رغم الاحتجاجات.. رئيس الوزراء الفرنسي يؤجل تقديم استقالته

عربي ودولي

إدوار فيليب
إدوار فيليب


أعلن مصدر حكومي، اليوم الثلاثاء 9 أكتوبر، أن رئيس الحكومة إدوار فيليب لم يقدم استقالته لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، كما كان متوقعا.

 

وقال المصدر لقناة "بي.إف.إم" الفرنسية: "إن فيليب اجتمع صباح اليوم بالرئيس ماكرون بهدف التوصل لاتفاق حول تعديل دستوري منتظر كان سينتج عنه تسمية وزير جديد للداخلية بعد أن تستقيل الحكومة".

 

وتابع: "غير أن الاستقالة لم تتم في الوقت الحالي على أن تتضح الأمور في ما بعد".

 

 وقد كان وزير الداخلية السابق جيرار كولومب استقال من منصبه، الأسبوع الماضي، مما أجبر الرئيس ماكرون على تسليم الحقيبة لرئيس الوزراء فيليب ريثما يتم إيجاد بديل.

 

 وقد صرّح كولومب، الشهر الماضي، قائلاً: "إن الحكومة افتقرت للتواضع في تعاملها مع المواطنين داعياً السلطة التنفيذية للاستماع أكثر للشعب"؛ هذه التصريحات وصفتها الصحافة المحلية آنذاك كبداية عملية ابتعاد كولومب عن السلطة بسبب امتعاضه من بعض المسائل.

 

وتجدر الإشارة، بأن كولومب كان أول الداعمين لماكرون قبل ترشحه للرئاسة.

 

كانت تقارير إعلامية محلية قد أفادت، الأحد الماضي، بأن استقالة وشيكة لحكومة إدوار فيليب وتغييرها بحكومة ثانية، قد تكون قادرة على رفع التحديات التي يواجهها الرئيس ماكرون، أبرزها استرجاع ثقة الفرنسيين إزاءه وتحضير الانتخابات الأوروبية المقبلة التي تعد اختبارا سياسيا كبيرا بالنسبة لشعبية الرئيس الفرنسي.

 

كان مركز إيلاب الفرنسي لاستطلاعات الرأي قد أفاد، يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بأن غالبية الفرنسيين تنظر للرئيس ماكرون على أنه رئيس "استبدادي ومتعجرف".

 

وبحسب دراسةٍ أجراها مركز إيفوب لاستطلاعات الرأي لحساب صحيفة باري ماتش، اجراها الشهر الماضي فقد انخفضت شعبيّة الرئيس ماكرون لتصل إلى 31% من الآراء الإيجابية، وبذلك تكون شعبية ماكرون وصلت لمستوى أقل من شعبية الرئيس السابق فرنسوا هولاند في نفس الحقبة الزمنية والذي كان قد حصل شهر سبتمبر/أيلول عام 2013 على 32% من الآراء الإيجابية بعد عامٍ ونيف على استلامه للسلطة.

 

ويأتي انخفاض شعبية ماكرون بعد سلسلة فضائح وأحداث هزّت هرم السلطة آخرها كان استقالة وزير البيئة السابق نيكولا هولو.

 

جدير بالذكر بأن قضية المساعد الشخصي لماكرون، ألكسندر بينالا، تركت أثراً سلبيا على مصداقية الرئيس، وذلك بعد أن شوهد بينالا في شريط مصور وهو يضرب متظاهرين بقوة خلال مظاهرة الأول من احتجاجات مايو العمالية.

ويأتي قرار رئيس الحكومة في يوم تشهد عدة في مختلف أنحاء فرنسا، مظاهرات دعت لها النقابات العمالية وعلى رأسها الكونفدرالية العامة للشغل وقوة العمل اعتراضا على "النموذج الاجتماعي" الذي يطرحه الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

وبحسب إذاعة "آر. تي. إل" الفرنسية بدأت المظاهرات صباح اليوم في عدد من المدن، ومن المتوقع أن تكون هناك مئات المظاهرات في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية.

 

أما في العاصمة باريس فمن المنتظر أن تبدأ المظاهرة على الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت غرينيتش، انطلاقا من ساحة مون بارناس وسط العاصمة باتجاه حي بورت ديتالي.