طارق الشناوي يكتب: طلاق وزواج بإيقاع «"التانجو"!!

الفجر الفني

بوابة الفجر


مرت قبل أيام ذكرى الموسيقار الذى لا يغيب إبداعه عن حياتنا، فهو (تملى فى قلوبنا)، الموسيقار الذى حظى بأرفع الأوسمة العربية، وآخرها قبل نحو عام من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فهو مُبدع موسيقى السلام الوطنى الجزائرى، بينما نحن لم نمنحه سوى التجاهل والنكران.

لدى دائما الكثير الذى أرويه عن محمد فوزى، الأول عن تلك العلاقة الحميمة التى لم يهدأ لهيبها رغم خيانته لها والتى أدت لطلاقه من مديحة يسرى، كما أن لى تساؤلا ثانيا يؤرقنى منذ زمن ولا أجد عندى إجابة قاطعة، وهو: لماذا لم يلتق صوت عبدالحليم بأنغام فوزى؟ أحاول أن أقدم لكم إجابة السؤال الأول.

كنت فى طريقى إلى باريس لحضور مهرجان معهد العالم العربى للسينما 2006، وجاء مقعدى بجوار الفنانة الكبيرة «مديحة يسرى»، وبين الأرض والسماء فى رحلة تستغرق أربع ساعات، ومع كل مطب هوائى كانت ترتفع معه أيضا حاستى الصحفية للذروة، وبدأت فى مداعبة مديحة يسرى بمطبات صحفية، وانطلق حديث الذكريات، وقالت الكثير والمثير عن «فوزى» و«عبدالوهاب» و«العقاد» و«عبدالحليم» و«عزالدين ذوالفقار» وعشرات من الحكايات الأخرى.. وأقدم لكم هذه المرة حكايتها، مع «فوزى»، كنت أتعجب بعد كل هذه السنوات حيث رحل «فوزى» عام 66، إلا أن «مديحة يسرى» لا تنساه، كان طليقها وتزوج بعد الطلاق من «كريمة» فاتنة حى «المعادى»، ومات بين أحضان السيدة «كريمة» التى طلب منها الزواج فى نهاية الخمسينيات، وهو يراقصها على إيقاع (التانجو)!!.

«مديحة يسرى» لم تضع خطا أسود على ذكرياتهما معا، طلبت منه الطلاق فاستجاب أيضا على إيقاع (التانجو )!!.

ضبطته متلبسا بالخيانة.. الغريب أنها لا تتذكر «فوزى» إلا بكل الحب، قالت بعد الطلاق بساعات قلائل طلبت منه أن يوجه لى الدعوة لنتعشى معاً، ونرقص معا فى أحد الفنادق فقال لى الطلاق الذى أصررتى عليه قرار مجنون والعشاء أجن منه، إلا أنه داعبها قائلا وأنا أجن منك ومنه، كان قد طلب منها التكتم على الخبر خوفا من ملاحقة الصحافة، ووجد فى رقصهما معا دليلا ملموسا على نفى الطلاق.

قال لها سنظل أصدقاء، خاصة أن هذا الزواج منحهما أروع هدية ابنهما «عمرو» بطل (الكاراتيه) والذى مات شابا!!

ملحوظة: ظلت «مديحة يسرى» حتى رحيلها لا تعترف بغيابه وأقنعت نفسها بأنه فقط سافر وسيعود.

سألتها: لماذا لم تغفر خيانة فوزى؟ أجابت: لم تكن الأولى، وأضافت أقام علاقة مع فنانة، وقبل أن أسأل أكدت لى لم تكن شادية ولا صباح، الخيانة جاءت من طرف ثالث!!

عند تشييع الجثمان حمل عشاق فوزى النعش من وسط المدينة إلى المقابر فى البساتين، شهد العزاء ثلاث سيدات اتشحن بالسواد وانهمرت عيونهن بالدموع: زوجته كريمة وطليقتاه، أم أبنائه هداية، ومديحة يسرى، كل منهن كانت لديها أسبابها لتعتبره الرجل الأول فى حياتها. غدا أفكر معكم بصوت مقروء، لماذا لم يغن عبدالحليم من ألحان فوزى، أو الأكثر دقة: لماذا لم يلحن فوزى لعبدالحليم؟!!.