"إيسنا": النساء "ضحية" البطالة في إيران

عربي ودولي

النساء الايرانية
النساء الايرانية


كشفت أرقام رسمية صادرة حديثا في إيران عن ارتفاع مطرد بمعدلات البطالة بين أوساط النساء في ظل الظروف المعيشية الطاحنة الناتجة عن سياسات اقتصادية حكومية خاطئة، وفق مراقبين.

 

إحصاءات على أساس سنوي كشف عنها مؤخرا مركز المعلومات الاستراتيجية التابع لوزارة العمل والرفاه الإيرانية، تفيد بانخفاض معدل القوى العاملة النسائية بمقدار 32.3 %، حسب آخر تسجيل للبيانات في نهاية شهر مارس الماضي.

 

وتشير تلك الأرقام، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إلى أن نسب البطالة بين النسوة الإيرانية تأخذ منحى تصاعديا.

 

 ويهدد هذا الأمر فرص حصول المرأة على وظائف خاصة في ظل اضطراب أوضاع الاقتصاد المحلي، وتهاوي قيمة العملة المحلية بمقدار الثلث أمام الدولار الأمريكي مؤخرا.

 

 

وبلغ معدل النمو سنويا في نسب العاطلات عن العمل داخل إيران نحو 3.8%، بزيادة سجلت مليون و37.500 ألف شخص.

 

وصلت أعداد البطالة النسائية إلى مقدار الثلث في نحو 30% من الأقاليم الإيرانية؛ فيما سجلت حصة المرأة العاطلة النصف من مجموع العاطلين بأقاليم أخرى مثل كرمان "وسط"، وجلستان "شمال شرق"، بحسب أرقام وزارة العمل الإيرانية.

 

 

وعزت وكالة "إيسنا" نقلا عن خبراء اقتصاديين، تصاعد نسب البطالة النسائية في البلاد لأسباب عدة أبرزها تغيير السياسات الاقتصادية مع تعاقب الحكومات، إلى جانب المنحى التنازلي للاقتصاد المحلي.

 

ونقلت الوكالة عن "فتح الله بيات" رئيس اتحاد عمالي محلي قوله إن النساء الإيرانيات تواجهن ظروفا شاقة في بيئة العمل، تشمل إهدار حقوق تأمينية وكذلك العمل لساعات طويلة دون أجر إضافي.

 

وأكد "بيات" أن فرص حصول النساء على وظائف داخل بلاده أقل كثيرا مقارنة بالرجال؛ فيما رصدت "زهرا قمشي" خبيرة الاقتصاد وعلم الاجتماع انخفاض معدلات الوظائف للعنصر النسائي منذ بداية حكم الرئيس الحالي حسن روحاني، على الرغم من وعود حكومته بتحسين تلك الأوضاع.

 

 

وشددت "قمشي" على أن زيادة المصاعب الاقتصادية على كاهل الأسر قد دفع النساء إلى البحث داخل الأسواق المحلية عن مداخيل شهرية لتدبير النفقات المعيشية، على الرغم من تفضيلهن العمل من المنزل في السنوات الماضية.

 

تعد نسبة مشاركة المرأة الإيرانية في القوى العاملة واحدة من أدنى المعدلات في العالم مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، وهو ما يعزى بالأساس إلى انخفاض معدلات مشاركة إيران بشكل عام في العالم وتدهور حاد في الاقتصاد.

 

وكشفت تقارير صادرة عن مركز الإحصاء الحكومي الإيراني في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن نسبة البطالة المقنعة في إيران في الفترة 2016 - 2017 بلغت نحو 22.5%، أي ما يزيد بنسبة 10% تقريبا عن معدل البطالة الرسمي.

 

ومن بين 3.2 مليون شخص عاطل عن العمل في الفترة 2016-2017، كان أكثر من 1.3 مليون أو 42% من السكان العاطلين عن العمل يحملون شهادات جامعية. ويأتي هذا في حين أن 24% فقط من حملة الوظائف في العام نفسه هم من خريجي الجامعات. وهذا مؤشر واضح على عدم التوازن بين العرض والطلب على القوى العاملة المتعلمة.