بمشاركة الإمارات.. منتدى الأعمال العربي الإيطالي يبحث فرص الاستثمار

عربي ودولي

منتدى الأعمال العربي
منتدى الأعمال العربي الإيطالي


انطلقت، الأربعاء، في العاصمة الإيطالية روما أعمال الدورة الثانية من منتدى الأعمال العربي الإيطالي، بمشاركة وفد رسمي وتجاري رفيع المستوى من دولة الإمارات، يترأسه سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد.

 

وتشارك الإمارات في المنتدى باعتبارها "ضيف شرف" دورته الحالية، بجانب مشاركة وفود عدد من الدول العربية، وحضور نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال والشركات الاستثمارية من إيطاليا والدول العربية.

 

وبحث المنتدى -الذي تنظمه الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة- سبل توطيد الشراكات التجارية والاستثمارية، وتوفير منصة لاستكشاف فرص التعاون، ومواجهة التحديات في ظل التحولات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، مع تسليط الضوء على الإمكانات الواسعة لممارسة الأعمال في إيطاليا، والتركيز على دور القطاع الخاص في رفع مستويات التعاون الاقتصادي العربي الإيطالي.

 

وتأتي المشاركة في إطار زيارة موسعة لوفد الإمارات المكون من نحو 45 عضوا إلى إيطاليا تشمل عقد الدورة السادسة من اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الإمارات وإيطاليا، واجتماع طاولة مستديرة بين رجال الأعمال الإماراتيين والإيطاليين، بحضور وزير الاقتصاد، وعقد لقاءات ثنائية واجتماعات عمل مع وزراء ومسؤولين وممثلي وكالات الاستثمار في إيطاليا.

 

وشارك بالمؤتمر المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وصقر ناصر الريسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية، وجمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لقطاع التجارة الخارجية.

 

وأكد سلطان بن سعيد المنصوري -في كلمته خلال المنتدى- أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية الإيطالية قوية واستراتيجية تقوم على الصداقة والتفاهم والتعاون البناء، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري.

 

وأوضح المنصوري، أن مشاركة الإمارات في منتدى الأعمال الإيطالي العربي تمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات، ومناقشة سبل التعاون التي يمكن أن تساعد كلا من الدول العربية عموما ودولة الإمارات بصورة خاصة على بناء قنوات فعالة للتواصل والشراكة مع إيطاليا، وتكوين فهم أفضل لثقافة الأعمال في الجانبين.

 

وأضاف المنصوري، أن دولة الإمارات تنظر بتقدير واهتمام لاختيارها ضيف شرف الدورة الحالية، حيث تسهم هذه الخطوة في تعزيز فرص الاستثمارات الثنائية والتبادلات التجارية، وتدفع قدما بجهود التعاون المثمر في القطاعات الحيوية الرئيسية التي تحرك النمو في البلدين، لا سيما تلك التي توجه مسارات التنمية المستقبلية، مثل الاقتصاد الرقمي والابتكار والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعات المتقدمة والبنى التحتية وقطاعات النقل والخدمات اللوجيستية والمالية والأمن الغذائي وغيرها.

 

وأكد المنصوري -في عرض تقديمي ألقاه خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى- أن "رؤية الإمارات 2021" تحشد الجهود الوطنية لجعل الإمارات عاصمة اقتصادية وسياحية على مستوى عالمي، وبناء اقتصاد تنافسي معرفي متنوع مدفوع بالابتكار، وتعزيز الأطر التشريعية والتنظيمية للقطاعات ذات الأولوية وذات القيمة المضافة، وتشجيع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص وفق أفضل الممارسات العالمية.

 

واستعرض أبرز الممكنات الاستراتيجية للإمارات لبناء اقتصاد المستقبل، وفي مقدمتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار واستضافة إكسبو 2020، كما ترسم مئوية الإمارات 2071 خريطة طريق لمسارات التنمية المستدامة خلال العقود المقبلة، فضلا عن العديد من أطر العمل الأخرى التي تدعم ريادة الدولة في مجالات مثل استشراف المستقبل، والثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، ومبادرات الاقتصاد الأخضر، والأمن المائي، والقوة الناعمة.

