آخر تقاليع الكنيسة.. سكرتيرات لقساوسة المناطق الراقية

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


الشروط: المظهر الحسن والمؤهل العالى.. والمرتب 3 آلاف جنيه


ليس غريباً أن يحرص أى رجل أعمال على وجود سكرتيرة حسناء لإدارة عمله، ولكن المثير للدهشة أن تصل هذه الظاهرة إلى الكنيسة، حيث أصبح لدى أساقفة وكهنة كثيرين سكرتيرات لتنظيم مواعديهم وجلسات الاعترافات الروحية، إحداهن كانت تعمل راقصة فى أحد الملاهى الليلية.

من المعروف أن القس لديه أجندة مواعيد مزدحمة للقاء أبناء الكنيسة خصوصاً الكهنة العاملين بالكنائس الكبيرة، لذا كانوا يستعينون بخادم أو شماس أو راهبة، لأداء هذه المهمة، حيث استعان الأنبا بسنتى أسقف حلوان، فى مقره بدير الأنبا برسوم بالمعصرة براهبة تدعى «ش» 50 عاماً، تعمل خارج الدير الذى تنتمى له، رغم أنها صارمة وحادة فى تعاملاتها حيث كانت ترتب جدول مواعيد الأنبا بسنتى سواء مع أبناء الإبراشية أو غيرهم، أما الأنبا موسى، أسقف الشباب، فلديه طاقم سكرتارية من الراهبات المتخصصات فى العمل خارج الأديرة بالإضافة لسكرتيرة خاصة، يتجاوز عمرها الـ40 عاماً، وتتمتع بملامح رقيقة وصوت هادئ ويبدو أنها اكتسبته من الأنبا الهادئ الطباع.

أما تقليعة السكرتيرة الحسناء التى تتمتع بحسن المظهر واللباقة، فتمت الاستعانة بهن من جانب كهنة مصر الجديدة والزمالك ومدينة نصر، الذين بدأوا هذه التقليعة الغريبة على أجواء الكنيسة الروحية، حيث يستعين كل من القمص داود لمعى، وبولس جورج بكنيسة مامرقس فى مصر الجديدة بطاقم سكرتارية لتنظيم مواعيدهما خصوصاً مع شهرتهما الكبيرة بين الشباب حيث يلقيان محاضرات تنقها القنوات القبطية على الهواء.

ويضم طاقم سكرتارية كل من لمعى وجورج واحدة لاستقبال طلبات إلقاء المحاضرات وتنظيم اللقاءات التليفزيونية وغيرها، ويقول أحد الخدام بالكنيسة إن وظيفة السكرتيرة الخاصة لهما ليس لها مقابل مادى لأن السيدتين تنتميان لأسر غنية ومتفرغات لتلك الخدمة.

وبسبب شهرة القمص مكارى يونان، كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك، والقمص سمعان إبراهيم، كاهن دير سمعان الخراز بالمقطم، لجأ كل منهما لاختيار سكرتيرة خاصة لتنظيم أجندة مواعيده، حيث استعان يونان بابنته نيفين لأداء هذه المهمة رغم انشغالها ما تسبب فى قصر مواعيد أبيها على معارفها فقط، رغم أن محبى أبيها من الفقراء والمواطنين العاديين، وهو ما وصل إلى الكاهن الأب.

أما سمعان إبراهيم، والذى يخدم فى حى الزبالين بالمقطم، فاستعان بسكرتيرة حسناء المظهر وأنيقة من خارج المنطقة حيث يقول الأهالى إنها خريجة إحدى الجامعات الخاصة، لأنها تستخدم بعض الكلمات الإنجليزية، ولكنها تتصرف وكأنها سكرتيرة لمسئول أو رجل أعمال حيث تحول بين الكاهن ورعيته الذين أصبح يلتقيهم مصادفة وفى أضيق الحدود.

وفى كنيسة مارجرجس الجيوشى بشبرا، استعان القمص صليب متى ساويرس، مؤخراً بسكرتيرة من إحدى بناته فى الاعتراف، وهى شابة فى العقد الثالث من عمرها، حاصلة على مؤهل عال، واستعان القمص عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، بسكرتيرة من أبناء كنيسته، يبلغ عمرها نحو 40 عاماً، وتقوم بتحديد مواعيد الاعتراف وعادة ما يرجع لها فى حال حاجته للسفر أو ترتيب موعد معين.

وترافق القس موسى رشدى، راعى إحدى الكنائس بإنجلترا، سكرتيرة لتنظيم مواعيده فى بريطانيا ومصر التى يزورها كثيراً خصوصاً بعد الشهرة التى حققها من التراتيل حيث يلقبه البعض بـ«كروان الكنيسة».

أما أشهر من تولى منصب السكرتيرة فهى «ه.ص»، السيدة دفعتها خلافاتها مع زوجها إلى العمل راقصة فى الملاهى الليلية، للإنفاق على نفسها بعد انفصالها عن الزوج، ولكن الأنبا ثاؤفيلوس، أسقف البحر الأحمر، ساندها وأمر محامى الإيبارشية بإقامة دعوى طلاق لصالحها، ووظفها سكرتيرة له وهو ما أثار غضب أبناء الكنيسة.

يقول مصدر لـ «الفجر» إن الكهنة والأساقفة يفضلون النساء فى وظيفة السكرتيرة، بشرط أن تكون من نفس الكنيسة وعملت كخادمة فيها وأن تكون خريجة جامعة خاصة أو أجنبية، حسنة المظهر، وهو الشرط الأساسى الذى يراعيه الكاهن، لأنه يعتبر السكرتيرة واجهة له، وفى النهاية يجب أن تكون من أهل الثقة، وعادة ما يختار الكاهن أو الأسقف سكرتيرته وفق هذه الشروط من بين بنات الاعتراف لديه حيث يكون على معرفة دقيقة بتفاصيل حياتهن.

وتحصل السكرتيرة، فى حال كانت من غير الراهبات، على راتب من 1500 لـ3 آلاف جنيه، حسب المنطقة التى تنتمى لها الكنيسة، ويتم الإعلان عن طلب سكرتيرة بتعليق إعلان فى لوحة الاعتراف خلال اليوم المخصص للاعترافات وتقوم الراغبة فى الوظيفة بتسجيل اسمها.