معلومات تاريخية عن المسجد الأزرق

منوعات

بوابة الفجر


تم بناء المسجد الأزرق قبل 506 سنة ويحوي بداخله أثارا يرجع تاريخها للنبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقد الأفغان بأن الله تعالى كرم وجه الإمام عل بن أبي طالب ودفن هناك.

كان أول بناء للمسجد الأزرق في شمال أفغانستان عام 1512م في مدينة "مزار شريف" رابع أكبر مدن أفغانستان من حيث عدد السكان، وسمي بالمسجد الأزرق نظرًا لألوان جدرانه وبلاطاته المكونة من الخزف الأزرق، بجانب بعض الزخارف النباتية والهندسية.

أعيد بناء المسجد مرة أخرى في عهد السلطان أحمد بن سنجر في عهد السلاجقة الذين كانوا يحكمون البلاد في ذلك الوقت، وفي عام 1220م جاء التتار بقيادة جانكيز خان لغزو أفغانستان، وقاموا بتدمير المسجد الأزرق، وفي بداية القرن الخامس عشر قام السلطان حسين ميرزا بيغراه بإعادة إحياء المسجد مرة أخرى.

يعرف المسجد الازرق بطرازه الباشتوي، والذي ينسب الى قبائل الباشتو الافغانية، الذين برعوا في فن الفسيفساء والزخرف، إلا أن الطراز البشتوي كما يذكر الدكتور محمد هشام النعسان في مقاله «أسس ومبادئ العمارة الإسلامية» قد تشابهت منارات مساجده ومراقده مع الطراز الهندي المغولي، أما مداخل مساجده فيشبه مداخل الطراز الفارسي المغولي. الذي عرف بزينته بآيات القران الكريم والبلاطات المزخرفة.

للمسجد الأزرق ساحة كبيرة، حيث يضم متحفًا فيه مقتنيات يعتقد أنها تُنسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه المقتنيات عبارة عن إناء يقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل فيه، ونعل كان ينتعله، ونقش لقدمه وختمه، بالإضافة إلى كتاب كان بعثه النبي إلى المقوقس، وسيوف للخليفة الأول سيدنا أبي بكر الصديق والصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنهما. كما توجد فيه أواني فخارية كتب عليها اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومخطوطات كوفية من العهد الإسلامي، كما أضيفت إلى المسجد عددًا من المقابر لعددٍ من الزعماء والسياسيين ورجال الدين من الأفغان.

ويستمد "المسجد الأزرق" كذلك أهمية كبيرة لدى الباكستانيين خاصة لدى الشيعة منهم لاعتقادهم أن جثمان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه دفن هناك بعد أن تن نقل جسده الشريف بعد استشهاده من الكوفة إلى مدينة مزار شريف في أفغانستان خوفًا من التمثيل به.

ويعتقد الشيعة في أفغانستان أن جثمان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وضع على ناقة بيضاء من مدينة الكوفة العراقية التي شهدت مقتله وسارت به إلى أن حطت رحالها في البقعة المباركة التي أطلقوا عليها اسم “مزار شريف”.

تسرد روايات الشيعة الأفغان أن الإمام جعفر الصادق قد أوصى أبا مسلم الخراساني بنقل جثمان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى مزار شريف، وقد نفذ أبو مسلم الخراساني الوصية ونقل الجثمان ليلًا بمساعدة عدد من فرسانه عبر مرو بتركمانستان إلى أحد المنازل في قرية بلخ شمال أفغانستان، ومن ثم إلى تل في المدينة يدعى تل حمران وبقي مدفونا سرًا هناك حتى العام 530 هجرية، وأمر السلطان سنجر السلجوقي ببناء مرقد صغير حول الضريح.

ثم عاد الأفغان وأخفوا الضريح عندما غزا جنكيز خان البلاد وبقي مكان الدفن سرًا من عام 532 هجريًا إلى 885 هجريًا حتى رأى السلطان "حسين بيقرا" الذي حكم أفغانستان آنذاك الإمام عليا رضي الله عنه في المنام وطلب منه أن يبني له قبًرا وحدد له المكان.

وعلى الفور أرسل السلطان وزيره و700 من المشايخ إلى المكان فعثروا هناك على لوحة حجرية مكتوب عليها «هذا ولي الله علي أسد الله وأخو رسول الله»، فبني المرقد الحالي في ذلك المكان وتحديدًا عام 1480 الميلادي.

وطبقا للروايات التاريخية الشيعية، فإن السلطان السلجوقي "سان خار" تحقق بنفسه من وجود جثمان الإمام علي في مزار شريف، فأمر ببناء ضريح كبير فوقه تكريمًا له.

وعلى مرِّ العصور توسع البناء وأقيمت فوق الضريح مآذن مذهبة وقباب ذات لون فيروزي وجدران عالية مكسوة بالخزف والفسيفساء والنقوش الجميلة.

تحول المكان إلى مزار، خاصة بعد أن تدفقت عليه النذور والهدايا من الشيعة المنتشرين في جميع أنحاء العالم، فوضع في الضريح أفخر أنواع السجاد والثريات والمقابض الذهبية التي تزين الأبواب.