خبراء عن معركة الواحات في ذكراها الأولى: بداية فعلية لاندحار الإرهاب

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


شهدت منطقة الواحات، ثلاث ساعات على الأقل من الاشتباكات، أثناء الهجوم الإرهابي، الذي وقع قبل عام من الآن، وأسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، ومصرع عدد من هذه العناصر، وقامت القوات بتمشيط المناطق المتاخمة لمحل الواقعة، ورغم ذلك، فسرها الخبراء، بأنها بداية فعلية لاندحار الإرهاب.

معركة الواحات
في الذكرى الأولى لمعركة الواحات، التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 2017م، نسترجع البيان الرسمي لوزارة الداخلية، حيث صرح فيه مسئول مركز الإعلام الأمني، أن قطاع الأمن الوطنى وردت إليه معلومات تفيد باتخاذ بعض عناصر الجماعات الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكانًا لاختبائها.

وكشف مسؤول مركز الإعلام الأمني، أنه تم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر، وحال اقتراب القوات وإستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران. 

أسفر تبادل إطلاق النيران وفقًا لبيان الداخلية عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، ومصرع عدد من هذه العناصر، وقامت القوات بتمشيط المناطق المتاخمة لمحل الواقعة.

بداية اندحار الإرهاب
هشام النجار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يقول إن معركة الواحات وسقوط الإرهابيين الذين اعتدوا على القوات الأمنية المصرية وقتلوا الضباط غدرًا هي بداية فعلية لاندحار الإرهاب وتصفية الخلايا الإرهابية في ليبيا فسقوط عادل عبد الحميد مساعد العشماوي وخليته كان مقدمة لسقود عمر رفاعي سرور ثم العشماوي لاحقًا.

وأوضح "النجار"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن حادث الواحات مؤثر وكاشف من عدة زوايا الأولى أنه أظهر المؤامرة على الدولة المصرية والتي يعد لها ويخطط من خلال ميليشيات مسلحة ممولة من قوى إقليمية وأجهزة مخابرات دول خارجية بغرض إسقاط الدولة المصرية وإضعاف مؤسساتها واستنزاف أجهزتها الأمنية، ووضح حجم الإعداد ومستوى ضخامة المؤامرة، لافتًا إلى أن التنظيم لا يقتصر على حضوره فحسب ونشاطاته في الداخل الليبي إنما مرتبط بشكل وثيق مع تنظيمات أكبر في منطقة الساحل والصحراء تحت قيادة الإرهابي الجزائري مختار بلمختار الملقب بالأعور أو مستر مارلبورو وهو ما ورد في اعترافات هشام العشماوي بعد القبض عليه.

 وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن المعركة كشفت علاقة التحالف بين الاخوان والقاعدة عبر رعاتهما قطر وتركيا وأن المراد والهدف الرئيسي من زرع الميليشيات المسلحة في ليبيا وتمكينها من السيطرة على مساحات ومدن استراتيجية بالعمق الليبي هو استهداف مصر من الغرب وإشعال الحدود الغربية لاستنزاف القوات المصرية هناك ولتشتيت القوى المصرية بين إرهاب على الحدود الشرقية في سيناء وإرهاب على الحدود مع ليبيا وصولا لإضعاف القدرة المصرية على الصمود ليسهل بعد ذلك فرض أمر واقع عبر سيطرة ميليشيات الاخوان والقاعدة على مناطق بالداخل المصري واستنساخ ما هو واقع بالمشهدين الليبي والسوري.

 وأردف "النجار"، قائلًا؛ إن "مصر بمساعدتها لليبيا ووقوفها بجانبها قد منعت كارثة كانت ستحل بالعرب وبالعالم وهي سيطرة التكفيريين والجهاديين المتطرفين ومعنى ذلك تحول ليبيا لبؤرة إرهابية ينطلق منها الإرهاب لكافة دول العالم وليس مصر فحسب".

نهاية التنظيمات الإرهابية
وأكد بشير عبد الفتاح باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن معركة الواحات، كانت بداية نهاية العمليات النوعية والتنظيمات الإرهابية في مصر.

وأضاف "عبد الفتاح"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه المعركة قضت على مصادر التمويل الواردة من ليبيا وغزة والتي أسفرت عن انهيار التنظيمات بسرعة، خاصة وأن الدولة المصرية حملت على عاتقها محاربة الإرهاب.

وأشار الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن عملية الواحات كانت بداية لخطة جديدة من قبل القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب، حيث انطلقت العملية الشاملة بعدها مباشرة.