ماريان خوري: يوسف شاهين كان ديكتاتورا

العدد الأسبوعي

ماريان خوري
ماريان خوري


يكفى ذكر اسم يوسف شاهين لنعرف أننا أمام المخرج السينمائى المصرى الأكثر شهرة فى العالم.. الجوائز والتقدير الذى حصل عليه كان من أكثر من دولة وكيان سينمائى حول العالم.

وحظى الاحتفال بمرور عشر سنوات على رحيل «جو» باهتمام وسائل إعلام ومطبوعات مصرية وعربية، تقديراً لأفلامه المميزة ومنها «الأرض، وباب الحديد، وإسكندرية ليه»، وغيرها من الأفلام التى سيتم عرضها ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى تقديراً واحتفاءً بهذا المخرج الكبير.

نعم ما زلنا نريد أن نعرف أكثر عن تفاصيل حياة المخرج المصرى الأبرز عالميا، وكواليس تصوير أفلامه، وليس هناك أقرب من ابنة شقيقته المنتجة وأحد أبرز صناع السينما فى وقتنا الحالى ماريان خورى التى يمكن وصفها بأنها عاشقة للسينما وناشطة سينمائية تعمل من خلال شركة «أفلام مصر العالمية» التى أسسها خالها المخرج يوسف شاهين، والمسئولة عن ظاهرة سينمائية مهمة فى مصر هى «بانوراما الفيلم الأوروبى»، وهى أيضا مشرفة على سينما «زاوية» التى تحتفى أيضاً بالمخرج يوسف شاهين من خلال عرض 20 فيلماً له تم ترميمها مؤخراً وذلك للعرض على مدار عشرة أيام.


■ المخرج يوسف شاهين من الأسماء المكرمة ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائى وفى سينما زاوية خصصتم أياماً للاحتفاء بأعماله.. فما هى أوجه الاختلاف بين التكريمين؟

- هناك اختلاف كبير، فمن خلال زاوية سيتم عرض أفلام يوسف شاهين على مدار عشرة أيام بعد ترميمها، لكن مهرجان الجونة وضعه مختلفًا كونه مهرجانا كبيرا يحضره صناع السينما من مختلف العالم، وسيكون هناك نقاش كبير عن أفلامه.

وبكل تأكيد نشعر بسعادة للاحتفاء بيوسف شاهين فى مهرجان الجونة.


■ كنت من جيل المخرجات الشباب الذين عملوا مع يوسف شاهين فى أفلامه.. كيف كانت تجربتك معه؟

- رشحنى يوسف شاهين للعمل معه كمنتج منفذ فى فيلم «وداعا بونابرت»، ووقتها تخوفت كثيرا، لأننى لم أكن دخلت بلاتوه من قبل ولا أعرف شيئا عن المهام المطلوبة منى، ولكنه تمسك بى، بدأت العمل وكنت فى كثير من الأحيان لا أنام لمدة 48 ساعة مثلا، وسافرت إلى فرنسا أكثر من مرة لأن الفيلم إنتاج مشترك وتعاملت مع كم كبير جداً من السينمائيين، وهو ما أعطانى الخبرة فى تجربتى الثانية مع شاهين بفيلم «اليوم السادس» فكنت أتحرك وأمارس مهامى أكثر من أن أسأل، وكان شاهين يشعر فى هذا الفيلم تحديدا بأنه حر، وفى فيلم «سكوت هنصور» قررت أن أخوض فكرة الإخراج بأن أتولى مهاما مختلفة كمساعد مخرج وإن كنت فعلت أكثر من هذه المهام، وكان شقيقى جابى خورى بدأ يركز على الإنتاج وكان «جو» فى هذا الفيلم يذهب إلى المستشفى للعلاج كثيراً.


■ صرحت من قبل برفض والدك دخولك المجال السينمائى وتحديدا العمل مع يوسف شاهين.. لماذا؟

- والدى كان يعمل فى مجال السينما حتى من قبل يوسف شاهين وكانت أفكارهما مختلفة فكان شاهين قادما من أمريكا بأفكار متعددة ومختلفة وكان والدى يعمل فى السينما التجارية من خلال شركة «الشرق» وكان شخصا عصاميا بنى شركته من الصفر ولكن تم تأميمها ليبدأ مرة أخرى وهو ما جعله لا يحب أن أدخل المجال الفنى كى لا أمر بتلك الصعاب، فكان يرى أنه من الأفضل أن أكون موظفة فى شركة، أما رفضه العمل مع يوسف شاهين لأنه كان متخوفا من أن يجذبنى شغف شاهين بالسينما وأتورط أكثر فى حب السينما، فقد كان يوسف شاهين غنيا بالأفكار.


■ بما أنك من الأشخاص الذين علموا مع يوسف شاهين ومن المقربين له أيضا.. كيف كانت تحضيراته للمشاهد؟

- كان يهتم كثيرا بالتفاصيل فكان يدرك قيمة كل تفصيلة مهما كانت بسيطة، لأن الاهتمام بها يقلل احتمالات الفشل، فكان يكتب التحضيرات مثل «ستورى بورد» عن حركة الكاميرا والمكان والموسيقى ويعطى المساعدين كل منهم التفاصيل الخاصة به من أجل أن يسهل عليهم المهمة وكان أيضا يسيطر على موقع التصوير، فكان ديكتاتورا وكان يستمع لوجهات النظر المختلفة لكن فى الوقت المناسب.


■ هل الإنتاج المشترك كان سببا أساسيا فى انتشار شاهين عالميا؟

- الإنتاج المشترك ساعده فى أن يكمل الإنتاج بطريقة مختلفة، لكن شاهين موجود عالميا قبل خوضه التجربة بسنوات طويلة فى أفلام مثل «باب الحديد» و«الأرض».


■ برأيك هل هناك مخرج استطاع أن يملأ المساحة الخاصة بيوسف شاهين؟

- يوسف شاهين كان ملهما لكثيرين، ووضع مخرجين على بداية الطريق، فتعلموا منه، لكن أغلب تلاميذه أصبحوا مخرجين كبار لكل منهم بصمته وطريقته فلا يمكن أن يكون هناك شخص بديل لآخر.


■ قدمت تجارب إخراجية إلا أنها لا تزال قليلة للغاية على عكس توقع الكثيرون بأن تحترفى الإخراج أسوة بيوسف شاهين؟

- حاليا بالفعل أحضر لفيلم وثائقى، فأنا أهتم كثيرا بالوثائقيات، كما أن لدى اهتمامات أخرى كثيراً تحتاج إلى وقت ومجهود.