أسد المظلات: والدي تسلم خمس شهادات تثبت استشهادي.. وتدربت على أيدي أبطال استغاث منهم "شارون" (حوار فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


حرب السادس من أكتوبر لم تكن مجرد حرب تحرير فقط، وإنما كانت استعادة لعزة وكرامة المقاتل المصري الذي دومًا ما سطر الأمجاد عبر التاريخ، فمن موقعة مجدو إلى حرب قادش إلى عين جالوت ثم حطين كلها معارك دارت في هذه المنطقة وكان أبطالها المصريون عبر التاريخ. 

واليوم يتواصل الحاضر مع الماضي، حيث تتحاور "الفجر" مع حفيد من أحفاد الأجداد، حفيد رمسيس وأحمس وصلاح الدين، جندي مقاتل، العريف ممدوح سرور، أسد المظلات، والذي قالوا عنه أنه استشهد خمس مرات ولكنه قهر العدو وظل حيًا كي يحكي لنا ذكرياته. 

وبدأنا حوارنا معه بالسؤال الذي قد يدور في أذهان الجميع لماذا تمت تسميتك بـ "أسد المظلات"؟
وكانت إجابة البطل ممدوح سرور، أن الفريق عبد المنعم خليل هو من أطلق عليه هذا اللقب، ففي يوم 17 أكتوبر، استطاع رصد كمين للعدو الصهيوني، قريب من كتيبته 85 مظلات، وكان من المخطط أن ينقض كمين العدو على الكتيبة، فأبلغ البطل قائد كتيبته، وجاءت له الأوامر بانتظار الإمدادات، إلا أنه لم ينتظر، وبدأ يعد العدة لملاقاة العدو. 

وأكمل البطل قائلًا لم أشعر في حياتي بمثل هذه القوة وهذا العزم، وكأن الله تعالى دفع في عروقي مزيج من الشجاعة والحزم، فجهزت عدد كبير من القنابل اليدوية، وبدأت المواجهات، واستطعت صد الكمين بفضل الله تعالى، وكان نجاحي في صد هذا الهجوم نتيجة لتدريبات رجال المظلات بمدرسة الصاعقة المصرية والتي تحول المقاتل إلى كتيبة مستقلة عند الحاجة. 

 فقد تلقيت تدريباتي على أيدي أبطال المظلات القادة محمود عبد الله وعاطف منصف ويسري الشماع، الذين استغاث منهم شارون في الإذاعة قائلًا "انقذوني من قائد لواء المظلات المجنون وشياطينه فدباباتي تدمر وقواتي تباد". 
 
هذه العملية الفاصلة والتي أفشلت مخطط العدو الصهيوني مدتها استغرقت أربع دقائق، فهكذا الحرب الخاطفة حيث تمثل الدقيقة حدثًا كاملًا قد يكون فيصلًا في سير الحرب كاملة، وهذه هي المدة التي ذكرها إيلان قائد الكتيبة الصهيونية، والتي نشرها في مذكراته 1998م، حيث يقول "هجم على كتيبتي مظلي كالأسد  خلال 4 دقائق وافترس مني أربع دبابات وسته عربات مدرعة". 

ماذا عن قصة استشهادك خمس مرات؟
سلمت القوات المسلحة والدي خمس شهادات تثبت استشهادي، وأقيم العزاء ثلاث مرات ففي يوم 17 هجمت دبابات العدو علينا فدمرنا منها دبابة ودمروا المنطقة كلها، وظللت مختبئًا تحت الرمال حتى الواحدة من صباح اليوم التالي، ثم تسللت من المنطقة، حتى وصلت لنقطة إلتقاء بالكتيبة 130 صاعقة، فقابلت رئيس الكتيبة وقال إنه بعث برسالة استشهاد لوالدي.

ماذا عن رجوعك لوالدتك بعد 6 أشهر من الغياب؟
 وعندما رجعت لوالدتي بعد 6 أشهر من المعركة قالت ظننت أني دخلت الجنة بعد أن صار ابني شهيدًا ولكنك الآن أخرجتني مرة أخرى من الجنة، وكنت أتمنى بالفعل أن ترجع لي شهيدًا.

ما هو شعورك بالتكريم كل عام؟
هنا لم يتمالك البطل نفسه بالفعل، وتساقطت الدموع من عينيه، وهو يقول أن تكريمه الحقيقي حين يقضي شهيدًا ولكن الله تعالى استبقاه في هذه الدنيا، وهذا لحكمة يعلمها، وقد تكون أن يروي قصته كل عام كي تظل الذكرى حية عبر الأجيال.