البابا فرنسيس لشباب ليتوانيا: نعمة الله مصدرها أشخاص صالحون

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس


قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن نعمة الله مصدرها أشخاص صالحون عبروا حياتهما، أي الجدة والأم وجماعة الرعية بالنسبة للشابين مونيكا، والزوجة بالنسبة ليوناس.

وأكد قداسة البابا، أن الرب يخلصنا بجعلنا جزءًا من شعب، ولا يمكن لأحد القول إنه سيَخلص بمفرده، ودعا الشباب إلى تفادي أن يجعلهم العالم يعتقدون أنه من الأفضل السير بمفردهم وإلى عدم السقوط في تجربة التركيز على الذات والتميز بالأنانية أو اللامبالاة أمام الآلام أو الصعاب أو النجاح العابر.

ودعا بابا الفاتيكان، الشباب إلى التركيز عليها وذلك بدءً من اللقاء والشركة مع الآخرين متنبهين إلى احتياجاتهم، وكرر هنا أهمية الانتماء إلى جماعة، إلى شعب، لأن هذا ما تتطلبه هويتنا الحقيقية، ثم عاد إلى شهادتَي الشابين اللتين تحدثا فيهما أيضا عن الصلاة في العائلة والمشاركة في جوقات، عن القداس والتعليم المسيحي ومساعدة المحتاجين، فقال إن هذه أسلحة قويما يمدنا بها الله، فالصلاة تجعلنا نخرج من ذواتنا ونتأمل بأعين الله في ما يحدث في قلوبنا، والترتيل والموسيقى يجعلاننا ننفتح على الإصغاء وعلى الأمور الداخلية.

وشدد على أهمية الصلاة التي تعلمنا الإصغاء إلى الروح القدس وتمييز علامات الأزمنة وتجعلنا نستعيد القوى لمواصلة إعلان الإنجيل.

وتابع أن لقاء المسيح والكلمة والإفخارستيا تجعلنا لا نكترث بقوة الغريم، أما مساعدة الآخرين فهي قوة تدعمنا في حياتنا .

وأورد أن رؤية ضعف الآخرين تحملنا إلى الواقع وتحُول دون أن نعيش لاعقين جروحنا، وأضاف أن يسوع يدعونا إلى الخروج من ذواتنا ولقاء الآخرين وجها لوجه، ودعا الشباب إلى اتباع يسوع وعدم التخوف من المشاركة في الثورة التي يدعونا إليها، ثورة الحنان.  

ولفت إلى أن الحياة تقاس يزمن خاص، زمن العلاقة بقلب الله، وأن الحياة هي دائما السير مع البحث عن الطريق الصحيحة. ثم ختم كلمته إلى شباب ليتوانيا الذين التقاهم في ساحة كاتدرائية فيلنيوس بعد ظهر السبت مؤكدا أن المسيح يلتقينا دائما في تقاطعات طرق حياتنا، ولا يتوقف أبدا عن بنائنا حتى وإن كنا نهدم ذواتنا في بعض الأحيان. 

يذكر أن البابا فرنسيس، التقى بعد ظهر أمس السبت، في ساحة كاتدرائية العاصمة فيلنيوس الشباب الليتواني واستمع إلى شهادة فتاة وشاب، حيث تحدثت أولا مونيكا عن تلقيها عطية الإيمان بفضل جدتها وهو حدث هام في حياتها. توقفت أيضا عند علاقتها الصعبة خلال الطفولة بوالدها الذي كان يضربها والذي حاول الانتحار وأدمن تعاطي الكحول عقب إفلاس شركته، ومقابل مشاعر الغضب التي تملكتها عثرت مونيكا على جماعة حية ومستقبِلة في إحدى الرعايا الفرنسيسكانية، حيث بدا الله مداواة جراها حسب ما ذكرت، توجهت بالتالي إلى والدها طالبة منه المغفرة واستبدلت مشاعر الغضب بالرحمة والصلاة، وختمت حديثها قائلة إنها لا تتخيل كيف كان لحياتها أن تكون في حال استمرت مشاعر الغضب إزاء والدها حتى وفاته منتحرا.