بمناسبة نصر أكتوبر العظيم... باحث أثري يكشف أسرار أشهر معارك المصريين القدماء

أخبار مصر

الباحث الأثري أحمد
الباحث الأثري أحمد عامر - أرشيفية


قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن معركة "مجدو" تعتبر واحده من أشهر المعارك المصرية في العصر الحديث للدولة القديمة، والتي دارت عام 1468 ق. م، بين الملك "تحتمس الثالث"، وبين تحالف متمرد كبير من الدويلات الكنعانية الخاضعة لمصر، بقيادة ملك قادش، وتُعتبر مجدو خير مثال على تفوق المصريين من القدم في إستراتيجيات العلوم العسكرية.

وأضاف في تصريحات إلى "الفجر" أن مجدو هي مدينة تقع شمال غربي فلسطين حاليًا، وتعتبر أحد أهم المواقع العسكرية، والتي شهدت عدد من المعارك الفاصلة على مر التاريخ، آخرها معركة الجنرال البريطاني إدموند اللنبي عام 1918 التي هزم فيها الجيش العثماني واستولى بعدها على سوريا. 

وأوضح أن المعركة دليل على تفوق العقلية المصرية في التكتيك الحربي فهي بحق أكتوبر العصر القديم، حيث قام "تحتمس" ببناء القلاع والحصون، وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وإمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية.

وأكمل أن من الأسلحة المستخدمة في مجدو النبال المستحدثة والتوسع في إستخدام العربات الحربية، وقسم جيشه إلى قلب وجناحين وإستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل. 

وتابع أنه كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلى "مجدو" إثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو، وقد استقر رأى "تحتمس الثالث" على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازين المعركة فيما بعد.

وأورد أن خبراء الاستراتيجيات العسكرية اعتبروا المعركة من أخطر مغامرات الجيوش في تاريخ العالم القديم، حيث اتخذ "تحتمس الثالث" الممر للتقدم ومفاجأة الأعداء، وقام الجنود المصريون بحمل العتاد الحربي، فقاموا بفك العربات الحربية ليسهل حملها، وتسللوا عبر الممر الضيق في مجموعات صغيرة وكانت تلك مجازفة كبيرة، إلا أن الجيش استطاع إنجاز المهمة ومفاجأة معسكر العدو على الجانب الآخر من الممر.

ونوه بأن قوات العدو كانت متمركزة عند نهاية الطريقين الفسيحين المتوقع قدوم الجيش المصري منهما أو من أحدهما، وفي فجر اليوم التالي أمر الملك "تحتمس الثالث" بإعادة تركيب العربات الحربية والإستعداد للهجوم، وبالفعل هجمت القوات على رأسهم الملك في المقدمة، على "مجدو"، فاضطرب جيش العدو، وفقد توازنه، حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام، وبدأ قادة العدو في الهرب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الممتلئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة.

واسترسل أن أفراد الجيش المصري انشغلوا بجمع الغنائم، وتمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها، وكان تبعة إنصراف الجيش في جمع المغانم في الوقت الذي كان بإمكانهم القضاء على جيوش الأعداء وتحقيق النصر الكامل، لذلك فقد اضطر الجيش لحصار "مجدو" سبعة أشهر حتى استسلم أمرائها وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث.