قصر البارون.. تحفة معمارية خربها "عبدة الشيطان" وأنقذتها الدولة المصرية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أعمال ترميم قصر البارون، التي تصل إلى 100 مليون جنيه، ووصلت نسبة انتهاء العمل إلى حوالي 50%، على أن يتم الانتهاء منه، خلال 12 شهرًا، بسبب أعمال الترميم الدقيقة والمفاجآت غير السارة الذي اكتشفها المرممون، ويرصد "الفجر"، مراحل إنشاء قصر البارون منذ القدم.

بناء قصر البارون
ترجع فكرة بناء القصر إلى المليونير البلجيكي البارون إمبان الذي جاء إلى مصر، وعشق أرضها، فقرر إقامة قصر أسطوريًا، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، وتضم غرفة البارون بالقصر، لوحة تجسد كيفية عصر العنب لتحويله إلى خمور، ثم شربه حسب التقاليد الرومانية وتتابع الخمر في الرؤوس، أي ما تحدثه الخمر في رؤوس شاربيها.

استلهم القصر، من معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعابد أوريسا الهندوسية، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، حتى اكتمل البناء عام 1911م.

مواصفات القصر
قصر البارون، فخم جملت شرفاته بتماثيل مرمرية على شكل أفيال وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.

والقصر مكون من طابقين وملحق صغير بالقرب منه تعلوه قبة كبيرة، وعلى جدران القصر توجد تماثيل مرمرية رائعة لراقصات من الهند وأفيال لرفع النوافذ المرصعة بقطع صغيرة من الزجاج البلجيكي وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدرن القصر.

تعرض القصر للإهمال
بعد وفاة البارون في 22 يوليو 1929م، تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة، وتحولت حدائقه التي كانت غناء يومًا ما إلى خراب، وأصبح القصر مهجورًا، إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قرارًا بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية اللتين باشرتا عملية الإعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية.

تصوير أفلام سينمائية
قصر البارون، لم يفتح أبوابه إلا مرات معدودة المرة الأولى عندما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين في مصر عام 1961م، ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته، والمرة الثانية عندما دخله حسين فهمي والمطربة شادية لتصوير فيلم الهارب، والمرة الثالثة عند تصوير أغنية للمطرب محمد الحلو بطريقة الفيديو كليب.

 أما الرابعة فقد تمت بطريقة غير شرعية إذ أن بسبب إغلاقه المستمر نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية ومنها أنه صار مأوى للشياطين، حيث استهدفه شباب لإقامة حفلا صاخبة انتهت بقضية جنائية شغلت الرأي العام المصري في عام 1997م، والتي عُرفت بـ"عبده الشيطان".

أما افتتاحه للمرة الخامسة عندما دخل القصر أحمد حلمي ومنه شلبي في فيلم آسف على الإزعاج.

ترميم القصر
ومن المقرر الانتهاء من ترميم قصر البارون، خلال الشهر الجاري، أكد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أن تكلفة أعمال ترميم قصر البارون تصل إلى 100 مليون جنيه، ووصلت نسبة انتهاء العمل إلى حوالي 50%.

وأضاف العناني، على هامش تفقده أعمال الترميم بالقصر، أنه من المفترض الانتهاء من الترميم خلال 12 شهرًا، بعدما كان مقررًا له سبتمبر الجاري، بسبب أعمال الترميم الدقيقة والمفاجآت غير السارة الذي اكتشفها المرممون.