 

وأشار المنصوري، إلى بعض البرامج الطموحة التي تعمل عليها الدولة مثل "مشروع المريخ 2117".

 

وأضاف أن اقتصاد الإمارات يقف على أسس متينة، ويتمتع بالمرونة والانفتاح، وتمثل مجالات الابتكار والتكنولوجيا والبحث والتطوير محركات رئيسية لنموه، حيث يحقق مراتب ريادية ومتقدمة على مؤشرات التنافسية العالمية، ولديه معدلات قوية للناتج المحلي الإجمالي تضاهي ما تحققه الدول المتقدمة، لافتا إلى توقعات صندوق النقد الدولي خلال سبتمبر/أيلول الماضي بأن يحقق الناتج المحلي الإجمالي للدولة نموا بنسبة 2.9% خلال عام 2018.

 

واستعرض أبرز مؤشرات التبادل التجاري والاستثماري بين الإمارات وأوروبا، الذي أوضح أن الإمارات تأتي في المرتبة 15 عالميا بين أهم الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي، وتستحوذ على 1.4% من إجمالي تجارة الاتحاد الأوروبي مع العالم، وفي المرتبة 9 عالميا والأولى عربيا كأهم مستورد من دول الاتحاد الأوروبي، و34 عالميا كأهم مصدر إلى تلك الدول.

 

وعلى صعيد الاستثمار، أشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تستحوذ على 31% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى دولة الإمارات بقيمة تصل إلى 37 مليار دولار أمريكي، وهي تمثل 2% من إجمالي الاستثمارات الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، في حين أن الاستثمارات الإماراتية المباشرة في الاتحاد الأوروبي وصلت مع نهاية 2016 إلى نحو 42 مليار دولار.

 

أما على المستوى الثنائي بين الإمارات وإيطاليا، فأوضح أن التجارة الإماراتية الإيطالية تمثل 2% من إجمالي التجارة الخارجية لدولة الإمارات، و12% من إجمالي تجارة الإمارات مع الاتحاد الأوروبي، وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري عربي لإيطاليا وفي المرتبة 18 عالميا، في حين تأتي إيطاليا في المرتبة 16 عالميا بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، ورابع أهم شريك تجاري على صعيد الاتحاد الأوروبي، وكذلك ثاني أكبر مصدر أوروبي إلى الإمارات، وثالث أكبر مستورد أوروبي من الإمارات، كما تستحوذ الإمارات على 13% من إجمالي تجارة إيطاليا مع الدول العربية.

 

وأضاف أن الاستثمارات الإيطالية في الإمارات بلغت 704 ملايين دولار حتى عام 2015، تتركز عبر 96 شركة و510 وكالات إيطالية في قطاعات تجارة الجملة والتجزئة والعقارات والإنشاءات والأنشطة التقنية والعلمية والخدمات المالية والتصنيع والنقل والتخزين والاتصالات، في حين بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إيطاليا 373 مليون دولار تتركز في صناعة السيراميك والألومنيوم وصيانة وتصنيع الطائرات والمناطق الصناعية والشحن والخدمات الجوية والنفط والغاز.

 

وألقى الضوء على التبادل السياحي بين البلدين، مشيرا إلى أنهما ترتبطان بـ10 رحلات جوية يوميا، وشهدت السياحة الواردة من إيطاليا إلى الدولة نموا بنسبة 10% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017، وتعد الجالية الإيطالية في الإمارات هي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط.

 

وأكد المنصوري حرص دولة الإمارات على الارتقاء بهذه العلاقات الاقتصادية المتميزة إلى مستويات أعلى، لا سيما عبر توسيع فرص القطاع الخاص في البلدين، وتسهيل مهمته في بناء مزيد من الشراكات التجارية والاستثمارية البناءة، وتعزيز فرصه في الوصول إلى أسواق البلدين والاستفادة من إمكاناتهما الواعدة وقطاعاتهما الحيوية، منوها بأهمية المظلة التي يوفرها منتدى الأعمال العربي الإيطالي، لتمكين تلك الشراكات بما يحقق التطلعات التنموية، سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد المنطقة بصورة عامة.

