د. حماد عبدالله يكتب: الأفلام الوثائقية !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


حدث أن إهتم التليفزيون المصري فى حقبة زمنية منذ عشر سنوات كان قد إهتم وخاصة في القناة الإخبارية بأن أفردت مساحات واسعة لأفلام وثائقية من إنتاج التليفزيون .
لقد شاهدت بعناية شديدة تلك الأفلائم الوثائقية أحدهم جاء بعنوان ( خمسة أيام في قنا )  حيث مكث فريق الإعداد والتصوير في تلك المحافظة جنوب مصر  وأديرت تلك المجموعة بقيادة ناجحة جداً من المخرجة تغريد العصفوري لكي تسجل حركة الحياة في عدة مدن وقرى هامة في تلك المحافظة مثل قرية "جراجاس"وصناعة الفخار والكليم والحصير والسجاد فيها وكذلك تلك المنتجات المتميزة من المنسوجات اليدوية التي تنتج على نول مصري قديم يسمى ( نول الحفرة ) حيث يحفر في أرض المشغل حفرة يجلس على حافتها النساج لكي يضغط بقدميه على دواسات النول التى تبدل طبقتى 
( السداء ) وتحذف لحمات النسيج من الحرير لإنتاج ما يعرفه بأسم ( الفركة السوداني ) وهما من أكثر المنتجات شيوعاً في مدينة " أخميم " و"جراجاس " في محافظة قنا  وتصدر كل منتجاتها إلى السودان .
كما أن تَعَرُضْ المخرجة للمنتجات الحرفية مثل صناعة الفخار التى يتميز إنتاجها في قرى جنوب مصر , والتي تأخذ أشكالاً حسب الإستخدام فمن 



(القُدَور) لحفظ  المواد التموينية (سمن وزيت وعسل ومِشْ )و"القلل"للمياه وكذلك وحدة ( الزير)  كسعة أكبر للمياه في صحن المنزل .
كما تعرضت المخرجة لإنتاج "الكليم "من صوف"الغنم" المصبوغ وكذلك العاملين في هذه الصناعات الحرفية التي حافظ الصعيد والوادي الجديد , والواحات البحرية، وبعض قرى الوجه البحري , على إنتاج تلك الحرف المصرية الأصل والمنشأ والهوية , ولعل إنتقال الكاميرا إلى المناطق السكنية وطبيعتها الخاصة حيث ( البيوت ) من الطين , وتجاورها بل تلاصقها ببعضها البعض , تلك البيئات الريفية الجنوبية والتي تختلف تماماً عن مثيلتها في وجه بحري أو حنى تلك التي في واحات مصر الغربية فكل مجتمع تنعكس ثقافته على منتجاته البيئية وكذلك عمارته السكنية ومع ذلك نجد بأن الخرسانة المسلحة قد طالت تلك المجتمعات السكنية لكي تشوه صوره جميلة ورائعة لمنتجات إنسانية ملبية لإحتياجات السكان ولعل إنتقال الكاميرا إلى الأسواق حيث تبادل السلع والبهائم وأيضاً أماكن الترفيه مثل الموالد والملاهي التي تقلصت أدواتها البسيطة إلى المراجيح , والزقازيق , وركوب الحمير , وسباق الخيل ورقصها على المزمار الصعيدي ( البلدي ) .
إن تلك الأفلام الوثائقية يجب أن تعود وبقوة للتليفزيون الوطنى مما لها من أثر عظيم الذى يستحق إبداء الإعجاب به وبمعديه ويستحق الشكر لإدارة قناة النيل للأخبار المنتجة لمثل هذه الأفلام الوطنية الشديدة الإحترام  .
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد