طارق الشناوي يكتب: "مالمو" بتتكلم عربى بلكنة مصرية!!

الفجر الفني

بوابة الفجر


للموسيقار الشيخ سيد مكاوى أغنية شهيرة يرددها بصوته وهى «الأرض بتتكلم عربى»، مؤلف الأغنية شاعر العامية الكبير فؤاد حداد، وضع اللغة كوجه آخر لتحديد الهوية، ومن السهل ملاحظة أن القضايا العربية باتت تُشكل ملمحاً مهماً فى السينما العالمية، فما بالكم العربية!.

وهكذا، وجدت أمامى فى مدينة (مالمو) بالسويد الأفلام وأيضا الأغلبية من الضيوف تتحدث العربية، هذه الدورة تضع السينما المصرية كعنوان لها، وتكرم السينما الأم فى العالم العربى، فيلم الافتتاح الذى عرض مساء أمس «طلق صناعى» لخالد دياب، فى أولى تجاربه كمخرج، والختام أيضا مصرى «عيار نارى» لكريم الشناوى فى فيلمه الروائى الأول، ولدينا فى لجان التحكيم وفى فريق الإعداد للمهرجان العديد من الأصدقاء الشباب المصريين.

دائما ما نكتشف أن التجربة الأولى للمخرج تحمل إبداعاً ونَفَساً خاصاً، تحرص المهرجانات عادة على اقتناص التجربة الأولى، ولهذا أيضا تُعرض للسينما المصرية أفلامٌ أخرى، تُصنف كعمل أول لمخرجيها (ورد مسموم) أحمد فورزى صالح، و(بلاش تبوسنى) أحمد عامر، وغيرها الذى يملك سحرا خاصا.

بدأ مهرجان (مالمو)، منذ نسخته الأولى 2011، رافعا شعار السينما العربية، المخرج والمنتج فلسطينى الأصل سويدى الجنسية محمد قبلاوى كان صاحب المبادرة مواكبا ثورات الربيع العربى، والتى يحاول البعض الآن وصفها بالخريف الحزين، التقط فكرة إلقاء الضوء على الواقع العربى.

فى الطبعة الثامنة للمهرجان، تتعدد اللهجات «مصرى وشامى وخليجى ومغاربى»، وتتباين الأفلام التى تستطيع من خلالها أن ترصد بالضبط أين نقف إبداعيا كعالم عربى، من المهم أن تُطل على الصورة بزاوية رؤية مختلفة.

بعض المهرجانات العربية تعتقد أن الطريق للعالمية يبدأ بأن تستبدل باللغة العربية الإنجليزية، وهى بالقطع تضل الطريق، حيث ترسل أخبارها وتقييم ندواتها وتطبع منشوراتها ولا تستخدم سوى الإنجليزية، تتعمد أن تنسى حتى الترجمة للعربية.. المنطقى أن يُعلن كل مهرجان عن هويته ومنذ لحظة الميلاد بلغة البلد، فهذا الذى يمنحه مذاقا وطعما وخصوصية.

عندما نحضر أى مهرجان عالمى، نجد أن لغة الدولة المضيفة فى الصدارة، فى (كان) الفرنسية، و(برلين) الألمانية، و(فينسيا) الإيطالية، و(سان سباستيان) الإسبانية.. وهكذا.. يا ليت عددا من المهرجانات العربية لا تنسى أنها عربية أولاً وثانياً وحتى عاشراً.

استطاع المهرجان أن يجذب الكثير من الجاليات العربية، حتى إنهم أطلقوا على مقهى هناك اسم (أم كلثوم)، بما يحمله من اعتزاز بصوت (الست). كانوا يرددون فى الماضى (اختلف العرب فى كل شىء واتفقوا فقط على صوت أم كلثوم)، فى السويد كانت (سيدة الغناء العربى) قادرة على تجميع العرب، بينما فى عالمنا العربى، حتى أم كلثوم فشلت فى إذابة خلافاتهم.

هرجان (مالمو) يحمل فى (جيناته) قدرة على النمو، فهو ينطلق من دورة إلى أخرى إلى آفاق أرحب وسماء أبعد، بقيادة الصديق محمد القبلاوى، مؤكدا فى كل مرة أن (مالمو) بتتكلم عربى، وهذه المرة بلكنة مصرية واضحة المعالم والقسمات!!.