عشماوي "سلم رجالته"

العدد الأسبوعي

الإرهابي هشام عشماوي
الإرهابي هشام عشماوي


أرشد عن مستشفى ضم 56 جريحًا من قيادات ومقاتلى القاعدة ومفتيهم الشرعى و50 من خصومه الدواعش

سقوط خلية "دعم لوجيستي" يتزعمها زوج شقيقة هشام عشماوى فى كرداسة

سار على خطى الظواهرى واعترف على الجميع


أخيراً «أسطورة» هشام عشماوى تدخل الاختبار!، فهل سيستمر «صندوقاً أسود» مغلقاً للإرهاب فى مصر والمنطقة حتى النهاية، أم يضحى بالجميع ويشترى نفسه عند اللزوم، تماماً كما فعلها من قبل زعيمه وأبوه الروحى أيمن الظواهرى، فى واقعة «الوشاية» الأشهر، والأكثر جدلاً فى تاريخ التنظيمات الإرهابية؟.

هذا السؤال بدأت تجيب عنه التسريبات الواردة من ليبيا، بحزمة مفاجآت كفيلة بالطعن فى أسطورة جسارة وصمود «المقنع»، كما تهدد بنسفها تماماً بعد الإعلان عن أن زعيم القاعدة فى مصر وليبيا، قد أدلى بمعلومات كاملة فى التحقيقات الأولية معه، عن أعداد وأماكن تواجد القيادات والمقاتلين الإرهابيين المتواجدين فى وسط وشرق ليبيا.

أكثر من 56 جريحاً ينتمون إلى تنظيم القاعدة يتواجدون داخل عدد من العمارات بحى المدينة القديمة فى درنة، كمستشفى لهم، وبحوزتهم كمية بسيطة جداً من الطعام، كشف عشماوى عن أماكن تواجدهم، بالإضافة إلى 50 مقاتلاً ينتمون إلى خصمه تنظيم «داعش»، ويتواجدون بمحور وسط ليبيا، ويقودهم الإرهابى «أبو البراء الليبى».

ليس هذا فقط فقد كشف عشماوى أيضاً خلال التحقيق الذى يخضع له من قبل الاستخبارات العسكرية الليبية، بأحد السجون السريّة بشرق ليبيا، أن المفتى الشرعى الجديد لتنظيم القاعدة أبوحفص الموريتانى، بعد مصرع عمر رفاعى سرور، لايزال متواجدا بمحور المدينة القديمة، وذلك وفقاً لبيان رسمى نشره منسوب لجهاز الأمن الداخلى بمدينة درنة، التميمى أم الرزم، عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك وتتداوله وسائل الإعلام.


1- الإرهابى على دين أميره

فى النهاية يبقى الإرهابى على دين أميره، فالتسريبات عن الاعترافات الأولية لـ «أبو عمر المهاجر/هشام عشماوى»، رجل الظواهرى الأول فى مصر وليبيا ليست فى حقيقتها إلا صورة بالكربون للاعترافات التاريخية لزعيم القاعدة، أيمن الظواهرى، الذى بدأ مشواره مع التنظيمات الإرهابية فى مصر بالإرشاد عن مكان أحد أفراد مجموعته، نبيل البرعى، وبحوزته الأسلحة والمتفجرات، وأيضاً الإيقاع بصديقه، عصام القمرى، ضابط المدفعية السابق، والوشاية بزملائه كانت «الخطيئة» التى طالما حاولت التنظيمات الجهادية فى مصر طمسها والتعتيم عليها، والتبرير لها وقت الحاجة، وقد وردت على لسان الظواهرى نفسه فى التحقيقات الرسمية، كما نشرها محامى الجماعات الإسلامية الشهير منتصر الزيات، فى كتابه «أيمن الظواهرى كما عرفته».

