بالأدلة.. 3 وقائع جديدة تؤكد "أخونة" جامعة الأزهر

العدد الأسبوعي

جامعة الأزهر - أرشيفية
جامعة الأزهر - أرشيفية


"الفجر" تحصل على تسجيلات صوتية ومستندات تدين الأساتذة

أستاذ بكلية تجارة يحرض الطلاب ضد الدولة.. وآخر العقل المدبر لـ"ميليشيات الشاطر".. والعميد يروج لأفكار "ابن تيمية"


تنفى جامعة الأزهر دائمًا وجود أى أستاذة أو طلاب لديها ينتمون إلى جماعة الإخوان «الإرهابية»، وإذا ما خرج صوت معارض لما تروجه الجامعة، تحيطه التهم الجاهزة، بالكذب والتدليس ونشر اشائعات من شأنها الإضرار بتاريخ وسمعة ذلك الصرح العلمى الكبير.

«الفجر» قررت البحث عن الحقيقة، لمعرفة ما إذا كانت جامعة الأزهر تضم خلايا إخوانية بين جدرانها أم لا؟، وبالفعل قادنا البحث أخيرًا إلى عدة مستندات وتسجيلات صوتية تؤكد انتشار تلك الخلايا بين الطلاب، لكن الغريب أن من يتزعمها هم 3 أساتذة حاليين فى كلية التجارة.

واستغل هؤلاء الأساتذة الأزهريون محاضراتهم العلمية فى نشر أفكار متطرفة بين طلاب الجامعة، فى المدرجات، فضلاً عن أبحاث ودراسات تغذى النزعة التكفيرية والفتنة وشق الصف، وهو ما ظهرت نتائجه للجميع قبل سنوات، عندما تحول حرم الجامعة المقدس إلى ساحة فوضى وتظاهرات، ومنذ ذلك الحين، تولت عدة جهات معنية بالأمر ملفات الأساتذة الثلاثة، لكن المفاجأة، أنه وحتى الآن لم يتم اتخاذ أى إجراء رسمى بحقهم، رغم التجاوزات التى لخصّناها فى السطور التالية.

البداية مع الواقعة الأولى، التى كشفت عنها تسجيلات صوتية مسربة، يظهر فيها صوت أستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر، يدعى «علاء.ع»، يتحدث فيها منتقداً الأوضاع الجارية فى البلاد، حتى أن محاضرته العلمية سلكت مسلكًا غير الذى خصصت لأجله، إذ تعرض خلالها إلى النصح والإرشاد وتعاليم الدين الإسلامى الصحيح، وكأنه يقف على منبر مسجد يخطب فى المصلين.

ومن هنا، تقدم بعض الطلاب بشكوى رسمية ضده إلى عميد الكلية، اتهموه خلالها بالتقصير البالغ فى شرح مادته العلمية التى يدرسها فى محاضراته.

وتضمنت التسجيلات التى حصلت «الفجر» على نسخة منها نشر الأستاذ «علاء.ع» شعارات دينية حماسية بين طلاب الكلية أثناء المحاضرة، واستشهد باستمرار بالعديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، متخذًا ذلك نقطة انطلاق لـ«غسيل دماغ» طلابه.

وتطور الأمر مؤخرًا إلى، أن العديد من زملائه أساتذة الجامعة تقدموا ضده بشكاوى وبلاغات إلى إدارة «الأزهر»، طالبوا فيها الجهات المعنية بالتحقيق معه فى تحويل المحاضرات الدراسية إلى خطب للجمعة، خاصة بعد اتهامه بتحريض الطلاب على العنف، ولم تكن واقعة التحريض هى الأولى للأستاذ الجامعى فى الأزهر، بل ظهرت ورقة امتحانات دور مايو لعام 2018، وضعها هو نفسه، بدأها بالاستشهاد بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

ما فعله «علاء.ع» اضطر زملاءه أساتذة جامعة الأزهر إلى انتقاده، متسائلين عن علاقة الاستشهاد بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بامتحان فى كلية التجارة، لمادة مبادئ التأمين للفرقة الثانية.

وبعد انتشار ورقة الامتحان بين أساتذة الجامعة فسروا ذلك بأن الأستاذ الجامعى ينشر شعارات جماعة الإخوان المسلمين، ووفقاً للمعلومات التى حصلت عليها «الفجر»، اعتراض الأساتذة وصل إلى الجهات المعنية بالكلية، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أى إجراء قانونى ضده.

أما الواقعة الثانية، فبطلها هو أحد زعماء جماعة الإخوان المسلمين رسميًا، وصاحب الفضل فى ظهور العرض العسكرى لطلاب الجماعة بالحرم الجامعى لـ«الأزهر» عام 2008، إذ كان العقل المدبر لتصوير فيديو العرض وبثه من داخل الجامعة.