 

 

 

وشهدت فعاليات المنتدى تنظيم جلسة مخصصة لدولة الإمارات -باعتبارها ضيف شرف المنتدى لهذا العام- وقال السفير صقر الريسي إن المنتدى يمثل فرصة متجددة لرجال الأعمال من البلدين ومن المنطقة العربية للتعريف والتواصل بما يحقق المنفعة المشتركة، مؤكدا أن الإمارات غنية بفرص الاستثمار والتبادل التجاري والمعرفي والثقافي مع إيطاليا، لما يجمعهما من علاقات تاريخية واستراتيجية.

 

واستعرض أبرز محددات رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى جعل الإمارات إحدى أفضل بلدان العالم خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى الاستقرار السياسي والعلاقات المتميزة مع دول العالم والبيئة الاقتصادية المستدامة والبنى التحتية المتطورة في دولة الإمارات، إلى جانب الاستراتيجيات الفعالة للنمو مثل استراتيجية الابتكار، فضلا عن قيم التسامح والتعدد الثقافي التي تتمتع بها الدولة، تجعلها من الدول الرائدة عالميا في مجال التنمية المستدامة وجودة الحياة، مؤكدا أهمية الشراكة الاستثمارية والتجارية مع إيطاليا في المجالات التي تحظى باهتمام البلدين.

 

كما تحدث في الجلسة ليبوربو ستيلليلنو سفير جمهورية إيطاليا لدى الإمارات، ومها القرقاوي المدير العام للمشاركة الدولية في إكسبو 2020، وماسيمو فالشيوني المدير التنفيذي لشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، وباولو جليزنتي المفوض الإيطالي لإكسبو 2020.

 

من جانبه، أبدى ميكيلي جيراتشي وكيل وزارة التنمية الاقتصادية في الجمهورية الإيطالية -في كلمته خلال المنتدى- ترحيبه بوفد دولة الإمارات والوفود العربية المشاركة، مؤكدا أن المنتدى يعزز آفاق الشراكة مع إيطاليا باعتبارها بلدا غنيا بالموارد، وينطوي على الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية في العديد من القطاعات ذات الأهمية، وفي مقدمتها الطاقة والطاقة النظيفة والمتجددة والدفع قدما في مجال التحول الرقمي والتكنولوجي.

 

 

 

وتضمن المنتدى 3 جلسات متخصصة شارك فيها مجموعة من المسؤولين والخبراء من دولة الإمارات وإيطاليا والدول العربية المشاركة ومن الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان "الابتكار والتحول الرقمي"، وناقشت استراتيجيات التحدي التكنولوجي ومستقبل الاقتصاد الرقمي، وتحدث فيها سالم بن شبيب، مستشار الابتكار في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.

 

بينما بحثت الجلسة الثانية، التي حملت عنوان "الخدمات اللوجيستية والبنى التحتية"، الأثر الكبير الذي يلعبه القطاع اللوجيستي والبنى الأساسية في تعزيز التجارة المستقبلية، وتطوير مناطق التصنيع بصورة مستدامة.

 

أما الجلسة الثالثة بعنوان "الصناعات الغذائية والزراعة المستدامة" فناقشت مواضيع الأمن الغذائي والأعمال التجارية الزراعية وإمكانات الشراكة الإيطالية العربية فيها، مع التركيز على الدور المحوري للابتكار والتكنولوجيا في تنميتها المستقبلية، وشارك فيها خديم عبدالله الدرعي العضو المنتدب في "العين القابضة" ونائب رئيس مجلس إدارة "الظاهرة القابضة"، بجانب مشاركة ممثل عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو".

 

ضم وفد الإمارات مروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، ومحمد عبيد العليلي المدير العام لدائرة الصناعة والاقتصاد في الفجيرة، والطاهر الكندي المرر النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ومحمد أحمد اليماحي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة عضو اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري في وزارة الاقتصاد، بجانب ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والخاصة في الدولة، من أبرزها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، ودائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وإكسبو 2020، والعديد من المجموعات الاستثمارية ومؤسسات القطاع.