وقد اعترف أيمن الظواهرى مرتين على القمرى، فى الأولى عندما كشف عن مخبئه فى ورشة خراطة بمنشية ناصر، مملوكة لقيادى الجهاد، المهندس محمد عبدالرحيم الشرقاوى، لكن الأمن فشل فى القبض عليه، وفى المرة الثانية عندما اتصل القمرى بالظواهرى فى منزله، ولم يكن يعلم بالقبض عليه وحدد معه موعداً فى مكانهما المعتاد، وأرشد الظواهرى عن المكان وهو زاوية فى الكيت كات، وذهب فى الموعد المحدد، حيث كان الأمن قد أعد كميناً للقمرى وتم إلقاء القبض عليه، ثم أصبح أيمن الظواهرى بعد ذلك شاهد الإثبات ضده وضد أفراد مجموعته الضباط السابقين عبدالعزيز الجمل، وعونى عبدالمجيد، وسيد عباس، وجمال راشد، خلال محاكمتهم العسكرية.


2- لغز خلية أسيوط.. ومفاجأة خلية كرداسة

اعترافات هشام عشماوى التى تنفجر فى وجه المهووسين به وأسطورته، تنذر الآن برعب أكبر لكوادر وأعضاء «تنظيمات الدم» وأذرعها فى المنطقة، ومن يقفون وراءهم بمجرد الإعلان عن الدفعة الأولى من «ضحايا» الاعترافات، وذلك مع تصاعد المخاوف من محاولات تلك القوى والتنظيمات تهريبه أو تصفيته، وإعدام ما بحوزته من «كنز للمعلومات».

«الصيد الثمين» مطلوب لدى أطراف دولية وإقليمية متعددة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وفقاً لتصريحات سابقة للخبير الأمنى، العميد خالد عكاشة، بحكم أن عشماوى كان أحد أعضاء الخلية المصرية الليبية (خلية مدينة نصر/ أنصار الشريعة) التى نفذت الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنى غازى، وقتلت السفير الأمريكى بها عام 2012.

وهو ما يجعل واشنطن حريصة على الحصول على المعلومات الموجودة لدى عشماوى عن تلك الخلية، خاصة أن بعض عناصرها لا يزالون طلقاء، وأن مصادر المعلومات التى أمد بها إرهابيين ارتبطوا بتلك الواقعة لقى غالبيتهم مصرعهم، فى الفترة الأخيرة.

يأتى ذلك فى ظل التوقعات بإجراءات أمنية مشددة، ومسح أمنى شامل فى المحافظات، وتمشيط الشريط الحدودى الغربى الفاصل بين مصر وليبيا، للكشف عن أية خلايا فنية أو لوجستية يكون عشماوى قد شكلها عبر وسطاء لتنفيذ مخططاته الإرهابية فى الداخل، واستغلال ارتباكهم بعد ضربة القبض عليه.

فى نفس التوقيت، تسود حالة ترقب شديدة فى انتظار الإعلان عن الهوية التنظيمية لخلية إرهابية تضم 9 من العناصر الإرهابية تم ضبطها فى أسيوط، وما إذا كان أعضاؤها لديهم صلات أو ينتمون لتنظيم «المرابطون» بقيادة «أبوعمر المهاجر/هشام عشماوى»، وإذا كان لسقوطهم علاقة باعترافات عشماوى بعد القبض عليه أم لا.

وكان بيان لوزارة الداخلية، قد أعلن مصرع أعضاء الخلية الإرهابية داخل كهف جبلى بإحدى المناطق الوعرة الكائنة بطريق أسيوط/سوهاج الصحراوى الغربى، بدائرة مركز الغنايم، بعد اشتباكهم مع عناصر الأمن، وعثر بحوزتهم على أسلحة نارية متنوعة، ومواد لإعداد عبوات متفجرة، واعتزامهم التحرك خلال الفترة القادمة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية التى تستهدف المنشآت المهمة والحيوية بالبلاد.

كما أن المفاجأة أن الأجهزة الأمنية نجحت قبل أشهر أيضاً فى إسقاط خلية إرهابية يتزعمها زوج إحدى شقيقتى عشماوى نفسه، بكرداسة، كانت مهمتها الرئيسة جمع المؤن والسلاح والمستلزمات اللوجستية من طعام وشراب وتقنيات واتصالات، لتكون تلك التجهيزات تحت تصرف زعيم «المرابطون»، والتكوينات التابعة له داخل مصر.