ليس ذلك فحسب، بل سبق اتهامه -بحسب معلومات دقيقة من داخل الجامعة- فى قضية معسكرات التدريب، التى كان ينظمها خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، إنه الدكتور «رفعت.ع»، رئيس قسم الاقتصاد الإسلامى بكلية تجارة الأزهر أيضًا.

واعترف الدكتور البالغ من العمر 83 عاماً، بأنه شكل خلية ولاؤها لجماعة الإخوان المسلمين، فى قريته سيدى سالم، وقتما كان فى بداية حياته الدراسية، وبعد البحث وراءه تبين أنه سليل عائلة إخوانية أبا عن جد، أخرجت أيضًا عباس العوضى، رئيس شعبة سيدى سالم للجماعة، الذى دفعه طموحه إلى التفكير فى أن يكون عضوا بمكتب إرشاد الإخوان.

الكارثة الأكبر تتجلى فى عودة الأستاذ الجامعى إلى ممارسة نشاطه الإخوانى داخل جامعة الأزهر، بحسب ما أوضحته المستندات التى حصلت عليها «الفجر»، إذ تقدم بطلب رسمى إلى عميد الكلية ومجلس قسم الاقتصاد بالجامعة يوم 2/8/2018، للموافقة على إنشاء صندوق للتمويل الإسلامى، وهو ما نظر فيه عميد الكلية وطالب بدراسة الأمر للموافقة على طلبه.

لكن، أساتذة الكلية اعترضوا على إنشاء صندوق كهذا فى الوقت الراهن، خاصة أن الدكتور الأزهرى معروف بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن الاتهامات التى طالته، بأنه يرغب فى تأسيس الصندوق ليكون بابا خلفيا لدخول تمويلات الجماعة إلى مصر.

كما طالته أيضًا اتهامات أخرى، بأن يوسف القرضاوى هو من سيتولى تمويل المشروع، حسب زعم بعض أساتذة الكلية، والغريب أن مجلس الاقتصاد وأعضاءه وافقوا على المقترح الذى تقدم به، وبدأوا مناقشته فى الاجتماعات الدورية لهم، وهو ما جعل الأساتذة المعترضة تتساءل، كيف سيوفر الدكتور «رفعت» الأموال لضخها فى الصندوق، وما هى مصادر التمويل؟

وتأتى الواقعة الثالثة والأخيرة، والتى تخص عميد كلية التجارة بجامعة الأزهر، الدكتور «محمد.ي»، بعدما أصدر بحثا شاملا، رصد فيه إنجازات أفكار ابن تيمية فى الاقتصاد والتجارة، رغم صدور منشورات رسمية بتجريم ترويج أفكار «الإمام» فى المؤسسات الدينية.

وحصلت «الفجر» أيضًا على نسخة من البحث الصادر فى كتيب، وزعته الجامعة نفسها فى مؤتمر الاقتصاد الإسلامى لقواعد وضوابط الإنفاق العام فى الفكر الاقتصادى الإسلامى، جاء فى مقدمته: «ليس لولى الأمر الحرية المطلقة فى الإنفاق، والاقتصاد الإسلامى هو النظام الأجدر والأفضل فى شتى نواحى الحياة، وأن كتب التراث الإسلامى تحتوى على الكنوز المعرفية الصالحة للتطبيق، والتى يمكن الاستفادة منها فى مواجهة الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجه الأمة فى هذه الفترة».

واستطرد البحث فى نشر أفكار ابن تيمية، أن المال العام هو مال الأمة، وأن رئيس الدولة ما هو إلا رجل مؤتمن عليه، فلا يجوز له أن يتصرف فيه حسب رغباته أو أهوائه، وإنما وفق ما أمره الله بالنسبة للأموال الخاصة بالزكاة وغيرها من موارد الأموال، التى حددت الشريعة مصارفها، وهى أن يبتدئ فى القسمة بالأهم فالمهم من مصالح المسلمين، كعطاء من يجلب على الأمة منفعة عامة، ومنهم المقاتلين، الذين هم أهل النصرة والجهاد، ومن المستحقين ذوى الولايات عليهم!».

جدير بالذكر، أن «الأزهر» يضم طلابا من شتى أنحاء العالم، خاصة من الدول الإفريقية والآسيوية، وهؤلاء يتأثرون بكل هذه الدراسات والأبحاث ويتخذونها كمراجع رسمية عن الأزهر، وهو ما يسىء لسمعة الصرح العريق فى ترويج مثل هذه الأفكار، التى لا تتماشى فى الوقت الحالى مع النظام العام التى تطبقه الدولة، فضلا عن ترويج الطلاب لهذه الأفكار فى كل مكان يذهبون إليه.