في ذكرى رحيل محمد كمال المصري.. خصصت له النقابة 10 جنيهات معاشًا ومات وحيدًا

الفجر الفني

محمد كمال المصري
محمد كمال المصري


هو ناظر المدرسة في سلامة في خير، وهو الأسطى عكاشة صاحب صالون دقن الباشا في الآنسة ماما، وهو شملول زوج ضريبة هانم في عفريتة إسماعيل ياسين، وهو مرقص في حسن ومرقص وكوهين، هو شرفنطح، الفنان محمد كمال المصري أسطورة الكوميديا الراقية المنسية، الذي أضحك الجماهير إلا انه مات وحيدا فقيرا باكيا، واختار لنفسه اسم شرفنطح وهو إحدى الشخصيات التي أداها في إحدى مسرحياته.

ولد محمد كمال المصري في 18 أغسطس 1886 في حارة ألماظ في شارع محمد علي، وكان والده معلما بالأزهر، وأراد لابنه مستقبلا تعليميا جيدا فألحقه بمدرسة الحلمية الأميرية وهناك تكونت أول فرقة مدرسية للتمثيل، وكان الطالب محمد كمال المصري أحد أعضائها، وكان أول أدواره في فرقته المدرسية هو بائع أحذية، وحاز على استحسان زملائه بالمدرسة ومدرسيه، وشجعه هذا على الالتحاق بمسارح الهواة مقلدا الشيخ سلامة حجازي في أدواره، حتى أطلقوا عليه سلامة حجازي الصغير.

عمل بعد ذلك في عدة فرق مسرحية مثل جوقة سيد درويش، وفرقة جورج أبيض، وفرقة نجيب الريحاني، وأدى معه مسرحية صاحب السعادة كشكش بيه التي حققت نجاحا ذائعا في وقتها، وكان منافسا قويا لعملاق الكوميديا نجيب الريحاني، اجتذبته السينما عام 1928، و قدم أول أدواره في فيلم سعاد الغجرية مقابل أجر 50 جنيه ، وكان آخر أدواره عام 1954 في فيلمي عفريتة إسماعيل يَـس وحسن ومرقص وكوهين.

هاجمه مرض الربو وقرر الاعتزال والانزواء في مسكنه الصغير بـحارة ألماظ، وعانى الفقر والوحدة بعد أن انصرفت عنه الأضواء، ولم يبق بجانبه سوى زوجته حيث أنه لم ينجب أبناء، ويشاء قدره أن يتهالك بيته وتخليه البلدية، فيجمع عزاله البسيط ويركب تروماي القلعة ليقيم بحجرة صغيرة هناك، فخصصت له النقابة عشرة جنيهات معاشا شهريا بالكاد كان يكفي دواءه ، وعاش سنوات من الوحدة والانعزال.

توفي محمد كمال المصري في 25 أكتوبر 1966 عن عمر يناهز 80 عاما، ولم يعلم أحدا بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش ، و حين طرق بابه و لم يفتح خرج الجيران ليقولوا له: "البقية في حياتك، عم شرفنطح مات".