تكفيت النحاس.. مهنة رفضت أن تتحول إلى ذكرى (صور)

صور

المهنة
المهنة


فن تراثي مصري أصيل، يحمل بين ثناياه عبق التاريخ وأنفاس صانعيه‏، وأسرار المهارة اليدوية التي ترفض أن تتحول إلى ذكرى، وتتمسك بالدقة والصبر في إبداع روائع من النحاس اليدوي‏، في حالة من الصمود الجميل أمام كل الصعوبات.


وفي مبادرة "يلا على الورشة" التي أطلقت في واحدة من أعرق المناطق المصرية "بيت السناري" التي تحفر فيها الأنامل أجمل الفنون التراثية، وتعيد تطويع الخامات لتشكيل الوجدان والذائقة البصرية لعشاق هذه الفنون، كان يتواجد عدد كثير من الفنانين الذين يحملون عبق التراث فكأنك أمام متحف وتصاميم يدوية تحمل أصالة الماضي، التقينا الفنان هلال السمان الذي جاوز سنه الستين عاما فطل علينا بقطع وتشكيلات عرف التطوير طريقه إليها.

ويقول "هلال" إنه يعمل بمهنة تكفيت النحاس منذ خمسون عاما وأنها مهنة تحتاج للصبر والحب وإلا لم يكن ليعمل بها تلك الفترة الكبيرة.


وأضاف أنه لا يمتلك معرضا لعرض وتسويق منتجاته لكبر السن وعدم قدرته على صنع تلك التحف وبرغم عدم وراثته لتلك المهنة إلا أنه عمل بها لحبه لها وأنه لو كان يمتلك الصبيان لنصحهم بعدم العمل بها لانها لاتجدي بالمال ولا التكريم لهم وأن عشقه للمهنة هي الضريبة التي يدفعها حاليا.


وأشار إلى أن الحفر على النحاس، ظهر في العصر المملوكي فظلت المهنة تتوارث عبر مرور الأجيال، وأنهم في إطار فعل مابوسعهم للمحافظة عليها من الاندثار عن طريق مثل هذه الورش لإحياء التراث.


وأوضح أن سبب الاندثار هو عدم وجود جيل جديد يحب أن يعمل بها لعدم وجود الصبر لدي غالبية الناس وعدم وجود التسويق المناسب لها معبرا عن ذلك بأنها تحتاج لبعض من التنظيم، وأن "التحف اللي بعملها دي بعتبرها حد من أولادي".


ونوه بأنه لا يوجد تكريم من الدولة لصناع تلك المهنة التراثية "لكن تكريمي الوحيد هو تفاعل الجمهور مع التحف التي أصنعها".