رامي المتولي يكتب: أفلام وتكريمات ونجوم فى الدورة الـ 34 لمهرجان الإسكندرية السينمائي

مقالات الرأي



دموع ومشاعر فياضة وأحلام فنية كثيرة شهدتها مدينة الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط فى الدورة الـ34 لمهرجان الإسكندرية السينمائى وهى باسم الفنانة نادية لطفى وتم تكريم العديد من نجوم الفن.. فالتكريمات أهم ما يميز مهرجان الإسكندرية حيث يحرص على الاحتفاء برموزنا الفنية.. وبالطبع لا يمكن نسيان تكريم فاروق الفيشاوى الذى هز وجدان الحضور بإعلان مرضه بالسرطان للمرة الأولى. المهرجان حضره ليلى علوى وإلهام شاهين ووفاء عامر ودريد لحام وباسل الخطيب وغيرهم أيضا لا يمكن إغفال الندوات المهمة التى تم تنظيمها بداخل المهرجان وكذلك المطبوعات المميزة.


1- Any by day حادثة غريبة تفوز بجائزة أفضل فيلم روائى فى المهرجان

انتهت الدورة هذا العام بتتويج فيلم Ana By Day للمخرجة أندريا خواريتا بلقب الأفضل فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

يعتمد الفيلم على حادثة غرائبية لم يهتم بتفسيرها بل لم تتوقف عندها البطلة كثيرا، على الرغم من نمطية ورتابة حياتها إلا أنها كانت تعيشها بكل تفاصيلها كما رسخ تأسيس الفيلم، فهى موظفة ناجحة وعلى علاقة جيدة بوالديها وخطيبها وأصدقائها لكن الصدمة تأتى عندما تكتشف وجود نسخة منها تعيش حياتها بكل تفاصيلها، أندريا تتجاهل الاستغراق فى هذه الظاهرة أو محاولة تحليلها على العكس تدخل للأزمة الحقيقة، البطلة لا تنشغل فعليا بالبحث عن الأسباب أو تحاول أن تحتل مكانها الشرعى وتطرد نسختها بل تختفى وتحاول ألا تقابل نسختها وتراقب من بعد وبمجرد اطمئنانها أن حياتها تسير كما هى العادة، تقرر أن تعيش حياة أخرى متمردة تبحث عن السعادة دون قيود.


2- الفيلم يطرح تساؤلًا عن السعادة

الحادثة الغرائبية لها العامل الأكبر فى طرح المخرجة وفلسفتها فى الفيلم والتى تقوم على سؤال "هل ستغير حياتك لو استطعت؟" "ما هى السعادة؟" خيار البطلة فى الهرب والبحث عن نمط حياة آخر تعاملت معه المخرجة بتأسيس مختلف خلافا للبداية التى كانت تسير أحداثها بإيقاع سريع تماشيا مع الصدمة والموقف الذى يتخطى قدرة البطلة على التفسير، فى المرحلة الثانية مع انطلاق حياتها تتعامل أندريا معها وكأنها ولدت من جديد وتستقبل كل تفاصيل الحياة من جديد، إيقاع الفيلم يخفت ويميل للهدوء ليعبر عن حالة البطلة واستخدمت القطع الحاد لتعبر عن اضطراب الشخصيات الجديدة حول بطلتها، ويتحول المونتاج عند أندريا ليصبح الأداة التعبيرية الأهم فى مرحلة البحث عن السعادة عند البطلة واعتمدت أيضا على مونتاج ومكساج الصوت واستخدمت القنوات الصوتية لتعبر عن الحالة الداخلية للبطلة وصراعها.

تهرب البطلة من حياتها ظنا أنها ستجد السعادة وتحقق ذاتا أخرى تشعرها بالحيوية، تحولاتها تأتى ببطء تغير من عملها ولون شعرها وطوله، أمامنا على الشاشة تتحول لشخص آخر، تفصل أندريا بين الشخصيتين على الرغم من التطابق الشكلى بالروح المختلفة عند كل منها باستخدام الملابس والأداء الجسدى المختلف فما بين الشخصية الرتيبة التى تسير كالروبوت والمنظمة التى تعيش داخل فقاعة وعلى النقيض الشخصية الفوضوية ذات الشعر الأحمر والملابس العصرية ذات الحركات الحادة والسريعة، كل هذه التفاصيل رسمتها أندريا لتؤكد على الفصل وتعميق الشعور بالأزمة الوجودية عند البطلة.

يتعامل الفيلم مع قضايا المرأة بحساسية شديدة ويعتمد على الممثلة كعنصر أساسى خاصة أنها تعبر عن النقيضان وبحدة لتجبر المشاهد على المقارنة، لذلك يعتبر مجهود الممثلة مضاعفا وتقريبا هى تحمل المسئولية الأكبر لكونها مركز الأحداث ومن تتجه إليها الشخصيات الأخرى بنسختيها فى الحياة،  بشكل عام السيناريو يعبر بشكل رمزى عن مشاكل المرأة على مستوى وعلى مستوى آخر يناقش أزمات وجودية وأخلاقية لكنه بالطبع لا يمنح الحل، بل يعتمد السيناريو أن يجعل المشاهد فى مكان البطلة ويحدد اختياره حتى ولو لم يكن مطلوبا منه ذلك، لكن الأسئلة المطروحة تخص الكثيرين سيصبح هؤلاء الكثيرون حائرون يبحثون عن السعادة كما الحال مع البطلة ونهاية الفيلم المفتوحة.