سارة إبراهيم تكتب: وداعاً هند موسى

الفجر الفني

هند موسى
هند موسى


ساقها القدر لتخوض رحلتها الأخيرة قبل الموت، فودعت أهلها وحملت حقيبتها لتشارك مع زملائها في تغطية فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية، فاتجهت إلى الغردقة وعلى وجهها بسمة أمل وتفاؤل وحماس لأداء عملها كصحفية، فعادت جثة هامدة وذكرى ستبقى في قلوبنا دائماً.

"تعددت الأسباب والموت واحد"، لا شك أن الموت يدرك الإنسان في أي وقت وزمان، ولكن هناك أسباب تزيد من الإحساس بالحسرة والحزن على من فقدناه، ومنها إهمال إدارة مهرجان "الجونة" في توفير وسائل نقل "آدمية" للصحفيين من وإلى الغردقة، وكأن المهرجان رفع شعار "الإنسانية" ونسى "الإنسان". 

لم تجمعنا صداقة قوية ولكني أتذكر لقاءاتنا في العمل، وشعوري بأن ما يجمعني بها هو "الحلم"، فرأيت في وجهها أمل يدعوني إلى الصبر وعدم التراجع مهما قست الظروف، ورأيت في عينيها "لمعة" تشع من نقاء قلبها، ووجدت في طموحها الكبير مع التزامها بأخلاقها ومظهرها المحترم ما أردت أن أكونه منذ بداية عملي بالصحافة. 

وفاة الزميلة العزيزة هند موسى رئيس القسم الفني بجريدة "التحرير"، جاء الختام الحقيقي لفعاليات مهرجان "الجونة" الذي سعى إليه الكثير من الصحفيين، ليعبر عن الدنيا الصاخبة والأضواء الزائلة، ويؤكد أن السيرة الطيبة هي الباقية، وأن الموت لا يختار سوى "الطيبين"، وفي النهاية لا أملك إلا الدعاء بالرحمة لزميلتي صاحبة "الوجه البشوش".