نساء الرهبنة.. محرومات من الرئاسة الروحية للدير أو عضوية المجمع المقدس ودورهن إدارى فقط

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


عقب وفاة الأنبا بيشوى، أسقف كفر الشيخ ودمياط، رئيس دير الشهيدة دميانة للراهبات، انتشرت فى أوساط الكنيسة الأرثوذكسية أقاويل عن تولى وكيلة الدير، رئاسة الدير الموجود فى برارى دمياط ويعتبر أشهر أديرة الراهبات بمصر، والوحيد من بينها الذى لا تترأسه راهبة، فى تذكير دائم بأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحرم الراهبات من أى رتبة كهنوتية.

توجد فى مصر، نحو 7 أديرة للراهبات من بينها ديرى مارجرجس وأبو سيفين بمصر القديمة، والأخير جاءت شهرته بسبب رئيسته الراحلة الأم إيرينى، والتى كانت محبوبة وسط الأهالى المحيطين بالدير، بالإضافة لدير الأمير تادرس بحارة الروم فى منطقة الغورية، ودير السيدة العذراء ودير مارجرجس للراهبات فى حارة زويلة بجانب دير أبو سيفين بسيدى كرير فى غرب الإسكندرية، بالإضافة لعدة أديرة للمكرسات (فتيات اخترن البتولية والتفرغ للعبادة مثل الراهبات ولكنهن يخدمن وسط المواطنين العاديين) إلا أن أديرة المكرسات عادة ما يترأسها أسقف الإيبارشية مثل دير الأنبا إبرام بالفيوم وبرسوم العريان بالمعصرة.

يقول القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، إن رئاسة المرأة لدير تختلف بشكل كبير عن رئاسة الرجل، لأنها غير حاصلة على رتبة كهنوتية وهو ما يعنى أنه ليس لها سلطة لسماع اعترافات الراهبات أو إقامة قداسات.

واقعياً فإن الراهبة التى تتولى رئاسة دير يكون دورها تنظيم الأمور الإدارية فقط، بينما تخضع جميع الممارسات الروحية، لأب كاهن يكلفه الأسقف المسئول عن الدير، لإقامة القداسات وسماع اعترافات الراهبات، بشروط منها أن يكون هذا الكاهن متقدماً فى السن، وأن يزور الدير فى أوقات محددة دون السماح له بالمبيت.

وحسب صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشى، فى شبرا، فإن الراهبات الموجودات فى أى دير يعملن لتوفير دخل يكفى احتياجات الدير، وكذلك لشغل جزء من الوقت، بشرط أن يكون العمل مناسباً لقدرة الراهبات، وطبيعة الدير نفسه سواء كان فى قلب الصحراء أو قرب الكتل السكنية، بتصنيع الأغذية فى الأولى أو العمل فى مشغل بالثانية.

وتعتمد غالبية أديرة الراهبات، أو المكرسات على إنتاج المواد الغذائية نصف المصنعة وكاملة التصنيع والمجففة، وكذلك إنتاج المشغولات اليدوية والملابس وبعض أعمال الخشب البسيط «الأركيت»، وتصنيع الشمع، بينما فى دير أبو سيفين بسيدى كرير، تعمل الراهبات فى الزراعات البسيطة مثل نباتات الزينة وكذلك تربية الطيور أو أسماك الزينة.

ويشتهر دير أبو سيفين للراهبات بمصر القديمة بصناعة الملابس والتطريز، حيث تصنع الراهبات ملابس البطريرك وأغلب الأساقفة والأزياء الكهنوتية والرهبانية بشكل عام، وتخضع جميع أديرة الراهبات لإشراف عام من الأنبا دانيال، أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، عضو لجنة الرهبنة وشؤن الأديرة بالمجمع المقدس.

ويقول مصدر كنسى إن رئيسات الأديرة لا يمكنهن أن يكن عضوات بالمجمع المقدس، والذى يضم الأساقفة ورؤساء الأديرة، وهو ما يعد انتقاصاً من حقهن فى عضوية المجمع والذى تصدر عنه قرارات مهمة تتعلق بالكنيسة والرهبنة والأديرة، لافتاً إلى أن هذا الانتقاص من حق المرأة يمكن مراجعته وفى هذه الحالة يمكن أن تحصل نساء الكنيسة على مساندة من جانب البابا تواضروس الثاني، رغم أن كثيرًا من أعضاء المجمع المقدس يعارضون الفكرة من حيث المبدأ.

ورغم أن أديرة الراهبات تضم عدداً كبيراً منهن إلا أنها لا تمثل مركز قوى مقارنة بأدير وادى النطرون بالبحيرة أو أديرة البحر الأحمر أو الصعيد لأن الأخيرة تتمتع بقدرة مالية قوية وتسمح أديرة الرجال بالاستعانة بعمال معاونين فيما لا يتم السماح لأديرة الراهبات سوى باستقدام عدد محدود من الفتيات للمشاركة فى المشغل الخاص بالدير.