من فوق سقالات جامع طنبغا المارداني.. مرمم آثار يوضح مراحل إصلاح المسجد (فيديو)

وعن الترميم الدقيق قال حسني في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إنه عبارة عن إظهار أصل الزخارف والمحافظة على لونها الأصلي، عن طريق لصق القطع الدقيقة التي قد تسقط من الزخارف والحفاظ عليها، وهو الأمر الذي يتطلب أدوات حساسة ومواد كيمائية تستخدم بنسب معينة. 

وأضاف حسني، أن هذا الأمر لا يبدأ إلا بعد إجراء اختبارات على عينة من الزخارف، والتي تستمر لفترة طويلة، حيث أن الاختبار على مساحة أربعة أمتار من الأسقف الخشبية لجامع المارداني استغرقت أسبوعين. 

وأشار إلى أنه بعد المرحلتين السابقتين من تنظيف ميكانيكي، وترميم دقيق المشتمل على التثبيت والتدعيم تأتي المرحلة الأخيرة، وهي إضافة لون بسيط للون الأصلي كي يظهره ويكون خفيف للغاية بحيث لا يؤثر على أصل الأثر. 

وعن الاستعاضة أو البناء في الآثار قال حسني، إن هذا الأمر له قواعد صارمة، حسب ميثاق فينيسا الدولي، حيث أن المسموح به كبناء للأثر يجب ألا يتجاوز 10 % من أصله، وخلاف ذلك يخرج المكان عن أثريته، لذلك فهناك حرص شديد في الترميم. 

وعن مخاطر المهنة قال علاء حسني أخصائي أول ترميم، إن أكبر مخاطرة تواجه المرمم هو الارتفاعات العالية، فمثلًا ارتفاع السقالات في جامع المارداني تبلغ ثمانية أمتار، ولو أن المئذنة تحتاج لترميم فسنكون على ارتفاع مائة متر، أما المخاطرة الثانية، فهي المواد الكيميائة المستخدمة والتي يجب ارتداء الكمامة عند استخدامها، وفي بعض المواد يتم ارتداء القناع الواقي. 

وعن المرمم المصري ومهارته قال حسني، إن المرمم المصري لا يقل مهارة عن أي مرمم آخر في العالم بل قد يتفوق عليه في كثر من الأمور وذلك راجع لكثرة تدريبه، ويضيف أنه انتدب للعمل في الكثير من الدول كالبحرين وأمريكا، ولكن ينقص المرمم المصري دائمًا الإمكانات سواء التقنية أو في نوعيات المواد المستخدمة. 

جاء ذلك على هامش زيارة الدكتور خالد العناني وزير الآثار لجامع طنبغا المارداني، لمتابعة أعمال الترميم الجارية به، حيث جرى توقيع مذكرة في نهاية مايو الماضي بين وزارة الآثار ومؤسسة الأغا خان - مصر للخدمات الثقافية - مصر، لترميم مسجد الطنبغا، والمذكرة تهدف بشكل أساسي إلى تنفيذ مشروع ترميم المسجد، الممول من الاتحاد الأوربي وشركة آغاخان، تحت عنوان "التراث الثقافي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية".