صناعة "الصدف" تصارع من أجل البقاء.. وأحد أصحاب الورش يطلق مبادرة لتعليم الشباب أصول المهنة (فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


تعتبر صناعة "الصدف" من الصناعات المشهورة والمعروفة منذ آلاف السنين وتحديدا فى مصر والشام، حيث تتواجد الآن المنتجات المطعمة بالصدف بكثرة فى العمارات والكنائس ويستخرج الصدف من البحار وتأتى بعد ذلك مرحلة إعداده، وتوجد العديد من الورش التى تعمل على إعداد والزخرفة بالصدف.

انتقلت "الفجر" إلى ورشة لصناعة الصدف في منطقة الباطنية، ويمتلكها عم إيهاب عبده، والذي يبلغ من العمر 43 عامًا وورث المهنة عن أبيه حيث امتهنها وبدأ العمل فيها منذ أن كان عمره ستة أعوام.
  
يحكي العم إيهاب، عن مهنته قائلًا: "إحدى الصناعات الدقيقة، والتي تحتاج للتركيز والمهارة العالية، ولا يستطيع أحد أن يمتهنها مالم يكن عاشقًا لها ومدركًا أنه يحيي أحد المهن التراثية التي تقارب على الاندثار".
 
ولاحظنا ونحن في ورشة عم إيهاب، أن الأمر يبدو مرحليًا أي أن هناك مراحل لهذه المهنة ولكننا لم ندرك سرها إلا بعد أن شرحه وأوضحه لنا قائلاً: "مراحل التصنيع دائمًا تبدأ عند النجار الذي يقوم بتقطيع الأخشاب، وحفر الألواح بالأشكال المطلوب تنزيل الصدف فيها".
 
ثم يقوم "المصدفين" بعمل قطع صغيرة وكبيرة من الصدف على حسب الأشكال المطلوبة، ثم بعد ذلك يقوم بتثبيت كل قطعة صدف بمادة لاصقة، وبعد ذلك تأتي مرحلة أخرى تسمى مرحلة التسوية من خلال تسوية الصدف بالمبرد حتى يصبح وسطح الخشب في مستوى واحد. 
 
يرى أن الحرفة قاربت على الإندثار، بسبب عدم إقبال الشباب على تعلمها، لافتًا إلى أن لديه ثلاث أولاد واحد منهم فقط من قبل العمل معهم وبعد تمرد شديد منه، ولكنه أحب المهنة عشقها. 

وناشد عم إيهاب، بعمل مبادرة لتعليم طلاب المدارس الصناعية الثانوية، وهو يتطوع بأن يقوم بتخريج 50 طالبًا كل عام من ورشته وهم يجيدون الصنعة، وبذلك تزداد الأيدي العاملة في هذه المهنة ونستطيع أن ننتج منتجات تصلح للتصدير إلى الخارج. 

وقال عم رضا أحد العاملين في الورشة منذ 50 عامًا حيث يداوم على العمل 10 ساعات يوميًا، ولم يحدث في يوم من الأيام أن أصابه الفتور أو الملل لأنه يحب ما يعمل، ويشعر دائمًا أنه يحيي صنعة سينساها التاريخ قريبًا.