"الفجر" تخترق منظومة "تجارة الأوهام" للكشف عن حقيقة كنز "طائر الظلام" بجبال الأقصر

محافظات

 جبل القرنة
جبل القرنة


انتشرت في الآونة الأخيرة، بمحافظة الأقصر، ظاهرة البحث على "عش الخفاش"، ذلك الكنز الذي يستهدفه الباحثين عن الثراء السريع، بعد تلقيهم العديد من العروض التي طرحت عليهم لشرائه بأسعار تصل إلى ما يزيد عن 150 ألف جنيه للعش الواحد.

هذ الأمر لم يظهر فجأة في محافظة الأقصر، ولكنه انتشرت مؤخرًا في عدد من الدول العربية، كالمغرب والأردن والعراق، منذ عدة أشهر، بل أحدث ضجيجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والأسواق الالكترونية التي أعدت خصيصًا لهذا الغرض، مما جعل العديد من الشباب الطامحين في تجميع ثروات يتركون أعمالهم، للتفرغ للبحث عن الكنز المزعوم لـ"طائر الظلام".

واخترقت "الفجر" منظومة تجارة الأوهام بالتعايش معهم عن طريق حيلة مدبرة أعددناها، للتوصل إلى حقيقة تلك الظاهرة التي أصبحت حديث المدينة في الشارع الأقصري، والشغل الشاغل لأبنائها بحثًا عن عائد مادي ضخم، يعوضهم عن أيام الفقر، بعد الركود السياحي الذي شهدته عاصمة السياحة العالمية في الفترة الأخيرة.


في البداية تعرفنا على بعض الشباب، الذين يبحثون عن الثراء السريع، فيقول، "م. ح"، أحد أبناء الأقصر، أن ما وصل إليهم من قبل وسطاء يعملون في تجارة الآثار، أن " عش الخفاش" يحتوي على مادة حمراء اللون، مشابهة للزئبق الأحمر الفرعوني، حيث يتم بيعها للأثرياء الذين يعتقدون أنها "اكسير حياة الخلود"، بحقنها تحت الجلد، أو أعمال السحر، بسقيها للجن حتى يكون يصبح أقوى مما كان عليه، وعبدًا مطيعًا لمن قام بإعطائه هذه المادة، أما الغرض الثالث، فتستخدم لكبار السن من الرجال، ليتمكنوا من ممارسة الجنس كما لو كانوا شبابًا أقوياء.

وأوضح، أن سعر هذا العش كان يبلغ حوالي 50 ألف جنيه خلال الأشهر الماضية، ومع مرور الوقت وصل سعره حتى الآن إلى 150 ألف جنيه، ومن المتوقع زيادته حتى يصل ما يزيد عن المليون جنيه لكثرة الطلب عليه بالتزامن مع ندرته.

وأكد " خ. ع"، أنه ومجموعة من الشباب، قاموا بعمل جولات في الجبال طيلة الأيام الماضية، للبحث داخل الكهوف التي تسكنها الخفافيش، وبالفعل عثروا على العديد من حيوانات الخفاش، ولكن لسوء الحظ لم يتمكنوا من العثور على هذا العش الذي يعد كنزًا يجني لهم أموالًا طائلة تنتشلهم من الفقر، بحسب قوله.

وذكر أن مهمة البحث صعبة جدًا لندرة وجود الأعشاش، بالإضافة إلى أنه في حالة العثور عليه، يجب أن يستوفي بعض الشروط، منها أن يكون شكله بيضاوي، ويتفاعل مع فص الثوم، بالتحرك سريعًا حال قرب الثوم منه دون ملامسته، وعن الرأي العلمي لهذه الظاهرة، أوضح الدكتور عاطف علي، مدير مديرية الطب البيطري بالأقصر، لـ"الفجر"، أن الخفاش بالفعل يعمل على إقامة أعشاش لصغاره، تتكون من الطين، ومادة لاصقة، حتى تكون متماسكة ومعلقة بأسقف الأماكن التي تسكنها، سواءً منازل مهجورة أو كهوف، ولكنها لا تحتوي على مواد أخرى كما يدعون عن وجود الزئبق الأحمر بداخلها، سوى مخلفاتها.

ولفت، مدير مديرية الطب البيطري بالأقصر، أن الخفاش يتميز بسرعة طيران في الظلام تصل إلى نحو 40 كيلو مترًا في الساعة، ويصدر أصواتًا بطول موجي معين تجعله يشعر بقرب الحوائط منه لتفاديها، ولكن ما يثار عن وجود إفرازات منه نتيجة مصه للدماء، تساعد على إعادة الشباب مرة أخرى، أو استخدامها في أعمال السحر لوجوده بالأماكن المهجورة، حديث ليس له أساس من الصحة، ولم تثبت أية تجارب علمية تلك الخرافات، مؤكدًا أن كل تلك الأقاويل ما هي إلا شائعات للتلاعب بعقول الشباب والباحثين عن الثراء السريع.


وبالبحث أكثر في هذا الأمر، قمنا بحيلة للكشف عن حقيقة هذه الأوهام التي ملأت عقول الشباب، بعد دراسة الوضع جيدًا، وما يبحثون عنه، وأقنعنا البعض بأن أحد الأشخاص عثر على هذا العش الذي يحتوي على الزئبق الأحمر وتنطبق عليه الشروط، ولن يتم الكشف عنه سوى أمام المشتري الفعلي، لتبدأ رحلة البحث عن " الرجل رقم 1 "، والتي استمرت مدتها 4 أيام، ليقوم وسيطًا بإخبار وسيط أكبر، وتحديد موعد مقابلة، ونرفض ذلك بحجة عدم اظهار هذا الشيء سوى أمام الزعيم، ليصل عدد الوسطاء خلال هذه الفترة إلى ما يقرب من 15 شخص كل واحد منهم أعلى مرتبه من الآخر في هذا المجال دون أن نصل لمشتري حقيقي يؤكد لنا هذه حقيقة هذه الروايات حتى الآن، والغريب أن جميعهم لم تعقد أمام أعينهم صفقة بهذا الشكل.