في التاريخ.. أسباب سقوط الأندلس

منوعات

بوابة الفجر


في القرن الأول الهجري، وبعد أن اتسعت الفتوحات الإسلامية لتشمل شمال أفزيفيا والمغرب العربي بالكامل، جاء قرار موسى بن نصير وطارق بن زياد بعبور المضيق الذي أطلق عليه اسمه، مضيق جبل طارق، لنشر الإسلام بأوروبا، حتى تمكن بعد عدة معارك من تأسيس أول دولة للمسلمين بجنوب أوروبا سنة 93هـ، لتتوالى معارك و حروب ضارية بين جيوش المسلمين من جهة وجيوش الفرنجة ومن يواليهم من حكام أوروبا من جهة أخرى.

وكانت الغلبة في مجملها لجيوش المسلمين، الأمر الذي أرسى دعائم الدولة الأموية بالأندلس التي أسسها “عبد الرحمن الداخل” أو كما يطلق عليه صقر قريش، ثم تبعه الكثير من الحكام والقادة المسلمين الذين خلدهم التاريخ، مثل عبد الرحمن بن محمد (الناصر) والحاجب المنصور ويوسف بن تاشفين، كما قدمت الدولة الإسلامية بالأندلس لأوروبا والعالم العديد من العلماء والفلاسفة مثل القرطبي وابن رشد وعباس بن فرناس وأبو القاسم الزهراوي.

أسباب السقوط الحقيقية للأندلس
سقوط الأندلس مثل أي سقوط لأي دولة في التاريخ يكون له أسباب موضوعية، تكون في الغالب بسبب ضعف الدولة في مواجهة الأعداء. فمهما كانت الأحوال مثالية في الداخل إذا لم تمتلك الدولة الجيش القوي الذي يصد ويدافع عن الدولة ضد أي هجوم ستقع الدولة لا محالة، ولذلك كانت الأسباب التالية هي اهم أسباب السقوط.

1- تفتت الدولة في آخر عصرها إلى دويلات صغيرة تنازعت فيما بينها على المُلك فأهدرت طاقة الجيوش المُسلمة، بعد أن توالى على حكمها حكام ضعاف خونة، فضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح المسلمين، ولعل مقولة أم آخر ملوك الأندلس لابنها وهو يبكى على مشارف غرناطة بعد توقيعه على اتفاقية تنازله عن ملكه حين قالت له “ابكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال” هي أصدق وصف لحالة الحكم في ذلك الوقت.

2- توحد جيوش الأعداء بعد زواج “فرديناندو” ملك أراغون من “إيزابيلا” ملكة قشتالة، ليكونا معا جيشا قويا بتسليح لم يشهده المسلمون من قبل، استطاعا أن يسيطرا معا على كل المدن الإسلامية التي إما قاومت وانهزمت أو استسلمت بخيانة حكامها.