تحيطه الأساطير ويسكنه الكلاب.. تعرف على أندر أثر إسلامي في مصر (مغامرة صحفية)

منوعات

بوابة الفجر


مكان يقع إلى جانب الطريق الدائري، معروف بعزبة خير الله، تستطيع الوصول إليه سواء باستخدام "مترو الأنفاق"، أو عن طريق الدائري، إلا أنه في كلتا الحالتين، وحتى تصل إلى هدفنا من التقرير التالي، فيجب عليك الترجل لمسافة طويلة، قبل أن تصل إلى مكان يدعى الاسطبل أو جبخانة محمد علي.

الجبخانة أندر أثر إسلامي 
يقول الباحث يوسف أسامة، إن الجبخانة أحد أندر الآثار الإسلامية في مصر، حيث أنه لا يوجد حاليًا أثر منشأ لهذا الغرض وهو تخزين الذخيرة، وعلى الرغم من ذلك فهي تتعرض لإهمال كبير من قبل المسؤولين في الآثار، حيث أن آخر مسؤول زار الأثر كان في عام 2009 على حد قوله، والجبخانة عبارة مخزن للذخيرة تم إنشاؤه في عصر محمد علي باشا، عام ۱۸۲۹م. 

وتابع أسامة أن الجبخانة كانت لتخزين أنواع الذخيرة المختلفة سواء الكبريت أوملح البارود أو البارود، وذلك بعد أن تكرر انفجار مخزن الذخيرة الأصلي والذي كان يقع داخل القلعة، حيث وقع انفجارين بسبب هذا المخزن عامي ۱۸۱۹م و۱۸۲۳م، وبعدها تم اختيار منطقة الجبخانة لبعدها عن العمران في ذلك الوقت، حيث كانت المنطقة صحراوية، ويبلغ طول الأثر 180 م، وعرضه 115 م، وهو عبارة عن بناء له جدران مزدوجة، ويحيط به فناء ضخم له جدران أضخم، بحيث في حالة انفجاره لا يتعرض المحيطين به للخطر. 

وسائل تأمين الذخيرة في هذا العصر
ويكمل أسامة أن وسائل التأمين المحيطة بالمخزن كانت عديدة أولها السور الحجري الضخم المحيط بها من الخارج والمدعم بأربعة أبراج في الأركان، ثم الفناء الضخم الفاصل بين السور الحجري والمخزن، ثم صهاريج المياه الموجودة أسفل المخزن حيث كان يتم ملئها بالمياه للتبريد، والصهاريج عبارة عن ممرات تحت الأرض، ويوجد مكان خاص للنزول إليها بدرج منحوت في الصخر، كما كان يوجد في المخزن من الداخل أحواض يتم ملئها بالمياه أيضًا لتبريد المخزن وذلك لتقليل درجة حرارة المكان، وكذلك النوافذ التي صممت لمنع نفوذ حرارة الشمس مع إمكانية دخول الضوء الكافي، وذلك لتجنب اشتعال بارود المخزن، بالإضافة إلى أن المخزن نفسه كان ذو سور مزدوج. 

قمامة وكلاب وأساطير وأشياء أخرى 
ومن جانبه قال حسن محمد أحد سكان المنطقة المحيطة بجبخانة محمد علي، إن هذا المكان نعرف أنه من الآثار منذ أيام محمد علي باشا، ولكن أهالي المنطقة المحيطة به مؤمنين أن هذا الأثر يرجع للفارس عنترة بن شداد، ويقولون أن عنترة جاء إلى مصر، وأقام في هذا المكان، لذلك المكان يُعرف باسم اسطبل عنتر. 

وأضاف محمد أن الأهالي تلقي الكثير من القمامة داخل الأثر، وتشعل النيران بجوارة، وتنتزع الأحجار من جدرانه، وتدق مناشير الغسيل الحديدية في حوائطه الصخرية، هذا عن خارج الأثر. 

أما داخل الأثر فقال محمد إن الكلاب تعشش به وكذلك العقارب والحيات والثعابين، إضافة إلى أن المشردين وكل من يبغي فعل غير قانوني يرتاد هذا المكان الذي يصبح ملجأ مسائيًا لهؤلاء. 

وتجولت كاميرا "الفجر" داخل المكان قدر الاستطاعة حيث أنه غير مجهز من الداخل، وكذلك هناك بعض اللقطات التي كان قد التقطها الباحث يوسف أسامة بحيث يكون الفيديو به الصورة الكاملة التي من الممكن أن تشرح الوضع حول الأثر وداخله.