نادية صالح تكتب: من ذكرياتى "1-2"

مقالات الرأي



لن أنسى مفارقة تسجيل حلقة زيارة لمكتبة محمد عبدالوهاب حيث كان أيقونة لا يقترب منها الكثيرون وأردت أن أكون من القلة لأحصل على هذا الشرف


- تصوروا أن يوم 6 أكتوبر 1973 لم يكن فقط موعدا للحرب وللانتصار التاريخى لمصر حيث كان إخفاء توقيت الحرب قد وصل إلى قمته، وقد كنت أنا والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد على موعد فى صباح ذلك اليوم ــ حوالى العاشرة صباحا ــ مع الفنان الكبير يوسف وهبى لنسجل برنامجا كانت تعده الصديقة سكينة بعنوان «قالوا ويقولون» نقارن فيه بين أقوال الشخصيات العامة وكيف يمكن أن تتغير أو تثبت على حالها، وما أن انتهى وقت التسجيل مع الفنان الكبير وكان ذلك فى شهر رمضان طبعا حتى نزلت أنا والسيدة سكينة وما كدت أرى عربة الذرة المشوى التى فاحت رائحتها حتى جريت إليها لأشترى الذرة الذى أحبه كثيرا لأتناوله بعد الإفطار، ولكن الرجل نظر إلى مستغربا وقال لى «يا ست ذرة إيه وبتاع إيه، خلينا فى اللى إحنا فيه.. اسمعوا الراديو.. هجمنا أهوه على إسرائيل» هنا انتبهنا وملأنا الخبر بالدهشة والانفعال والفرحة فى نفس الوقت، وركبنا سيارة الإذاعة سريعا وذهبنا إلى مبنى الإذاعة بماسبيرو، وصعدنا وقابلنا بابا شارو والأستاذة صفية المهندس، حيث قال بابا شارو الستات يروحوا النهارده وبعد كده حنشوف.. حاولنا مناقشة الأمر لنقول إننا على استعداد للتواجد ولكنه رفض فعدنا إلى منازلنا بجوار الراديو وأمام التليفزيون، وأما أن استدعونا حتى كنا جنودا إعلاميين بمعنى الكلمة ولعل الأيام أرادت أن يرتبط هذا التاريخ بيوسف وهبى وأقواله وسكينة فؤاد وبرنامج «قالوا ويقولون» لتكون ذكرى تحمل مفارقات ومعانى لا تمحوها الأيام.

- لن أنسى مفارقة تسجيل حلقة زيارة لمكتبة محمد عبدالوهاب حيث كان عبدالوهاب أيقونة لا يقترب منها الكثيرون وأردت أن أكون من تلك القلة لأحصل على هذا الشرف، وقلت لرئيستى يومها إننى اتفقت مع الأستاذ عبدالوهاب ولم يكن هذا صحيحا، لذلك قررت يومها أن أذهب إلى منزله فى الزمالك وطلبت من العاملة التى فتحت لى الباب أن تخبر الأستاذ أننى حضرت دون موعد وأرجو أن يحدد لى موعدا أو أن أتصل به لتحديد موعد لتسجيل برنامج «زيارة لمكتبة فلان» وعندما طلبت منى العاملة أن أدخل لأنتظر الرد قلت لها: سوف أغلق الباب وأنتظر بالخارج لأننى لم آخذ موعدا مسبقا وأننى أرجو إخبار الأستاذ والرد على، وقد كان أن عادت إلى وأخبرتنى أن الأستاذ سوف يستقبلنى بغرفة الاستقبال، وعندما قابلنى ضحك كثيرا للمفارقات التى تحدث بين الزملاء نتيجة المنافسة وقال: «طيب حيقولوا تأثرت بكلامك وخلاص» ويومها تحدد الموعد وبعدها تم تسجيل مكتبة الأستاذ محمد عبدالوهاب وكانت أولى المكتبات التى قمت بتسجيلها لبرنامجى «مكتبة فلان» وظل الأستاذ محمد عبدالوهاب هو الضيف الأول دائما والذى تفاءلت به ليكون فى مقدمة ضيوفى.. ولن أنسى صوته وهو يردد أشعار أحمد شوقى ونزار قبانى وحافظ إبراهيم.

ومازالت الذكريات تمضى وإلى لقاء..