسماعيل سراج الدين.

هل ما يتم قانونى، هل أموال مكتبة الإسكندرية كثيرة إلى هذا الحد؟ ؟ الإجابة ليست عندى، لكن ما أعلمه أن بعض الجهات بالدولة تحقق بالأمر، مكتب باسم المدير المؤسس وهو ليس مؤسس المكتبة، ولماذا كل هذه الأموال الشهرية والمفترض أننا دولة فقيرة وأعلنا حالة التقشف، لا أعلم مدى قانونية أن يقوم سراج الدين بإصدار أوامره باستئجار الشقة لتكون مقرا له بعد خروجه وبأموال المكتبة تحت اسم المدير المؤسس.